الصفحة الاولىصحيفة البعث

نصر الله: ما يجري في لبنان جزء من حرب اقتصادية.. والمقاومة قوية ومتينة

أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أن “هناك قيادات سياسية شريكة في التغطية على محتكري المحروقات”، في لبنان.

وفي كلمة له بمناسبة الليلة التاسعة من عاشوراء، قال إن “بعض القيادات تجاهل الاحتكار، وركّز على التهريب للتصويب على سورية واستهداف حلفائها”، مشدداً على “أننا نرفض التهريب، ولا نغطي أحداً، ونعمل على تأمين المازوت للمستشفيات والبلديات”، وشدّد على أن الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعصف بلبنان ليست محض مصادفة بل هي جزء من حرب اقتصادية حقيقية هدفها إخضاع الشعب اللبناني والمقاومة، وأضاف: “إن ما تريده أمريكا عبر ممثلتها الشمطاء في لبنان هو كيفية الخضوع لكيان الاحتلال الإسرائيلي في الإدارة وتعيين المدراء وترسيم الحدود”، وأوضح أن الأمريكيين يقومون بتجويع الناس لكي يتخلوا عن الكرامة والسيادة والحقوق الوطنية والأخلاق، لافتاً بأن الأيام الماضية أثبتت للأمريكي والإسرائيلي بأن المقاومة متماسكة وقوية.

وأشار إلى أن “لبنان جزء من الجبهة، أو المحور الذي ألحق الهزيمة بالمشروع الأميركي أكثر من مرة”، موضحاً أن “الحرب بدأت قبيل تشرين الأول 2019، مع تمويل جمعيات مدنية مرتبطة بالسفارة الأميركية”، ولفت إلى أن “الأميركيين هم من ضغط على رئيس الحكومة اللبنانية آنذاك (سعد الحريري) وأجبروه على الاستقالة”، مشيراً إلى أن “هدف هذه الحرب الاقتصادية هو الضغط على الشعب اللبناني، من أجل دفعه إلى الانهيار”، وتابع: إن “إدراك أن ما يجري ليس نتيجة مشاكل داخلية فقط، بل نتيجة حرب خارجية أيضاً، يجعل قدرتنا على الصبر أكبر”، مؤكداً أن “المقاومة قوية ومتينة وثابتة، وما جرى قبل أيام يُثبت ذلك”.

وأشار السيد نصر الله إلى أن الدولة والبنك المركزي والمحتكرين يتحمّلون المسؤولية عن مشكلة البنزين والمازوت والدواء في لبنان، موضحاً أن هناك سببين في أزمة البنزين والمازوت هما الاحتكار والتهريب، متسائلاً في الوقت نفسه، هل فقط المقاومة هي من تريد النفط والغاز في المياه اللبنانية وتسعى لحماية ثروات البلاد الطبيعية؟

المشهد في أفغانستان كبير جداً

وتطرّق الأمين العام لحزب الله أيضاً إلى الأحداث في أفغانستان، وقال: إن المشهد فيها “كبير جداً”، مشيراً إلى أن على “شعوب هذه المنطقة أن تدرك أبعاده الاستراتيجية”، ولفت إلى أن “مشاهد كابول متطابقة تماماً مع مشاهد سايغون في فيتنام”، مشيراُ إلى أن “الولايات المتحدة ما زالت جاهلة وعديمة الفهم في المنطقة، وهي تكرر الأخطاء ذاتها”.

وأكد السيد نصر الله أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، سحب قواته من أفغانستان “لأنه لم يعد قادراً على تحمّل” تبعات البقاء فيها، وتابع: “بايدن قال إنه أنفق أكثر من تريليون دولار، وها هم الأميركيون خرجوا أذلاّء فاشلين مهزومين”، مضيفاً أن “بايدن كان يريد حرباً أهلية في أفغانستان من خلال قتال بين طالبان والقوات الأفغانية”. وذكر أن “الأميركيين أخرجوا التجهيزات، وحتى الكلاب البوليسية، من أفغانستان، ولم يُخرجوا من تعامل معهم”، موضحاً أن “بايدن قال إنه ليس من واجب الأميركيين القتالُ عن أحد. وهذه رسالة إلى من ينتظرونه ليقاتل عنهم”.