نيوزيلندا وأستراليا.. عودة الإجراءات الاحترازية المشدّدة لمواجهة دلتا
تعمل الحكومات في جميع أنحاء آسيا والمحيط الهادئ على تشديد القيود على الحركة والسفر، حيث فشلت حملات التطعيم البطيئة في وقف انتشار العدوى بسبب متحور دلتا، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.
وتوقّعت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أردرن الأربعاء ظهور إصابات جديدة بكورونا بعد يوم على قرارها فرض إجراءات عزل في البلاد على أثر ظهور أول إصابة محلية منذ ستة أشهر.
وبينما سجلت 6 إصابات جديدة الأربعاء، أكدت أردرن أن نيوزيلندا تواجه متحور دلتا الأكثر قدرة على العدوى، والمرتبط على حد قولها بأستراليا، حيث تبدو السلطات عاجزة عن كبح الوباء.
وأضافت: أن الارتفاع السريع في عدد الإصابات يبرر فرض إجراءات الحجر التي أعلنت الثلاثاء لثلاثة أيام في معظم أنحاء البلاد، وسبعة أيام في أوكلاند، وهي أكبر مدينة في البلاد. وتابعت: “نتوقّع رصد مزيد” من الإصابات، بينما ترى السلطات أن عدد الحالات قد يرتفع إلى 120 على الرغم من القيود المفروضة.
وتمّ إغلاق أكبر مدينتين في أستراليا، سيدني وملبورن، ووسّعت السلطات يوم الأحد الإغلاق ليشمل ولاية نيو ساوث ويلز بأكملها. وفي ملبورن، أغلقت الملاعب، وفرض حظر التجول طوال الليل، وسمح للعمال بمواقع البناء العمل بنسبة استيعاب 25٪ فقط.
وفي غضون ذلك، رفعت أستراليا درجة التحذير من منخفضة المخاطر إلى متوسطة الخطورة، مما يعني أن 14 يوماً من الحجر الصحي بالفندق ستكون مطلوبة بشكل عام للمسافرين الذين تم تطعيمهم.
وأعلنت اليابان يوم الثلاثاء أنها ستمدد حالة الطوارئ في طوكيو ومدن أخرى حتى 12 أيلول وستضيف عدة مناطق إلى قائمة حالة الطوارئ، فيما قالت السلطات في كوريا الجنوبية إن القيود الحالية تحظر التجمعات لأكثر من شخصين بعد الساعة 6 مساء، وأكدت أنها لم تتمكن بعد من السيطرة على انتشار الفيروس، ويشير ذلك إلى أن الإجراءات، التي من المقرر أن تنتهي في 22 آب، قد يتم تمديدها أو تشديدها.
وفي الهند يبحث علماء بقلق عن مؤشرات على موجة ثالثة من وباء كورونا في ولاية ماهاراشترا، أحد الأماكن الأولى التي ضربتها الموجة الثانية بوقت سابق من هذا العام.
وتبحث مختبرات جديدة في مومباي وفي مدينة بيون عن متحوّرات جديدة خطيرة، وقد كثّف العلماء في هذه المختبرات الفحوصات على أكثر من 3600 عينة شهرياً، مقارنة بـ 134 عينة في كانون الأول من العام الماضي، حيث يبحثون عن طفرات يمكن أن تجعل إيقاف الفيروس أكثر صعوبة، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
وبينما انخفضت حالات الإصابة والوفيات بسبب كورونا، وفقا للأرقام الرسمية، يستمر الفيروس في الانتشار في بعض أجزاء البلاد.
وقد ترك معدل التطعيم المنخفض وعوامل أخرى الهند عرضة بشكل خاص لمتحوّرات مثل دلتا، الذي فاقم من تأثير الفيروس خلال الموجة الثانية في الربيع الماضي.
وقال الدكتور فينود سكاريا، العالم الرئيسي في معهد علم الجينوم والبيولوجيا التكاملية في نيودلهي “نحن بحاجة إلى تتبع المتحورات الجديدة لإعداد أنفسنا للموجة التالية، لأن الموجات ستستمر في الحدوث، مثل الإنفلونزا أو نزلات البرد، والتي تستمر في التكاثر لأن الفيروس يتحور أو يعاد تكوينه، ولا يمكننا منع ذلك حقاً. ولكن يمكننا الاستعداد لذلك”.
وحذر علماء من ظهور متحور جديد لفيروس كورونا يقاوم عمل اللقاحات الحالية، مما قد يعيد المعركة ضد وباء كورونا للوراء أكثر من عام.
ويأتي ذلك وسط تفشي متحور دلتا السائد حاليا في كثير من دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة التي سجلت معدلات مرتفعة لدخول المستشفى للأشخاص في الثلاثينات من العمر.
وقالت المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ (SAGE)، وهي هيئة استشارية حكومية في المملكة المتحدة، إن ظهور متحور جديد يقاوم اللقاحات هو “احتمال واقعي”، على ما نقلت صحيفة “الغارديان”.
وكشفت الموجة الثانية، التي انفجرت في جميع أنحاء البلاد في نيسان وأيار، عن زيادة قابلية انتقال متحور دلتا وعجز الهند عن المواجهة. وتظهر الأرقام الرسمية أن حوالي 430 ألف شخص لقوا حتفهم منذ ظهور الفيروس في أوائل العام الماضي، على الرغم من أن الأرقام تعتبر على نطاق واسع غير موثوقة. ويقول الخبراء: إن العدد الحقيقي قد يكون بالملايين، وفقاً لنيويورك تايمز.
وفي الوقت الحالي، يبدو أن الكارثة قد انحسرت. انخفض عدد الإصابات اليومية في الهند إلى حوالي 40 ألفاً، مقارنة بأكثر من 300 ألف حالة شهدتها خلال أسوأ فترات الأزمة. وشهدت المدن الأكثر تضرراً مثل نيودلهي ومومباي وبيون انخفاضاً كبيراً في الحالات.
وعادت الحشود المختلطة بدون ارتداء كمامات إلى الحانات مرة أخرى في نيودلهي، وذلك بعد أشهر من وفاة أربعة آلاف شخص يومياً بسبب كورونا، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، وتضيف: إنه بالنسبة لبعض الهنود، فقد عادت الحياة بالفعل إلى طبيعتها بعد موجة الربيع المدمرة. ففي نيودلهي ومدن أخرى في جميع أنحاء البلاد، يعود المتسوقون للازدحام في المتاجر وكذلك الحال لمرتادي المطاعم، فيما تستضيف الحانات حشوداً من المحتفلين. وقد تخلى الكثير منهم بالفعل عن إجراءات السلامة مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.
وبعد بداية فوضوية وبطيئة، كثفت الهند من حملتها للتلقيح، حيث قدّمت بانتظام خمسة ملايين جرعة يوميا. وتم إعطاء حوالي نصف مليار جرعة حتى الآن، وتم الآن تطعيم أكثر من 100 مليون مواطن بشكل كامل.