جرحانا الأبطال يرسمون أروع اللوحات في دورة “جريح وطن”
اللاذقية – خالد جطل
بعد الانتصار على الإرهاب وداعميه، رسم جرحى جيشنا البواسل بعرقهم وجهدهم أجمل لوحات التحدي والإرادة في النسخة الأولى لدورة ألعاب جريح وطن الرياضية التي اختتمت أمس الأول، وشهدت منافسات قوية بين 100 جريح حرب من أبطال قواتنا المسلحة والقوات الرديفة وقوى الأمن الداخلي، إضافة لجرحى من العراق وروسيا، حيث تنافس الجرحى الرياضيون على مدار خمسة أيام في ست ألعاب هي: (السباحة، وكرة الطاولة، وكرة السلة، والريشة الطائرة، وألعاب القوى، والقوة البدنية).
وقدم أبطالنا عروضاً قوية، وسيطروا على معظم ألقاب الدورة بغالبية الفئات متحدين بإصرارهم وتصميمهم الإصابات التي ألمّت بهم في معارك الشرف، ورغم تنوّع إصاباتهم ما بين البتر، الفردي والثنائي، وجرحى الشلل، والمكفوفين، كان جرحانا أبطالاً بكل معنى الكلمة، وترجموا ما تلقوه من تدريبات على أيدي مختصين في الألعاب الرياضية إلى تميّز ونجاح، واعتلوا منصات التتويج.
منافسات دورة جريح وطن قدمت أكثر من رسالة، وأولها أن الجريح قادر ومتمكن قولاً وفعلاً لا شعاراً فقط، حيث أثبت جريحنا أنه على قدر المسؤولية الملقاة عليه، فنافس بقوة، وكان بالفعل خير سفير لوطنه، كما كان بطلاً في ساحات الوغى، ومن خلال مشاركتهم تميّز جرحانا بالتنظيم والانضباط ونالوا شهادات حق وثناء من المنظّمين والقائمين على الألعاب والأشقاء والأصدقاء، ورغم اشتداد المنافسات فيما بين الجرحى في المباريات، لكنهم بعد نهايتها يسطّرون محبتهم بأسمى صور الروح الرياضية، وهو ما تابعناه عقب نهاية مباريات كرة السلة من وضعية الجلوس، حيث كانت منتخباتنا الوطنية الثلاثة: (أ) و(ب) و(ج) تتنافس على اللقب، وكل منهم لديه نقطة، والكل بطل، ولكن تفصل بينهم النقاط المسجلة، وارتفعت المنافسة واشتدت الأعصاب بين الجميع، ومع صافرة النهاية انتهت المنافسات وتوقف الشد العصبي، مؤكدين أنهم جميعاً فائزون، وأن المنتخبات الثلاثة هم منتخب واحد، ليقدموا لفرقنا وأنديتنا أروع وأجمل رسائل الإنسانية والمحبة.
ما تحدثنا به هو جزء يسير من ملاحم رياضية وأخلاقية سطّرها جرحانا، وأكدوا أنهم مشروع نجوم رياضيين قادرين على رفع علم الوطن في المحافل الدولية إن تواصل الاهتمام بهم ورعايتهم، وهو ما أكده كل الجرحى المتوّجين بالألقاب، وأنهم لن يدخروا جهداً بالتدريبات للوصول إلى المستويات التي تؤهلهم للمشاركة والمنافسة بأقوى بطولات العالم، وبالمقابل فإن القائمين على البطولة، سواء من مؤسسة جريح وطن، أو الاتحاد الرياضي العام، أكدوا أن نجاح النسخة الأولى من الألعاب، وتفوق جرحانا وتميزهم، زادا من تحديهم وتصميمهم لمواصلة دعم الجريح ورعايته تنفيذاً لتوجيهات قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد، وعقيلته السيدة الأولى أسماء الأسد، والتي كانت حريصة على رفع الروح المعنوية للجرحى، واللقاء بهم خلال فترات تدريباتهم ومنافساتهم.