الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

آخر جولات المفاوضات فشلت.. وجيشنا يستعد لاستئصال البؤر الإرهابية في درعا

درعا _ دعاء الرفاعي
ما زالت محافظة درعا في واجهة الأحداث، وكما يبدو فإن المسار يتجه نحو الحسم العسكري المؤكد، فبعد أن شارفت المدينة على إقفال آخر ملفات التوتر، والعودة للدخول مجدداً في مسار إعادة الأمن والاستقرار، ومع بدء تنفيذ “اتفاق التسوية” في درعا البلد أول أمس، وخروج أول دفعة من المسلحين الرافضين للتسوية إلى مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية في شمال سورية، أقدم إرهابيون ينتمون لتنظيمات إرهابية أشد تطرفاً على إطلاق النار بكثافة لعرقلة تنفيذ الاتفاق، وهو ما أعاد إلى الأذهان مشهد المهجرين الذين يعلمون جيدا ما ستؤول إليه الأوضاع في حال رجحت كفة الحل العسكري.
“مصادر خاصة أكدت لـ “البعث” أن الدولة السورية لا تزال تسعى بكافة إمكاناتها لفرض حالة الأمن والاستقرار بما يكفل حقن الدماء ويجنب المدنيين مخاطر العمل العسكري، مع الاستمرار بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة الى محافظة درعا اليوم، استعداداً للمعركة في أحياء درعا البلد، بعد فشل المفاوضات التي تديرها وترعاها القوات الروسية، وتنتهي مهلتها اليوم الخميس.

وأشار المصدر إلى سياسة النفس الطويل التي تتبعها وتنتهجها قوات الجيش العربي السوري، على الرغم من كل عمليات التصعيد وخرق الهدنة، وهي سياسة تأتي نزولا عند رغبة اللجان المفاوضة بين الفينة والأخرى، وذلك حرصا على كل قطرة دم تراق على أرض حوران.

وحذر المصدر من أن الصبر سينفد جراء مماطلة لجنة درعا المركزية وممثلي أحياء درعا البلد وأن العملية العسكرية ربما تنطلق في غضون ساعات، بعد انتهاء المهلة التي حددتها روسيا لاستمرار المفاوضات التي فشلت حتى الآن.
ولا يختلف المشهد كثيرا في الريفين الشرقي والغربي للمحافظة، حيث يشهدان تصعيدا كبيرا وحالة من الفوضى من خلال استهداف العناصر الإرهابية المسلحة هناك، وبشكل شبه يومي، لحواجز الجيش العربي السوري وسيارات الإطعام والمبيت والتي تسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء والجرحى. ومن المؤكد أن حالة هذه القرى والبلدات ومنها طفس ونوى وصيدا، وغيرها من القرى التي تشهد الكثير من التجاوزات، لن تطول، فالجيش العربي السوري سيبدأ معركة حاسمة مختلفة يعيد فيها أراضي محافظة درعا خالية من رجس الإرهاب.
الجدير ذكره أن محافظة درعا تشهد تصعيدا كبيرا منذ أيام  بعد أن عاثث المجموعات الإرهابية بالمدينة فوضى وخرابا ألحق الضرر بالحجر والبشر عبر ممارساتها الإجرامية حيث حشدت قوات الجيش العربي السوري لتحرير حي درعا البلد وحيّي المخيم وطريق السد الذي تسيطر عليه فصائل إرهابية متشددة بعضها يتبع لتنظيم “داعش”،ما دفع مُسلحين في ريفي المحافظة الغربي والشرقي للهجوم على النقاط العسكرية التابعة للجيش السوري والسيطرة عليها.

ميدانيا، ارتقى شهيد وأصيب ثمانية جنود بجروح جراء اعتداء إرهابيين على حافلة إطعام لإحدى وحدات الجيش العربي السوري على الطريق الواصلة بين مدينتي نوى والشيخ مسكين بريف درعا. حيث انفجرت “عبوة ناسفة زرعها إرهابيون أثناء عبور حافلة إطعام لإحدى وحدات الجيش العربي السوري على الطريق بين نوى والشيخ مسكين ما تسبب بارتقاء شهيد وإصابة 8 جنود آخرين بجروح وإعطاب الحافلة”.

واغتالت مجموعة إرهابية القاضي العقاري فيصل خليل العوض عبر استهدافه بالرصاص في مدينة نوى بريف درعا.

وقال مصدر في قيادة شرطة درعا “إن إرهابيين تقلهم دراجات نارية استهدفوا القاضي فيصل العوض مساء أمس بعدة طلقات نارية أثناء وجوده أمام منزله في مدينة نوى بريف درعا الشمالي الغربي”. وقد “تم نقل العوض إلى المشفى ليفارق الحياة متأثراً بإصابته”.

إخراج عدد من الإرهابيين إلى شمال سورية

في الأثناء، خرجت بعد ظهر اليوم دفعة من الإرهابيين الرافضين لاتفاق التسوية من حي درعا البلد بمدينة درعا مع عدد من أفراد عائلاتهم تمهيدا لإنهاء سيطرة الإرهاب على الحي وعودة جميع مؤسسات الدولة والخدمات إليه.

ولفت مراسل سانا الحربي في درعا إلى أنه مع اقتراب انتهاء المهلة المحددة لخروج الإرهابيين دخلت حافلتان عبر ممر الجمرك القديم إلى منطقة درعا البلد وصعد إليهما أكثر من 50 شخصاً من الإرهابيين وبعض أفراد عائلاتهم، وتوجهتا بعد تدقيق الأسماء من قبل الجهات المختصة إلى شمال البلاد، وذلك تنفيذاً لاتفاق تم التوصل إليه يقضي بإخراج الإرهابيين الرافضين للتسوية وتسوية أوضاع المطلوبين وإعادة الأمن للحي ونشر نقاط عسكرية فيه.

وخلال الأيام القليلة الماضية عززت وحدات الجيش نقاطها وإمداداتها لإنهاء سيطرة الإرهابيين على بعض المناطق في درعا بالتوازي مع إعطاء الأولوية للتسوية السلمية بالرغم من اعتداءات الإرهابيين المتكررة بحق المدنيين وعناصر الجيش.

وكانت وحدات الجيش فتحت ممر السرايا أمام المدنيين الراغبين بالخروج من المناطق الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين باتجاه درعا المحطة كما قامت الدولة بتجهيز مركز إقامة مؤقت بمختلف المستلزمات والمواد الأساسية لاستقبالهم.