طالبان: لا موعدَ محدداً لتشكيل الحكومة.. وباريس ولندن تطالبان بـ “منطقة آمنة”
نفى المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد تحديد موعد لتشكيل الحكومة أو التحدث بهذا الشأن مع أحد، مؤكدا أن الحركة ستقوم بجولة مشاورات مع جهات مختلفة لمزيد من التنسيق بشأن تسيير عمل الحكومة. وكانت تقارير نسبت إلى المتحدث باسم طالبان قوله إن الحكومة ستشكل خلال أسبوع.
في الأثناء، وصل زعيم حركة طالبان الملا هبة الله آخوند زاده الأحد إلى مدينة قندهار (جنوبي أفغانستان) قادما من خارج البلاد، والتقى القيادات السياسية للحركة، وذلك في إطار مشاورات مكثفة من أجل تشكيل حكومة جديدة، في وقت تشترط فيه دول غربية تمكين طالبان المدنيين من الخروج من أفغانستان بعد نهاية الشهر الجاري للتعامل معها.
مصادر في طالبان قولت إن آخوند زاده ونائبه الملا محمد يعقوب يعقدان سلسلة مشاورات في قندهار مع قادة وزعماء القبائل. وأضافت المصادر أن اللقاء بين زعيم طالبان والقيادات السياسية للحركة هو الأول وجها لوجه داخل أفغانستان.
مصادر صحفية بقندهار أكدت أن وجود قيادة طالبان في المدينة هو رسالة دعم قوية للمشاورات التي تجريها الحركة مع فرقاء سياسيين، من أجل تشكيل حكومة موسعة تمثل كل الطيف السياسي الأفغاني.
وأضافت المصادر أن وصول زعيم طالبان إلى قندهار خبر كبير، حيث إنه كان في الخارج، ولم يكن المكان الذي يوجد فيه معروفا، مشيرا إلى أن الوفد الذي ضم آخوند زاده هو الذي كان يتوقع وصوله من مدينة كويتا الباكستانية.
وكان رئيس المكتب السياسي لطالبان الملا عبد الغني برادر، وصل المدينة قادما من العاصمة كابول وبصحبته عدد من قادة الحركة.
وقالت المصادر إن زيارة هذا الوفد تهدف إلى إجراء مشاورات مع قادة في الحركة وفاعلين محليين بشأن جهود تشكيل الحكومة المقبلة في أفغانستان، وأضافت المصادر أن مسؤولين في طالبان سيأتون من مدينة كويتا الباكستانية للغرض نفسه.
وتابعت أن رئيس لجنة الدعوة والإرشاد في الحركة أمير خان متقي، وصل بدوره إلى هلمند (جنوبي أفغانستان) لإجراء مشاورات مماثلة.
في السياق، قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم -على تويتر- إن وفدا من المكتب السياسي للحركة التقى بمختلف الشخصيات السياسية وشيوخ العشائر والصحفيين والناشطين في کابول.
وأضاف نعيم في تغريدة أخرى أن وفد المكتب السياسي طمأن الجميع على أمنهم وسلامتهم، واستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم بشأن مستقبل البلاد.
على صعيد آخر، ومع قرب حلول موعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في 31 آب الجاري، تعتزم فرنسا وبريطانيا تقديم مشروع قرار في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بشأن أفغانستان يوم الاثنين، يقترح إقامة منطقة آمنة في كابول للراغبين في مغادرة البلاد.
وفي مقابلة مع صحيفة “لو جورنال دو ديمانش” (Le Journal du Dimanche) قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن مشروع القانون الذي يقترحه يهدف إلى تحديد منطقة آمنة في كابل تحت سلطة الأمم المتحدة، تتيح استمرار العمليات الإنسانية.
وأضاف أن ضمان خروج المدنيين بعد انتهاء عمليات الإجلاء الحالية يعد أحد الشروط المسبقة لأي علاقة بين فرنسا وحركة طالبان.
من جهته، لوَّح وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب -في مقال في صحيفة “صنداي تليغراف” (The Sunday Telegraph)- بفرض عقوبات على حركة طالبان من خلال الأمم المتحدة والنظام البريطاني، إذا لم توفر الحركة ممرا آمنًا لخروج من تبقى من بريطانيين وأفغان إلى الدول المجاورة.
وفي السياق، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن الدفعة الأخيرة من قوات بلاده غادرت كابل بعد 20 عاما من الوجود العسكري هناك، وتعهد بأن تحافظ بريطانيا بكل ما لديها من أدوات دبلوماسية وإنسانية على ما أُنجز في أفغانستان منذ 2001.
وكان جونسون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتفقا على ضرورة تقديم مساعدات دولية وتبني مجموعة السبع نهجا مشتركا إزاء الحكومة التي ستتولى الأمور في أفغانستان مستقبلا.
وقال بيان بريطاني إن جونسون شدد على أن أي اعتراف بحركة طالبان وأي تعامل معها يجب أن يكونا مشروطين بسماحها بمرور آمن لمن يريدون مغادرة البلاد وباحترامها حقوق الإنسان.
وفي نفس الإطار، نقلت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) عن مسؤولين قولهم إن الرئيس الأميركي جو بايدن يخطط لسحب سفير بلاده والدبلوماسيين من كابل بحلول بعد غد الثلاثاء، وإن قرار إدارته الاعتراف بحكومة طالبان قد يستغرق بعض الوقت.
في المقابل، أكد زامير كابولوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أفغانستان أنه سيتعين على موسكو بناء علاقات مع الحكومة الجديدة في أفغانستان، مشيرا إلى أنها تسعى لذلك منذ 8 سنوات.