المنتخبات الوطنية بين السمسرة والتسويق والاستعداد المقبول
ناصر النجار
منذ أكثر من شهر تقريباً، بدأت المنتخبات الوطنية بكرة القدم: (الأولمبي والشباب والناشئون) معسكراتها ومبارياتها المحلية استعداداً للاستحقاقات الخارجية في بطولات العرب وغرب آسيا والتصفيات الآسيوية المؤهلة للنهائيات الآسيوية.
مراحل الاستعداد مرت بفترة الانتقاء التي شملت حوالي مئة لاعب من كل فئة تمت غربلتهم على فترات حتى استقرت هذه المنتخبات على عدد معين قابل للزيادة والنقصان حسب المستجدات والطوارئ، ويعتقد القائمون على هذه المنتخبات أنهم اختاروا الأفضل، فالانتقاء الأخير لم يكن عشوائياً أو من خلال توصية من مدربين أو خبراء، بل كان نتيجة المعسكرات والتمارين، واللاعب الذي أثبت وجوده بقي مع المنتخب، واللاعب الذي لم يُرض المدرب ولم يحز على قناعته صار خارج المنتخب.
ومن خلال متابعتنا لكل مراحل إعداد المنتخبات الوطنية، خلصنا إلى عدة نتائج مهمة عكست البيئة الفكرية التي تبنى عليها قواعدنا وكرتنا، أولها أن الانتقاء في البداية للاعبين الذين ظهروا في الدوريات المحلية، إضافة لاختيار واسع من مدربي الأندية، وتبيّن أن الكثير من اختيارات مدربي الأندية لعب بها الدور العاطفي، فلم تكن بعض الخيارات في محلها، ما أدى إلى استبعاد العديد من اللاعبين، مع رسم إشارات استفهام حول بعض المدربين الذين زجوا بلاعبين ليسوا مؤهلين ليكونوا بعداد المنتخب، وثانيها تدخل الكثير من المتنفذين في عمليات القبول، ومحاولة زج عدد من الأسماء ضمن التشكيلات النهائية للمنتخبات من باب السمسرة والتسويق، إضافة لتسليط مواقع التواصل الاجتماعي على مدربي المنتخبات بالهجوم العنيف مع الكثير من الوقاحة وسوء الأدب لأنهم رفضوا كل العروض والإغراءات لضم لاعب من هنا ومن هناك من أجل التسويق، وللأسف فإن البعض لجأ إلى الطعن بكفاءة المدربين لأنهم لم يقبلوا اللاعب الفلاني، ورفضوا توصية الشخص الفلاني.
اتصلنا بمدربي المنتخبات الوطنية الثلاثة لنسألهم عن هذه الحالة ففضّلوا النأي بالنفس، معتبرين أن ما يثار هنا وهناك أمر طبيعي لأن هدفهم لم يتحقق، وأجمعوا على أن اختياراتهم كانت وفق قناعاتهم، وهم مسؤولون عن هذه الاختيارات، مع بقاء باب المنتخب مفتوحاً لأي لاعب يثبت وجوده وحاجة المنتخب إليه.
هذا هو الفكر الذي تعيش به كرتنا للأسف، وهذا الأمر لا يقتصر على المنتخبات، بل نراه أمراً واقعاً في تعاقدات الأندية، والقضية هذه لا تحتاج إلى شهود وقيود، فأرض الملعب هي الدليل على الصفقات المشبوهة التي تعقد في كل الأندية، فكم من ناد تعاقد مع لاعب مصاب بمبلغ خيالي، أو لاعب منتهي الصلاحية، أو لاعب بات عالة على نفسه قبل أن يكون عالة على فريقه والدوري، والمحصلة التي نجنيها من هذه الصفقات هدر للمال، وإفلاس لصناديق الأندية، ونتائج لا تسر صديقاً ولا عدواً، والمستفيدون بات مالهم يتنامى، وتنتفخ جيوبهم على حساب أزمات الأندية الكثيرة.
من جهة أخرى، وعلى صعيد استعداد المنتخبات الوطنية، مازال محلياً دون أي شيء جديد، وهذا الاستعداد لا يليق بالبطولات التي تشارك بها منتخباتنا، ولا يوازي حجمها، وهناك بعض الاستثناءات القليلة كمعسكر سابق للمنتخب الأولمبي بلبنان، وهناك معسكر بداية الشهر في الأردن سيقابل به المنتخب الأردني مرتين.