هل يصبح المسروق أو المحتل مُلكاً؟!
لقد آن الأوان وفي كل مكان في العالم، أن تتوقف الاعتداءات ومن أي نوع كانت، ومن أي طرف كان، فالقوانين المحلية والإقليمية والعالمية قد سادت وتحكّمت وتمكّنت من فرض كلّ ماهو صحيح وحقوق ورغبات وطموحات، وكلّ ذلك بعد الكشف عن الأسباب ومن يسبّب ذلك، وبأسرع وقت ممكن. وتحديد العقوبات بكل أنواعها أيضاً، فردية كانت أو شعبية أو دولية. خاصة وأن وسائل الإعلام الحرة والشريفة بدأت تتحرّر وتتكاثر وتساهم في كشف كلّ هذه الاعتداءات والتدخلات غير القانونية وغير الشرعية وغير الأخلاقية وغير الإنسانية أيضاً!.
وعلى سبيل المثال، كل شيء مسروق لا يمكن أن يصبح مُلكاً للسارق على الإطلاق لأن له أصحابه في القانون والشرع وكل الأعراف الأخرى الأخلاقية والإنسانية، فكيف يمكن للسارق أن يختفي وخاصة إذا سرق أرضاً كبيرة ليست له وليس له فيها أي شبر، أو قرية أو مدينة أو دولة وشعباً، فكل ذلك سيبقى لأصحابه ومهما حاول السارق أن يخبّئ فعلته أو يختفي!. والأهم من ذلك كله أن كل شعوب العالم وبكل قناعاتها ستقف مع المسروق وإلى جانبه وتؤكد على حقه وتدافع عنه وتساعده وبكل قناعاتها!. فكم سيكون هذا السارق غبياً وساذجاً أو يتغابى ويتظاهر بالسذاجة وهو لا يعلم أنه غبيّ فعلاً وساذج ومكشوف وفي كل ما يفعل وأن العقوبة قادمة لا محال، ومعها وقبلها استعادة المسروق وإعادته إلى أصحابه، والأمثلة على ذلك كثيرة ولا تُحصى، وفي كل مكان وزمان من هذا العالم وعلى كل المستويات الفردية والجماعية والدولية!.
كذلك وهو الأهم، أن المحتلّ من الأراضي لا يصبح مُلكاً، ولا يمكن على الإطلاق أن يصبح ملكاً لأنه سيبقى ومدى الحياة، باسم أصحابه الحقيقيين وملكاً لهم، وستقف كل وسائل الإعلام والشعوب الحرة والشريفة لتؤكد على هذا الحق وكلنا يعلم أن كل الشعوب حرة وشريفة إذا بقيت حرة وصاحبة قرارها في كل شأن من شؤونها، ودون أي تدخل أو اعتداء أو احتلال أو استيطان سواء كان احتلالاً لأراضٍ ومناطق محدودة أو واسعة وكبيرة أو لقرية واحدة أو قرى أو مدن أو شعوب أو دول كاملة، لأن أطماع الأعداء ومن تربوا على العدوانية تبدأ عادة ولا تنتهي!.
وهكذا فإن الشعوب حين تتحرّر، تصبح هي العدالة المطلقة في هذه الحياة، ولكل الشعوب وفي كل الشؤون ومدى الحياة!. وهكذا أيضاً نستطيع أن نبدأ بمعرفة أهمية الحرية المطلقة والمفتوحة لكل الشعوب!. فالشعب أكثر حرصاً من أية جماعة يمكن أن تحكمه ومهما كانت حريصة!. لأنه هو الذي يجب أن يختار هذه الجماعة وينتخبها، فيصبح الشعب هو الذي يراقب، ويكافئ أو يعاقب. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن المسروق لا يمكن أن يصبح مُلكاً، وأن المحتلّ من الأراضي لا يمكن أن يصبح مُلكاً مدى الحياة ودائماً وباستمرار!.
أكرم شريم