دورة ألعاب جريح الوطن الرياضية الأولى.. انتصار الإرادة والتصميم السيدة أسماء الأسد: الجريح قادر ومتمكن ليس مجرد شعار.. بل هو حقيقة
“البعث الأسبوعية” ــ خالد جطل
جاءت النسخة الأولى من دورة ألعاب جريح الوطن الرياضية الأولى ناجحة بكل المقاييس، وقدمت أبطالاً سيكون لهم حضور قوي في المحافل العربية والدولية. والدورة التي افتتحت بحضور السيدة أسماء الأسد تميزت بأنها أعادت جرحى الجيش العربي السوري والقوات الرديفة وقوى الأمن الداخلي إلى ساحات المعارك من جديد، فبعد بطولاتهم في ساحات العز والكرامة وتقديمهم أجزاء من أجسادهم قرابين ليحيا وطننا بعزة وكرامة، ها هم يسطرون أروع البطولات في عالم الرياضة حيث تنافس 100 جريح بستة ألعاب هي: السباحة، كرة السلة، كرة تنس الطاولة، ألعاب القوة البدنية، ألعاب القوة، الريشة الطائرة.
رعاية وإشادة
بدأت الدورة بحفل افتتاح سوري بامتياز قدمت فيه أروع اللوحات الفنية التراثية والفلكلورية، والتي قدمت سورية بكل أطيافها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.
وقبيل الافتتاح التقت السيدة أسماء الجرحى المشاركين موجهة الشكر والتقدير لهم، ونقلت لهم تحيات قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد، وسمعت منهم كيف طورت التدريبات الرياضية قدراتهم وفتحت آفاقاً جديدة لطموحاتهم.
وخاطبت السيدة أسماء الجرحى الرياضيين خلال لقائها بهم وقالت: أحببت لقاءكم لأقول لكم كم أنا والرئيس بشار الأسد وكل السوريين فخورون بكم، أنا فخورة بروح التحدي الموجودة لديكم والتي جعلتكم لا تنكسرون بعد الإصابة، الروح التي جعلتكم تستمرون بالثبات نفسه، وهي ذاتها التي جعلتكم تتجاوزون كل العثرات والعوائق التي واجهتموها، دورة ألعاب “جريح الوطن” ليس فقط لأنها تُقام للمرة الأولى لجرحانا البواسل مع كل فوائدها الصحية والنفسية والجسدية، بل لأنها أيضاً تُرسخ أن الجريح قادر ومتمكن، وهذا ليس مجرد شعار بل هو حقيقة بإرادتكم وتصميمكم، أنتم جعلتموه حقيقةً وأصبح واقعاً ملموساً، واقع أنكم ليس فقط قادرون على التحرك بل قادرون على أن تمارسوا هواياتكم ونشاطاتكم وتحقيق طموحاتكم سواء أكانت العلمية بالشهادات أم العملية بالمشاريع، بمشاركتكم تحملون رسالة الأمل والإصرار، وهي فرصة ثمينة لكم للتواصل فيما بينكم وتكوين العلاقات والصداقات وتبادل الخبرات والتجارب والتنافس الرياضي، ومشاركتكم وتنافسكم سيغني مشروع “جريح الوطن” بآرائكم وأفكاركم البناءة والمستدامة. وجريح الوطن ليس مشروع ساعة أو يوم، بل سيكون رفيق درب لنا جميعا. تفوقكم سيحول دورة الألعاب إلى حدث رياضي سنوي، والدورة ستكون ركناً أساسياً من أركان المشروع بجهود كبيرة لفريق متنوع أساسه شباب وشابات فريق عمل “جريح الوطن” وبتعاون كامل مع الاتحاد الرياضي ومحافظة اللاذقية وبقية المؤسسات الداعمة للبطولة.. رفعتم رأس وطنكم سورية، وسيبقى رأسها مرفوعاً بفضل تضحياتكم.. في الميدان كنتم مدرسة في البطولة، وبعد الإصابة أنتم مدرسة بالإرادة والإصرار واليوم أنتم مدرسة للنجاح والتفوق.
ألعاب وقوانين
وشهدت الدورة التي شارك فيها جرحى من العراق وروسيا إقامة ستة ألعاب تتناسب مع حالات الجرحى المشاركين، وكانت بداية المنافسات بأربع ألعاب هي السباحة والريشة الطائرة والقوة البدنية وألعاب القوى حيث أقيمت منافسات بطولة السباحة على فترتين صباحية ومسائية ولمسافات 25 متراً حرة وفراشة و50 متراً حرة و25 مترا، وتم تصنيف المشاركين لفئتين الأولى للمكفوفين والثانية لباقي اللاعبين.
وأسفرت مسابقة 25 متر صدر عن تتويج العراقي أحمد قاسم بالمركز الأول تلاه بطلنا زاهر قيسر ثانياً والعراقي مصطفى توفيق ثالثاً، وفي مسابقة 50م سباحة ظهر عام فاز العراقي عمر عمار داؤود بالمركز الأول وحل بطلنا محمد الجفال ثانياً والعراقي مصطفى توفيق ثالثاً وفي مسابقة 25 م صدر للمكفوفين فاز إبراهيم جحجاح بالمركز الأول تلاه حسام مرهج ثانياً وإيهاب الغربي ثالثاً.
وتميزت منافسات القوة البدنية بالإثارة بين 43 مشاركاً في سبع فئات وعلى مدار يومين، ونال لقب وزن 54 كغ ماجد نحال تلاه لؤي أبو شاهين ثانياً وعلي إبراهيم ثالثا وفي وزن 59 كغ جاء ماهر ضرير أولاً ويوسف شريقي ثانياً ونزار المحنا ثالثاً، وفي وزن 65 كغ فاز بالمركز الأول حسن الأذرع تلاه مفلح خلوف وصيفاً وقصي عواد ثالثا، وبوزن 72 كغ فاز مروان العلي باللقب ومحمود الدلال ثانياً وعبد الكريم العوف من العراق ثالثاً، وفي وزن 80 كغ توّج باللقب نجم الدين حسون تلاه همام غانم ثانياً ونور الدين جدوع ثالثا، وفاز منهل رزوف بلقب وزن 88 كغ تلاه ثانياً ويليام كيوان فيما جاء الروسي يوري شيرفا ثالثاً، وحسم بطلنا حسن عبدان منافسات وزن +88 كغ وجاء شادي الحلبي ثانياً ومحمد ديوب ثالثاً.
وفي مسابقة الريشة الطائرة من وضعية الجلوس، حقق فراس شيحا المركز الأول وحلّ عيسى حسن ثانياً ومحمد قربي ثالثاً، وفي بطولة ألعاب القوى تم تصنيف اللاعبين لفئتين الأولى رمي من وضعية الجلوس ورمي للمكفوفين من وضعية الوقوف بمسابقتي الرمح والكرة الحديدية وشهدت منافسات دفع الكرة الحديدية من وضعية الجلوس تتويج بطلنا خليل محمود باللقب وجاء ثانياً عبد الرحمن حمروش ووسيم خضور ثالثاً، فيما أسفرت منافسات رمي الرمح من وضعية الوقوف للمكفوفين عن تتويج علي غنوم بالمركز الأول تلاه عزام أحمد ثانياً وطاهر خداج ثالثاً.
وفي منافسات كرة الطاولة من وضعية الجلوس نال المركز الأول الروسي الكسندر أبولماسوف بفوزه على بطلنا أحمد الذي جاء ثانياً، وفي وضعية الوقوف نال اللقب بطلنا فراس شيحة تلاه ثانياً علاء شمامو وثالثاً عمار علوش.
وجاء ختام الدورة مسكاً بمنافسات كرة السلة من وضعية الجلوس، حيث فاز منتخبنا “ب” على منتخبنا “ج” بنتيجة 28/ 19 بعد أن كان “ج” متفوقاً بنتيجة 7/ 1 ليتوج بطلاً بفارق النقاط المسجلة بالمباريات، وكانت باقي المباريات قد أسفرت عن فوز منتخبنا “أ” على منتخبنا “ب” بنتيجة 28/ 24 ومنتخبنا “ج” على منتخبنا “أ” بنتيجة 27/ 24 ولعبت البطولة بطريقة الدوري من مرحلة واحدة.
جوائز تحفيزية
وكانت اللجنة المنظمة للبطولة قد رصدت جوائز تحفيزية للفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى وخصص مبلغ 900 ألف ليرة للجرحى الفائزين بالمركز الأول، ومبلغ 800 ألف للفائزين بالمركز الثاني، ومبلغ 700 ألف للجرحى الفائزين بالمركز الثالث.
الجريح وائل عبد الله لاعب منتخبنا الوطني لكرة السلة “ج” وصف مستوى بطولة السلة بالقوي من الفرق الثلاثة المشاركة لدرجة أن كلا منها حقق الفوز والجميع بمثابة بطل والفارق بالنقاط المسجلة ما بين منتخب وآخر وتابعنا الروح المعنوية العالية ألف مبروك للفائزين.
بطلنا جريح الحرب منهل زروف الذي توّج بلقب وزن 88 كغ للقوة البدنية تحدث عن المنافسات بقوله: دخلت مرحلة جديدة من حياتي بروح جديدة أشكر قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد لدعمه وتوجيهاته برعايتنا، والسيدة أسماء الأسد التي كانت حريصة دائماَ على الاهتمام بنا كجرحى حرب أولاً، ومن ثم كرياضيين يشقون مشواراً جديداً مع التحدي لخوض معارك جديدة في عالم الرياضة، البطولة أعادتني للمنافسة من جديد حيث واجهت منافسين من العراق وروسيا ونلت اللقب الأول لي والذي أهديه لقائد الوطن والسيدة الأولى والقائمين على مؤسسة جريح الوطن وإلى كل فرد من أبناء وطني.
وأشار جريح الحرب إبراهيم جحجاح بطل مسابقة السباحة لمسافة 25 متر إلى أن المنافسات كانت قوية خاصة مع مشاركة منافسين من العراق الشقيق، مؤكداً أن البطولة شكلت مفترق طرق للجرحى المشاركين والذين أثبتوا أنهم على قدر المسؤولية من خلال المستويات الفنية التي قدموها، وتابع: أهدي الانجاز لقائد الوطن وللسيدة أسماء لما قدماه لجرحى الجيش العربي السوري والقوات الرديفة وقوى الأمن الداخلي.
الجريح البطل لمك حجي نجم منتخبنا الوطني بكرة السلة المتوج باللقب قال أن اللعب الجماعي وروح الفريق الواحد كانت كلمة السر للمنتخب ليتوج باللقب والفائز هم المنتخبات الثلاثة ولا يوجد خاسر بالدورة، الدورة قدمت لنا الدعم وزادت مهاراتي وارتفع المستوى الفني والبدني وخضعت لمعسكر مغلق مع زملائي وعامل النفسي بالرياضة هو الأهم والشكر لقائد الوطن والسيدة عقيلته لما قدماه لجريح الوطن.
إشادة عربية ودولية
الدورة حظيت أيضاً بإشادة عربية ودولية حيث ثمّن المدرب العراقي عزام أحمد الجهود التي قدمها القائمون على الدورة، مقدماً الشكر للأشقاء في سورية على دعوتهم لنا للمشاركة والتي أضافت الكثير لسباحينا من خلال الاحتكاك مع السباحين السوريين، وقال إن نتائج البطولة الحالية حفزتنا لنشارك في النسخة القادمة بكل الألعاب التي ستعتمدها اللجنة المنظمة.
بدوره أكد الجريح الروسي يوري شيرفا ثالث مسابقة 88 كغ بالقوة البدنية قوة البطولة فنياً ونجاحها تنظيمياً مبيناً أن جرحى سورية كانوا أبطالاً ونافسوا بقوة وأمامهم الكثير ليقدموه، أشكركم على حسن الاستقبال وحفاوة التكريم، سورية بلد جميلة وأهلها رائعون جداً سأعمل على القدوم لبلدكم بالبطولة القادمة وأنا حريص على التواجد بكل البطولات التي ستنظم لديكم، جرحى سورية متميزين وأتمنى أن يحظوا بالاهتمام والرعاية وسيكون لهم شأن بالبطولات العالمية القادمة.
ووجه الجريح الروسي ألكسندر أبولماسوف الشكر لسورية على حسن الضيافة وأبدى سعادته للمشاركة بالفعاليات الرياضية وتمنى أن تتواصل الرعاية والاهتمام بالجرحى السوريين لتميزهم وأن تتوسع البطولة من حيث المشاركة الدولية.
القادم أفضل
ولأن النجاح منقطع النظير للدورة سيرتب مسؤوليات أكبر فقد أكد أسامة محسن مدير المعلومات في مشروع جريح الوطن أن النسخة القادمة ستتطور الدورة عبر وضع معايير جديدة مع استقطاب دول عربية وصديقة لتكون الفائدة أكبر وأشمل كما سيتم زيادة الألعاب وفقا لحالات الجرحى وبما يتناسب معها وسيكون هناك تقييم كامل لكل الدورة “إيجابي وسلبي” مع العلم أن القائمين على الدورة كانوا يقيمون الدورة بشكل يومي، وكشف محسن أن الفكرة بدأت بهدف تعزيز الحالة الحسية والنفسية والحركية لجرحى الحرب بالإضافة للمشاركة المجتمعية للجريح ليكون دوره فاعلاً في المجتمع وانطلاقا من مقولة القائد المؤسس حافظ الأسد “إني أرى في الرياضة حياة” كانت دورة ألعاب جريح الوطن الرياضية الأولى حيث بدأت الفكرة ومن ثم تبلورت وتواصلنا مع الاتحاد الرياضي للخروج ببطولة ناجحة وكانت البداية بمشاركة العراق وروسيا.