مباريات على الورق.. بدعة جديدة لاتحاد كرة الطائرة
يبدو أن مشاكل اتحاد كرة الطائرة لم ولن تنتهي حتى تجد القيادة الرياضية، تحديداً رئيس المكتب المختص، حلاً لما يجري في أروقة الاتحاد من مخالفات ومغالطات وتخبط وعشوائية، فما حصل مؤخراً في التجمع النهائي لدوري الناشئات الذي أقيم في دير عطية من قبل المشرفة على التجمع التي تشغل في الوقت نفسه عضو اتحاد سابقة لم يحدث في تاريخ الرياضة السورية، ويمكن القول إنه لم يحدث أيضاً في الرياضة العالمية، ويحق لنا أن نسجل لعبة الطائرة في موسوعة غينيس للاختراعات، فقد قامت مشرفة التجمع بتسجيل سبع مباريات على “السكور” دون أن تلعب المباريات، أي على الورق فقط، حيث حضر في اليوم الأول من التجمع فريقا الجولان والسودا ولم يلعبا، فقامت المشرفة بالتشاور ما بين مشرفي الفريقين ومنحت الفوز لفريق على حساب الآخر، ومن ثم غادر الفريقان التجمع، وجاءت الفكرة (الجهنمية) من قبل المشرفة، فقامت بالأمر الذي تم ذكره في بقية مباريات الفريقين، والمصيبة الكبرى أن كل ذلك حصل بمباركة من رئيس اتحاد اللعبة الذي كان متواجداً “وبصم” على هذه السابقة!.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فالتجمع نفسه كان مقرراً له أن يقام في حماة، خاصة أن ثلاثة أندية من حماة مشاركة بالتجمع، والنادي الوحيد المشارك من ريف دمشق هو دير عطية، فتم نقل التجمع من حماة لدير عطية لأسباب غريبة، وهنا الجميع تساءل “من كوادر اللعبة”: لماذا تم النقل؟ ولماذا هذه التكلفة المالية العالية؟ وما الغاية الفنية لهذا التجمع؟!.
كل ذلك جعل الوضع صعباً على الفرق التي شاركت بالتجمع، حيث لم تتمكن بقية الفرق المشاركة من تأمين أماكن لإقامة اللاعبات والحكام، الأمر الذي جعلهم يغادرون قبل انتهاء البطولة، ورغم تدارك الأمر من قبل رئيسة نادي دير عطية التي قامت بتأمين إقامة لهم، إلا أنهم غادروا البطولة وسط أكثر من إشارة استفهام؟.
كوادر اللعبة لم تعجبها القرارات التي يتخذها الاتحاد، خاصة بالنسبة لتوقيت مباريات الناشئين والناشئات، “حيث كانت بوقت واحد” وأقيمت بعد الامتحانات التكميلية والجامعية مباشرة دون أن تستعد الأندية لها، هذا الأمر جعل نادي السلمية يعتذر عن المشاركة بفئتي الناشئين والناشئات لأسباب قدمها بكتاب الاعتذار، منها التوقيت الواحد، وعدم قدرة النادي على تأمين وساطة نقل للفريقين كون النادي لا يملك سوى ميكروباص واحد، وعدم القدرة على تأمين حجوزات في طرطوس (للناشئين)، وفي دير عطية (للناشئات)، حتى بطولة الناشئين التي أقيمت في طرطوس لم تسلم من الاعتراض من قبل الأندية التي شاركت بالتجمع على عدم قانونية مشاركة أحد لاعبي نادي الوحدة بالتجمع كون اللاعب مقيماً في السويد ويلعب مع أحد أنديتها.
البدعة الأخيرة تمثّلت في دوري الدرجة الثانية، حيث تم نقل البطولة أيضاً من حماة لطرطوس، وهي المرحلة النهائية، حيث عمد اتحاد اللعبة لصعود ناديين إلى الدرجة الأولى قبل يومين من موعد البطولة، وهذه سابقة خطيرة أخرى، مع العلم أن هناك نادياً يمثّل طرطوس بالبطولة، وكان الأجدى أن تقام البطولة بأرض محايدة.
كافة أندية الدرجة الثانية تساءلت عن سبب نقل البطولة لطرطوس، بل إنها فوجئت بأن المشرف على البطولة هو الشخص نفسه الذي راقب بطولة الناشئين والدرجة الثانية، وهو الذي يضع البرامج والجداول، وراقب 80% من البطولات المحلية هذا العام.
كوادر اللعبة نفسها بعثت رسالة إلى المعنيين بالاتحاد الرياضي عن الفائدة والغاية من إقامة هذه البطولات، وهل هي فقط لإتمام وإجراء البطولة، وأين الفائدة الفنية، وأين المنتخبات الوطنية لهذه الفئات، فهي لم تعد تتحمّل ما يجري في أروقة الاتحاد بسبب ما تعانيه اللعبة من سوء تنظيم، وبات الجميع يطالبون الاتحاد الرياضي العام بمحاسبة الاتحاد أسوة ببقية الاتحادات التي تمت محاسبتها وتغييرها.
عماد درويش