الثروة السمكية: لا علاقة لانخفاض الأسعار بالتلوث النفطي
دمشق – ميس بركات
بعد دخولها في سباق ارتفاع أسعار اللحوم وفقدانها لسنوات على موائد السوريين، أطلّت خلال الأسابيع الأخيرة الأسماك بأنواعها المختلفة على تلك الموائد نتيجة الانخفاض غير المسبوق لأسعارها، هذا الانخفاض أودى بعدد ليس بالقليل إلى المشافي جرّاء تسمّمهم، في حين حالف الحظ القسم المتبقي من الإصابة بالتسمّم، كما أوجد حالة من التخوّف عند المواطنين من شراء هذه المادة لأشهر مُقبلة، وخاصّة مع انتشار التصريحات والتحليلات على صفحات التواصل الاجتماعي والتي ربطت انخفاض الأسعار وحالات التسمّم بالتلوث النفطي الذي حصل مؤخراً، الأمر الذي نفاه عبد اللطيف علي مدير عام الثروة السمكية والأحياء المائية في حديثه لـ”البعث”.
وأكد علي أن انخفاض أسعار أنواع معينة من السمك أمر طبيعي خلال هذه الأشهر من كل عام، نتيجة كثرة العرض وقلّة الطلب، إضافة إلى توفر كميات كبيرة من الأسماك المهاجرة خلال هذه الفترة، وأن كل ما يرد على صفحات التواصل الاجتماعي مجرد أقاويل وشائعات لا تمتّ للواقع بصلة، إذ لم يصل التلوث النفطي إلى مناطق صيد الأسماك، وتتابع المديرية مراقبة المياه والأسماك وأخذ عينات من المياه في منطقة الصيد للتأكد من خلوها من التلوث، فمن خلال جولات ميدانية على طول الشاطئ السوري تبيّن أن التلوث النفطي انحصر في مناطق معينة ومتفرقة، وخاصة في الخلجان الصغيرة وبعرض قليل لا يتجاوز عدة أمتار.
مدير الثروة السمكية لفت إلى أن حالات التسمّم الأخيرة هي حالات طبيعية تندرج تحت مسمّى “تحسس” وتحصل على مدار العام في حال وجود كميات كبيرة من الأسماك غير المحفوظة بطرق سليمة وتتعرض للحرارة المرتفعة لفترة زمنية طويلة، ما يدفع البائعين إلى تخفيض سعرها قبل نفوقها، موضحاً وجود بعض التّجار ممن يقومون ببيعها رغم نفوقها لتجنّب الخسارة.
علي أكد توجيه المديرية للجان مراقبة أسواق السمك منذ بداية التسرب النفطي بالتشدّد في عملها ومراقبة الصيديات وسلامتها الصحية، ومصادرة وإتلاف أي أسماك غير سليمة أو مخالفة لشروط الصيد، ولم تصل تلك الضبوط إلى مستوى عالٍ ومُخيفٍ، بل على العكس اتّسمت الضبوط خلال الفترة الراهنة بقلّة عددها مقارنة بباقي أشهر السنة.