قريباً جداً.. آلية جديدة ومعايير علمية وعملية لاختيار المدراء ورؤساء الدوائر المركزيين
دمشق – حياة عيسى
سعياً لتطوير العمل الحكومي واستكمالاً لمرحلة اختيار الإدارات المركزية للوزارات، تشتغل وزارة التنمية الإدارية على تحديد معايير لاختيار مدراء الإدارات المركزية ورؤساء الدوائر في الوزارات، حيث جاءت الخطوة كتوصية من توصيات مؤتمر الإصلاح الإداري الذي عقد مؤخراً، لهذا تم تكليف الوزارة بوضع المعايير اللازمة والمضي قدماً بما بدأت به من معايير واختبارات للوصول إلى مؤسسات حكومية نشيطة بعيدة عن الروتين والبيروقراطية وللحد من الفساد الإداري ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
مدير إدارة التنظيم المؤسساتي في وزارة التنمية الإدارية باسم الحيدر بين في تصريح لـ”البعث” أنها المرة الأولى التي يتم بها وضع معايير لآلية اختيار مدراء ورؤساء دوائر مركزيين، لاسيما أن الاختيار سابقاً كان يتم عن طريق (صاحب القرار) حيث يصدر قرار من الوزير المعني بتكليف أو تسمية رؤساء الدوائر والمدراء المركزيين، وحسب القانون يجب أن يكون بناء على بطاقات الوصف الوظيفي الموجودة بالنظام الداخلي للجهات العامة، إلا أنه لوحظ خلال العمل بالمشروع أن هناك عدد من الوزارات تفتقد لوجود أنظمة داخلية وبطاقات وصف وظيفي لا تمتلك الدقة في تحديد المؤهلات المطلوبة والمهام والمسؤوليات لكل مركز عمل.
ويضيف الحيدر أنه بناء عليه تم وضع نموذج لبطاقة الوصف الوظيفي لكل من رؤساء الدوائر والمدراء المركزيين وتعميمها على الجهات العامة، وصدر قرار من رئاسة مجلسة الوزراء لآلية الاختيار، مع الإشارة إلى أن معايير الاختيار منحت فرصة للعاملين الذين تنطبق عليهم شروط شغل مديرية من المديريات أو دائرة من الدوائر التقدم لترشيح أنفسهم لأول مرة وتقديمها في مديرية التنمية الإدارية ليصار للمفاضلة بين المرشحين، علماً أن آلية المفاضلة تنقسم لجزأين يتمثل أحدها بالاختبار المؤتمت تجريه وزارة التنمية الإدارية بالنسبة للمدراء المركزيين من /50/ درجة أي 50% من العلامة ويتمحور حول القدرات الذاتية للمرشح والتي تتضمن (الذكاء العاطفي والوجداني، المهارات القيادية، معلومات عامة، ومعلومات بإدارة الموارد البشرية) لمعرفة مدى ملائمة الشخص لشغل الوظيفة وليس معلومات فنية كونه خارج اختصاص وزارة التنمية الإدارية.
أما المرحلة الثانية من المقابلة تتضمن “القابلية الوظيفية” وهي عبارة عن مقابلة شخصية وتأخذ 50% من الدرجات المحددة للاختبار يقوم بمقابلة المرشحين الوزير المختص وهي مقسمة لخمسة معايير قابلة للقياس حول (الخبرة الفنية، الشخصية القيادية، التفكير الابتكاري، مهارات التواصل والتأثير، العمل الجماعي وإدارة فرق العمل) ويتم في النهاية جمع محصلة الاختبارين والمرشح الحائز على التقييم الأعلى يكلف كمدير لمديرية، أما بالنسبة لرؤساء الدوائر يتم اتباع نفس الآلية السابقة ولكن درجة المفاضلة مقسمة لجزأين 60% للاختبار المؤتمت و40% للمقابلة الشخصية والتي تتم مع الوزير أو من ينوب عنه من معاونيه.
كما تطرق مدير إدارة التنظيم المؤسساتي إلى الشروط التي يجب أن تنطبق على المرشح لمنصب مدير مركزي حسب تعميم رئاسة مجلس الوزراء، حيث يجب أن يكون المؤهل العلمي مطابق للمؤهل المطلوب لاستلام المديرية حسب بطاقة الوصف الوظيفي المعتمدة، القدم الوظيفي أي يجب أن يكون له قدم وظيفي /8/ سنوات ضمن الفئة الأولى وعمل آخر سنتين بنفس الوزارة أو إحدى الجهات التابعة لها، مع الخبرة الوظيفية، وامتلاك خبرة فنية تخصصية لا تقل عن ثلاث سنوات في مجال الاختصاص الأساسي للمديرية المترشح لها، مع السمعة الوظيفية.
وكل ما ذكر من شروط تنطبق على رؤساء الدوائر المركزية، مع التأكيد على أن الآلية الجديدة لاختيار المدراء ورؤساء الدوائر المركزيين تم البدء بها وسيتم تطبيقه خلال فترة قريبة، لاسيما بعد إقرار الهياكل التنظيمية للوزارات بمؤتمر الإصلاح الإداري، حيث يتم حالياً تجهيز وثيقة مهام أولية لكل مديرية من المديريات في الوزارات وبطاقات وصف وظيفية للمدراء ورؤساء الدوائر، والتي سيتم عرضها على لجنة إقرار البنية التنظيمية المعنية بدراسة إقرار البنية التنظيمية للجهات العامة ليتم إقرار بطاقة الوصف الوظيفي ووثيقة المهام الأساسية، ليصار إلى قيام كل وزارة بفتح باب الترشيح لمراكز العمل لإجراء الاختبار الالكتروني أو المؤتمت لهم.
يشار إلى أن الفائدة المؤسساتية لتلك الخطوة التي تم إقرارها في اختيار مدراء ورؤساء الدوائر المركزيين تتمثل باختيار عاملين لمراكز عمل أكثر قدرة لينعكس إيجاباً على عمل الوحدة التنظيمية أو الدائرة وعلى عمل الجهة العامة أيضاً، وهي مرحلة من مراحل الإصلاح الإداري، وعملية اختيار المدراء ورؤساء الدوائر تعتبر استكمالاً لخطوة المسار الوظيفي لمعاوني الوزراء وآلية الترشيح لشغل منصب عمل وتقييم مركز عمل وزير.