نـبـض ريـاضـي.. بطولات الجمهورية.. الممكن والمتوقع
“البعث الأسبوعية” ــ مؤيد البش
مع اقتراب معظم الاتحادات من إنهاء روزنامة نشاطاتها للعام الحالي على الصعيد المحلي، يبرز سؤال كبير حول مدى الفائدة التي تجنيها هذه الألعاب من كل البطولات الداخلية التي تنظمها، إن كان على مستوى المحافظة أو الأندية أو الجمهورية.
ما دفعنا للحديث عن هذا الموضوع هو ظروف الإقامة غير الصحية لفريق حلب خلال بطولة الجمهورية للكاراتيه التي جرت في حماة قبل أيام، وما جاء بعدها من ردود حاول كل طرف من خلالها إخلاء مسؤوليته عما حصل.
الواقع، وبشهادة الخبراء، أن البطولات المحلية أمر لابد منه، فمن غير المنطقي الحديث عن تطوير أي لعبة دون أن تتوفر فرص الاحتكاك المحلية لممارسيها، كما أنها الفرصة الصحيحة للتقييم ثم التقويم إذا لزم الأمر، وهذه الإيجابيات يمكن أن تطغى على كل السلبيات التي تظهر خلال هذه البطولات من سوء تنظيم أو ضعف مستوى أو قلة مشاركين.
وهنا، لابد من التنويه بنقطة غاية في الأهمية تتعلق بتأكيد المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي على ضرورة تقليص هذه البطولات لاعتبارات فنية ومالية!
أحد إداريي فريق شارك في بطولة للجمهورية استضافتها حلب مؤخرا كشف لـ “البعث الأسبوعية” أن كل من يتواجد في بطولة على مستوى الجمهورية يعد بطلا بغض النظر عن نتائجه في المباريات، كون إذن السفر اليومي الذي يصرفه الاتحاد الرياضي لكل لاعب مشارك لا يتجاوز الـ 1500 ليرة متضمنا تكاليف الإقامة والإطعام، وحتى أجور النقل في بعض الأحيان، وهذا الرقم بكل تأكيد معيب جدا، ولا يتناسب مع متطلبات الحياة ومستجدات الأسعار.
وما نشاهده على أرض الواقع في بطولات الجمهورية يدعو للحزن والتشاؤم، فكيف نبحث عن اللحاق بركب التطور الرياضي واللاعب ينام في أسوء الظروف ويحلم بوجبة تسد رمقه؟ وكيف نتحدث عن منهجيات وخطط والمدرب يسعى ليوم إضافي في اذن السفر ليقلص خسائره؟
القيادة الرياضية مطالبة اليوم – وعلى نحو مستعجل – بوقفة حازمة تضع الأمور في نصابها على صعيد البطولات، مع تحديد الهدف منها، وتصحيح شكلها ومضمونها، فلم يعد مقبولا أن تكون أحداثنا الرياضية المحلية على هذه الشاكلة، فهذه البطولات هي الخطوة الأساس لتفريخ مواهب لامعة تستطيع بلوغ منصات التتويج الدولية.