مراسم ودورات تدريبية
منذ صدور نتائج الثانوية العامة بدأت استعدادات بعض الطلاب الراغبين بالالتحاق بكليتي الفنون الجميلة والهندسة المعمارية للتدريب على فن الرسم وتعلّم تقنياته استعداداً لتجاوز امتحان القبول الأولي، وقام بعض الفنانين بافتتاح دورات تدريبية متخصّصة في هذا المجال، كما جُهزت قاعة تدريبية في كليتي العمارة والفنون واستقبلت عدداً كبيراً من المتدربين، فيما غاب اتحاد الفنانين التشكيليين عن هذا الدور الذي كان يلعبه عادة من خلال إقامة هذه الدورات في مراكز فروعه للراغبين.
ولعلّ أبرز مراكز العاصمة كانت لبعض التشكيليين الذين فتحوا مراسمهم أمام الطلبة، ونذكر في هذا المجال الفنان عدنان حميدة الذي يدرّب حالياً في مركزي صحنايا والبرامكة أكثر من 100 طالب مقابل رسوم محدّدة يدفعها الطالب الذي سيتعلّم فن الرسم والمنظور، ويتعلّم كيف يرسم أكثر من خامة ومادة على كرتون أبيض وبقلم الرصاص فقط.
مثل هذا المركز الكثير في المدن كاللاذقية والسويداء وحلب ودمشق، وحسب سياسة الاستيعاب ومستوى المعدلات المطلوبة قد لا يتمكن الجميع من الوصول إلى كلية الفنون أو العمارة أو المعهد المتوسط التقاني التابع لوزارة الثقافة أو معهد الفنون التابع لوزارة التربية، وقد نلاحظ أن بعض الأهالي والطلبة يختارون اختصاص الفنون المشروط بالمسابقة الأولية دون النظر لمحصلة الشهادة الثانوية، حيث يلجأ البعض إلى هذا الخيار ظناً منه أن هذه الفروع من الدراسة لا تحتاج علامات بقدر ما تحتاج الموهبة والمثابرة على ممارسة الفن.
وللحقيقة نقول: إن خيار الأهل أو الطالب للفنون يجب أن يبدأ في سن مبكرة ومبنياً على الموهبة الحقيقية التي تجعل من هذا المتعلّم ناجحاً ونافعاً أو مبدعاً، فالطريق ليس بهذه السهولة!، فكم من خريجي كلية الفنون كل عام وفي جميع الاختصاصات: حفر ونحت وتصوير زيتي وإعلان وديكور، فهل كل هؤلاء سيكونون فنانين بالضرورة!؟. وللتذكير فإن عدد الأعضاء المنتسبين لاتحاد الفنانين التشكيليين يتجاوز الخمسة آلاف فنان، بينما عدد الفاعلين والمنتجين للفن أو المتفرغين لإنتاجه لا يتجاوز المائة فنان حالياً، كما أن سوية الحاضرين الحقيقية خجولة جداً قياساً بالعدد الكبير، ونضيف أنه من الطبيعي أن يكون المتميزون قلائل، وربما لا نشهد فناناً بارزاً ومؤثراً إلا كل حقبة أو عشرات السنوات.
أكسم طلاع