مجلة البعث الأسبوعية

أبطال معتقل جلبوع.. هروبهم انتصار لقضية الحرية في العالم!!

“البعث الأسبوعية” ــ تقارير

يُقال إن الفلسطينيين هم أكثر الناس عرضة للاعتقال في العالم. ونادرا ما يجد المرء فلسطينيا لم يكن ضحية لنظام المعتقلات الإسرائيلي، وعندما يجد شخصا واحدا من هذا القبيل، سيكون له / لها أخ أو أحد الوالدين أو قريب آخر يعمل أو قضى وقتا في أحد السجون الإسرائيلية. فرص الفلسطينيين للاحتفال كشعب قليلة ومتباعدة. وعندما سرت أنباء هروب ستة معتقلين فلسطينيين من أحد أكثر سجون إسرائيل تحصينا، كان ذلك سببا للاحتفال، ليس فقط للفلسطينيين ولكن أيضا لجميع الذين يؤمنون بالعدالة والحرية. كان هذا الهروب، الذي وصفته رويترز بأنه “هروب على الطريقة الهوليوودية”، عملية جريئة وشجاعة، أتاح الفرصة لإظهار من هم المخلصون للقضية الفلسطينية، وتحديا للعالم فيما إذا كان سيدعم قضية الحرية ومساعدة هؤلاء الستة الشجعان في العثور على الأمان.

 

السجن

يقع سجن جلبوع في شمال شرق فلسطين فيما كان يُعرف باسم قضاء بيسان. إنها منطقة جميلة وخصبة للغاية وموطن لبعض المستوطنات الإسرائيلية الأكثر ازدهارا، وقد تم إنشاء العديد منها قبل عام 1948.

وبحسب “مؤسسة الضمير” الفلسطينية فقد تأسس سجن جلبوع عام 2004 بجوار سجن شطة في منطقة بيسان. وهو سجن شديد الحراسة يوصف بأنه “الأكثر تحصينا من نوعه حيث تحتجز سلطات الاحتلال الأسرى الفلسطينيين”.

وفقا لتقرير أعدته “عدالة”، المركز القانوني لحقوق العرب في إسرائيل، في سجن جلبوع، يتم إيواء كل مجموعة من ستة “سجناء أمنيين” في زنازين تبلغ مساحة كل منها 22 مترا مربعا، بما في ذلك زنزانة مشتركة المرحاض والحمام. وتحتوي الزنازين على ثلاثة أسرة بطابقين ولا يستطيع النزلاء الحفاظ على مسافات اجتماعية. تقع الأسرّة على بعد أقل من 1.5 متر من بعضها البعض ويتم وضع الأسرّة العلوية على ارتفاع 80 سم فقط فوق الطوابق السفلية.

 

فشل جهاز الأمن الإسرائيلي

إن عدم كفاءة جهاز الأمن الإسرائيلي معروف جيدا، على الرغم من عدم الإعلان عنه في كثير من الأحيان. والآن يحاول النظام الأمني ​​الإسرائيلي بأكمله بشكل يائس التعامل مع هذا الخرق الأمني ​​والفشل المحرج للغاية. وتتسرب ملابسات عملية الفرار ببطء إلى الصحافة، وتظهر فجوة هائلة في النظام. وتكشف التفاصيل القليلة التي ظهرت من خلال الصحافة الإسرائيلية خطأ بشريا، وإهمالا، وربما حتى مساعدة ضباط داخل السجن، الأمر الذي أدى إلى نجاح العملية.

في البداية، أفادت الأنباء أن النفق الذي فر السجناء من خلاله كان هيكليا، أو جزءا من السجن. في وقت لاحق، أفيد أنه تم حفره على ما يبدو على مدى خمسة أشهر، ثم زعمت التقارير أن الأمر استغرق عاما كاملا من التخطيط. بعد ذلك، كان الحارس الذي كان من المفترض أن ينظر إلى المنطقة التي يقع فيها مدخل النفق نائما أثناء أداء واجبه، ولم يكن حراس السجن في مركز القيادة، حيث تعرض العديد من شاشات الكمبيوتر صورا لكل بوصة من السجن..

إضافة إلى ذلك، لم تكن سلطات السجن على علم بهروب المعتقلين إلا بعد عدة ساعات من فرارهم. بدأ الأمر عندما اتصل أحد المدنيين بالشرطة وأفاد بأنه رأى رجالا “مشبوهين” يعبرون أحد الحقول. استغرق الأمر ساعتين قبل إخطار السجن، ثم انقضى على ما يبدو بعض الوقت، قبل أن تدرك سلطات السجن أن الرجال الستة قد رحلوا. بعبارة أخرى، كان للسجناء السبق لعدة ساعات قبل أن تبدأ السلطات في البحث عنهم، ما يعني أنه يمكن أن يكونوا في أي مكان داخل الأرض المحتلة أو حتى خارجها. وبعد أيام من هروب الأسرى، كل ما تمكنت السلطات الإسرائيلية من تحقيقه هو اشتعال أعمال شغب داخل مختلف المعتقلات التي تحتجز الفلسطينيين واشتعال أعمال الشغب في جميع أنحاء فلسطين. أما جنين، موطن جميع الرجال الستة، فكانت احتفالية من نوع خاص.. أغلق مخيم جنين من قبل مقاتلين فلسطينيين، ما أدى إلى إبعاد الجيش الإسرائيلي وآخرين ممن قد يتعاونون مع السلطات الإسرائيلية.

 

ستة

زكريا الزبيدي هو الأسير الفلسطيني الوحيد المعروف على الصعيدين المحلي والدولي. ظهر في فيلم أطفال أرنا. الفيلم من إخراج جوليانو مير خميس الذي وثق عددا من الممثلين الأطفال الواعدين في فرقة مسرحية أسسها مع والدته أرنا في مخيم جنين للاجئين خلال الانتفاضة الأولى. عاد جوليانو إلى مخيم جنين للاجئين في نيسان 2002 في أعقاب المذبحة الإسرائيلية في المخيم ليرى ما حدث للأطفال الذين عرفهم وأحبهم. وجد أن الجميع استشهدوا ما عدا واحدا. الناجي الوحيد هو زكريا الزبيدي الذي ظهر في الفيلم كطفل ثم كقائد للمقاومة الفلسطينية في المخيم.

الزبيدي دخل السجون الإسرائيلية وخرج منها ونجا من عدة محاولات اغتيال. شوهد يتحدث بعد عرض الفيلم في جنين خلال مهرجان جنين السينمائي قبل عدة سنوات. اعتقل في 2019 ولم يصدر حكم بحقه بعد.

محمود عبد الله عارضة، 46 عاما، من جنين، كان قائد عملية الهروب من معتقل جلبوع، وفقا لمقال نشرته “ميدل إيست آي” نقلا عن فصائل سرايا القدس. وكان عارضة قد اعتقل عام 1996 وحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة الانتماء إلى سرايا القدس والمشاركة في قتل جنود إسرائيليين. وبحسب ما ورد حاول الهروب في عام 2014 من سجن شطا عن طريق حفر نفق، لكن خطته باءت بالفشل.

محمد قاسم عارضة، 39 عاما، من جنين، اعتقل عام 2002، وحكم عليه بالسجن المؤبد. كما وجهت إليه تهمة الانتماء إلى سرايا القدس والتورط في قتل جنود إسرائيليين.

يعقوب محمود قادري، 49 عاما، من بير الباشا، جنين، اعتقل عام 2003، وحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة الانتماء لكتائب القدس وقتل مستوطن إسرائيلي. في عام 2014، حاول هو وعدد من السجناء الآخرين، بمن فيهم محمود عبد الله عارضة، الهروب من سجن شطا عبر نفق، لكن المحاولة باءت بالفشل.

أيهم نايف كمنجي، 35 عاما، من كفر دان. اعتقل عام 2006، وحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة قتل مستوطن إسرائيلي والمشاركة في أنشطة مسلحة أخرى ضد أهداف إسرائيلية.

مناضل يعقوب نفيات، 26 عاما، من يعباد جنوب غربي جنين. وقد سُجن دون تهمة منذ عام 2019.

يجب على المجتمع الدولي أن يدافع عن هؤلاء الرجال الستة، خاصة الذين أعيد اعتقالهم بينهم، ويطالب بأن يكونوا في مأمن من السلطات الإسرائيلية. كما يجب تقديم ضمانات لسلامة أقاربهم والمجتمعات التي ينتمي إليها هؤلاء الرجال، والتي ستكون بلا شك ضحايا لمزيد من العنف الإسرائيلي.