سلطات الاحتلال تغلق القدس المحتلة وتعزلها عن محيطها
كثّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم وجودها في مدينة القدس المحتلة. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال قطّعت أوصال المدينة بالحواجز العسكرية وأغلقت منطقة جسر بيت حنينا ومنعت تنقل الفلسطينيين من وإلى القدس.
كذلك أرغمت قوات الاحتلال الفلسطينيين على إغلاق محلاتهم التجارية في أسواق البلدة القديمة بالمدينة.
وانتشر عدد كبير من قوات الاحتلال في بلدة سلوان وخاصة في حي بئر أيوب وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز السام.
إلى ذلك، جدّد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.
وفي التفاصيل، عزلت قوات الاحتلال الأحياء والبلدات المقدسية، بعضها عن بعضها الآخر، وأغلقت عشرات الطرقات والشوارع، فيما يسمّى “عيد الغفران اليهودي”، بينما استباح المئات من المستوطنين الأقصى وأدّوا صلواتهم فيه.
وتعطلت مظاهر الحياة اليومية العادية، في المدينة، وفُرضت فيها “عطلة إجبارية”، وتحوّلت بعض البلدات إلى سجن، بعد إغلاق مداخلها الرئيسية بالمكعبات الإسمنتية والسواتر الحديدية، وخاصة عند قرية العيسوية، وصور باهر، وأم طوبا، وجبل المكبّر، لقربها من المستوطنات المقامة على أراضيها، أما طرقات شمال القدس “بيت حنينا وشعفاط” فأغلقت الشرطة “طريق الجسر الرئيسي” أمام حركة المركبات والمواصلات العامة.
واشتكى المقدسيون من الإغلاقات السنوية في هذا اليوم، وتشديدها كل سنة، وعزل البلدات عن بعضها، وأوضحوا أن أهالي القرى والبلدات يضطرون إلى سلوك طرق التفافية طويلة للخروج منها بسبب إغلاق مداخلها الرئيسية، موضحين أن الخطورة تكمن في حالة الطوارئ “الحاجة لإسعاف أو غيره”.
ونفذ 290 مستوطناً، اقتحامات للأقصى، على شكل مجموعات متتالية، ومنهم من أدّى الصلوات في الأقصى بشكل فردي وجماعي، ومنهم من اقتحمه “بالزي التوراتي الخاص”، وجرى ذلك بحراسة شرطة الاحتلال.
وقامت شرطة الاحتلال ظهر اليوم بمضايقة المصلين الموجودين في الأقصى، تزامناً مع اقتحامات المستوطنين “فترة بعد الظهر”، بتوقيفهم وتصويرهم واحتجازهم، كما أجبرت بعضهم على عدم الجلوس في مناطق معينة في الأقصى.
وفي الضفة الغربية، أصيب طالب فلسطيني اليوم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة تقوع شرق مدينة بيت لحم.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وأطلقت الرصاص باتجاه الطلبة الفلسطينيين في محيط المدرسة الثانوية ما أدّى إلى إصابة أحد الطلبة في قدمه.
وتطالب وزارة التربية والتعليم الفلسطينية باستمرار الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاته واعتداءاته على الطلبة والمؤسسات التعليمية في فلسطين المحتلة.
سياسياً، جدّدت وزارة خارجية السلطة الفلسطينية مطالبتها المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ووقف مخططات الاحتلال الإسرائيلي الاستيطانية.
وأدانت الوزارة في بيان لها اليوم تصريحات رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت التي يكررها دائماً ويؤكد فيها مواصلة توسيع عمليات الاستيطان ما يقوّض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومتصلة جغرافياً بعاصمتها القدس.
ودعت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي إلى التنبه إلى خطورة هذه التصريحات التي تعتبر عدواناً على الشعب الفلسطيني وانتهاكاً لحقوقه الوطنية المشروعة، مطالبة مجلس الأمن والرباعية الدولية بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لتسوية القضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية التي تكفل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين.