الإنتاج لا يغطي التكاليف والمحاصيل بلا محروقات والهموم تحاصر فلاحي سرغايا
ريف دمشق – عبد الرحمن جاويش
طالب فلاحو بلدة سرغايا بصرف تعويضات عن موجات وأضرار الصقيع الذي يحدث كل عام، والذي يضرب حقولهم باستمرار، ويقولون إن ما تدفعه وزارة الزراعة مخجل ويشكّل استخفافاً بجهد الفلاح وخسائره المتكررة سنوياً، ويطالبون عبر “البعث” بتوزيع غراس مجانية لزراعتها في الجبال التي تحولت إلى جرداء نتيجة الإرهاب والتخريب والعبث، كما طالبوا بدعم أسعار الأدوية الزراعية المحلية، وتأمين الأسمدة المخصصة لكل منهم، وتساءل الفلاحون: لماذا لا توجد أسواق خارجية وداخلية لتصريف منتجاتهم التي يذهب معظمها للسماسرة والتجار، أو يخزن بالبرادات بانتظار بيعه..؟
ويقول الفلاحون إنهم تضرروا من برنامج التقنين الظالم في بلدتهم، ويطالبون ببرنامج تقنين واضح، وعلى مسؤولي الكهرباء بالمنطقة أن يلتزموا بتنفيذ برنامج تقنين عادل ومنصف أسوة بباقي المناطق.
ويعتقد الخبراء أن هذه مطالب محقة للفلاح المنتج في البلدة، ومن حقه أن تلبى مطالبه التي طالما وعد بها ولم تنفذ على أرض الواقع، علماً أن البلدة وبسبب الانقطاعات الكهربائية فقدت محصولها نتيجة عدم قدرة الفلاحين على ري المحصول في الوقت المناسب نظراً لعدم توفر الكهرباء أو المازوت لتشغيل مضخات الآبار، وعلى حد قولهم هذا الشيء لا يحتاج لكثير من العناء والاجتماعات واللجان وغير ذلك، فقط أن تعود شركة الكهرباء إلى الالتزام بمسألة تطبيق برنامج تقنين كهربائي واحد على جميع المناطق بعيداً عن المحسوبيات والأهواء الشخصية.
الفلاحون في سرغايا يقولون: إن العمل الزراعي لم يعد مريحاً، وبات يرتّب عليهم خسائر مادية كبيرة، ولا ربح يغطي نفقاتهم، خاصة أن التجار يشترون المحصول من الفلاح بسعر بخس، ويباع في الأسواق بأسعار مرتفعة تعود بالنفع فقط عليهم، ورغم ذلك لايزال فلاحو سرغايا يعملون على الإنتاج في ظل كل المعوقات، خاصة التسويق السيئ، واستغلال التجار.
رئيس اتحاد فلاحي دمشق وريفها محمد خلوف اعترف بمعاناة فلاحي بلدة سرغايا فيما يتعلق بالكهرباء، وصعوبة تأمين مادة المازوت التي تعد الأساس في تشغيل المحركات وعمليات الرش وغيرها، وهذه المعاناة ناقشناها في مؤتمرات الجمعيات والروابط والاجتماعات الدورية، لكن المشكلة في بعض الجهات التي لا تريد أن تتعاون لراحة الفلاح، وتأمين مستلزمات عمله.
وأشار خلوف إلى أن الكهرباء عصب الفلاح، فلا مكافحة للصقيع إلا بوجود الكهرباء، ولا سقاية إلا بوجود الكهرباء، وغير ذلك من الأعمال بالحقل، وإذا لم يتم تأمين التيار الكهربائي والمازوت لا يمكن للفلاح أن يستمر أو يزرع.
وحول إجراءات الاتحاد لتأمين ولو جزء من مطالب فلاحي سرغايا أشار رئيس الاتحاد: إننا نعمل لتأمين ما يلزم حسب الإمكانيات المتوفرة، وسنسعى مع كافة الجهات لتذليل الصعوبات والمعوقات التي تعترض واقع عمل الفلاحين، مبيّناً وجود صعوبات يعاني منها الفلاحون في تأمين مستلزمات الزراعة كون سرغايا من أكثر المناطق التي تشهد إعادة تأهيل القطاع الزراعي بعد تحريرها من براثن الإرهاب، آملاً التعاون مع كافة الجهات للتخفيف ما أمكن من التقنين الكهربائي ليتمكن الفلاحون من عملهم الزراعي، وزيادة إنتاجهم السنوي، داعياً كل جهة لتحمّل مسؤولياتها تجاه الفلاح الذي يعاني من عدم توفر أبسط الخدمات في أرضه الزراعية.