رياضةصحيفة البعث

الدوري الكروي الممتاز.. مستوى غائب وأداء ضعيف وحساسية مفرطة

ناصر النجار

عكست مباريات الأسبوع الرابع من ذهاب الدوري الكروي الممتاز المستوى العام للكرة السورية، فالفرق لم تقدم المطلوب منها، وجاء الأداء دون المنتظر، من الفرق الكبيرة أو الأقل مستوى على حد سواء، وتساوت الفرق الغنية مع الفرق الفقيرة في الأداء والمستوى، بل إن بعض الفرق المتواضعة بإمكانياتها وتحضيراتها تميزت في بعض الأحيان عن الفرق صاحبة الإمكانيات، وكلما كان مستوى الدوري متدنياً انعكس ذلك على المنتخبات الوطنية، لكن السؤال الأهم: ماذا استفادت الفرق التي تكبدت الأموال الباهظة إن لم تكن قادرة على الفوز بسهولة على الفرق التي لم تدفع ربع ما دفعته من عقود وتكاليف؟ وهل هذا الوضع بشكله الإجمالي يشير إلى أن المال ليس كل شيء في كرة القدم؟.

في أغلب المباريات التي جرت حتى الآن، لم تقدم الفرق المستوى المأمول، ولم تستطع الفرق الكبيرة أن تفرض وجودها وقوتها على غيرها من الفرق، بل وجدنا الفرق الأقل بإمكانياتها تتألق وتقول كلمتها بوجه الكبار، ولنا في ذلك أمثلة كثيرة: تشرين البطل يقع بفخ التعادل مع النواعير الصاعد، ويفرض الشرطة عليه التعادل في اللاذقية وأمام جمهوره، الخبراء يقولون: إن لاعبين اثنين أو ثلاثة في فريق تشرين كلّفوا ناديهم بقدر ما تكلّف الشرطة والنواعير على فريقيهما، النواعير لم يكتف بفرض التعادل على تشرين، بل هزم الجيش بهدفين لهدف في مباراة وصفت بأنها من أكبر مفاجآت الدوري،

الشرطة أيضاً بإمكانياته المحدودة فرض التعادل مرتين على فريقين كبيرين هما تشرين والاتحاد، الاتحاد يملك من اللاعبين الكثير بين نجوم ومواهب، ولديه إمكانيات كبيرة من شركات راعية وداعمة، لكن ذلك الدعم لم نجد له على الأرض نتائج توازي كل هذا، وإذا علمنا أن فريق الاتحاد لم يحقق أي فوز في أربع مباريات، فلابد من وجود مشكلة داخل الفريق، ولا شك أن هذه المشاكل نتيجة لسوء الإدارة، فمنذ أن استلمت الإدارة الحالية قبل موسمين لم يخرج فريق الاتحاد من المواقع المتأخرة، وها هو اليوم يحتل المركز 12.

من الفرق التي خيبت الآمال بعروضها ونتائجها فريق الفتوة الذي يحتل المركز ما قبل الأخير بالدوري، فقد حشد إمكانيات كبيرة لهذا الموسم، وأجرى العديد من التعاقدات المهمة، لدرجة أن تشكيلة الفريق اعتبرها البعض مثالية بلاعبيها وعناصرها في أغلب المراكز، وكان أكثر الفرق استعداداً، وحازت عروضه بدورة تشرين على الإعجاب، لدرجة أن الكثيرين توقّعوا أن يكون الفتوة حصان الدوري الأسود، ولكن للأسف ظهر في الدوري بشكل آخر، فلم يحقق إلا تعادلين، وخسر مرتين، ونتيجة لذلك استقال مدربه أنور عبد القادر بعد نهاية مباراة فريقه مع الوثبة، لتكون هذه الاستقالة هي الثالثة في أربعة أسابيع، وهذا دليل على هشاشة الدوري، وعلى التخبط الذي تعيش فيه أنديتنا.

بالوصف نفسه نستطيع التكلم عن نادي عفرين، وللأسف فإن مشاكل النادي الإدارية انعكست على الفريق وحالت دون أن يقدم أدنى المطلوب منه، فاحتل قاع الدوري بنقطة واحدة.

من جهة أخرى فإن الحساسية بين الفرق فرضت نفسها على العديد من المباريات بشكل مبكر، ما ينذر بعواقب وخيمة إن لم تكافح بقوة من قبل اتحاد كرة القدم المعني بنجاح الدوري، والحساسية هذه وجدناها بادية في ديربي اللاذقية، وفي مباراة الوحدة مع الكرامة، وفي العديد من المباريات الأخرى، أما عن التحكيم فلا شك أنه عنصر مهم في نجاح الدوري، وبدأت الاعتراضات تصدر من هنا وهناك تشتكي بعض الصافرات غير العادلة، ولعل مباراة الوحدة والكرامة خير شاهد على هزالة التحكيم.