موسكو: ليس لواشنطن أن تحاضر في الآخرين حول الديمقراطية
أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي أن التصريحات الأميركية التي تشكّك في نتائج انتخابات مجلس الدوما تظهر غضب واشنطن بسبب فشلها في التأثير في الوضع السياسي في روسيا.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس زعم في وقت سابق أن انتخابات مجلس الدوما جرت “في ظل ظروف لا تفضي إلى كونها إجراءات حرة ونزيهة”.
ونقلت وكالة تاس عن سلوتسكي قوله: إن “مثل هذا التقييم يرتقي إلى مستوى التدخل ويظهر انزعاج الغرب من حقيقة فشل محاولاتهم الجماعية للتأثير في الوضع السياسي في روسيا وإحباطها بحزم”، مشدّداً على أن واشنطن لا تمتلك الحق في المحاضرة بالآخرين حول كيفية إجراء انتخابات ديمقراطية والأسف على غياب المراقبين وإطلاق التكهنات بشان احترام حقوق الناخبين.
وأكد سلوتسكي أن الناخبين الروس منحوا مجموعة واسعة من الخيارات للمشاركة في الاقتراع حتى وسط القيود المفروضة لمواجهة فيروس كورونا، وقال: “في الوقت نفسه ليس هناك من يعترض على نتائج الانتخابات ولا أحد يحاول اقتحام مبنى الدوما احتجاجاً على نتائج الحملة البرلمانية، وربما هناك شيء يمكن للولايات المتحدة أن تتعلّمه من روسيا”، وذلك في إشارة إلى اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مبنى الكابيتول احتجاجاً على ما قالوا إنه تزوير في نتائج الانتخابات.
وتعليقاً على الشكوى الغربية من “غياب مراقبين من مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا”، أشار سلوتسكي إلى أن الحصة التي تلقتها هيئات المراقبة التابعة للمنظمة تقارب ضعف عدد مراقبيها في الانتخابات الأميركية الأخيرة ومع ذلك اختار المراقبون عدم السفر إلى روسيا.
وأضاف: إن مراقبين من نحو 60 دولة واكبوا إجراء الانتخابات في مراكز الاقتراع الروسية وتوصلوا إلى أن الانتخابات كانت متوافقة تماماً مع القواعد الديمقراطية.
وكانت النتائج النهائية لانتخابات مجلس الدوما التي أعلنتها اللجنة المركزية للانتخابات اليوم أظهرت فوز حزب “روسيا الموحدة” الحاكم بنسبة 49.82 بالمئة من الأصوات يليه “الحزب الشيوعي الروسي” ثم “الحزب الليبرالي الديمقراطي” في المركز الثالث وحزب “روسيا العادلة” في المركز الرابع ليأتي حزب “الجيل الجديد” في المركز الخامس.
في سياق متصل، أعلنت سفارة موسكو لدى واشنطن أن روسيا تعرّضت لعدد غير مسبوق من الهجمات السيبرانية خلال الانتخابات الأخيرة وجاء نصف هذه العمليات من أراضي الولايات المتحدة.
وقالت السفارة، في بيان عبر “فيسبوك”، الاثنين: “خلال هذه الانتخابات واجهت اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا عدداً غير مسبوق من الهجمات الإلكترونية. وتم تسجيل 50% منها من أراضي الولايات المتحدة بالذات”.
وأشارت إلى أن هدف الهجمات كان يكمن في تشويه صورة النظام الانتخابي في روسيا، وصرحت: “من المفضل الحصول من الطرف الأمريكي على توضيحات كاملة حول هذا الشأن”.
وشدّدت السفارة الروسية، تعليقاً على ادعاءات وزارة الخارجية الأمريكية بأن الانتخابات كانت “غير حرة وغير شفافة”، على أن التصويت جرى بتوافق تام مع القانون.
وسبق أن رجّحت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالنتينا ماتفيينكو، إمكانية فرض عقوبات على الدول التي انطلقت منها هجمات سيبرانية استهدفت النظام الانتخابي الروسي.
من جهة ثانية، أكدت روسيا رفضها ادعاءات النظام التركي حول عدم شرعية الانتخابات الروسية في شبه جزيرة القرم مبينة أنها “لن تترك من دون اهتمام” موقف أنقرة.
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن “روسيا لا تقبل ادعاءات أنقرة حول عدم شرعية الانتخابات في القرم الروسية ولا تخفي ذلك عن الجانب التركي”.
فيما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن روسيا لن تترك من دون اهتمام تصريح تركيا بعدم الاعتراف بانتخابات مجلس الدوما في شبه جزيرة القرم الروسية.
وعلّقت زاخاروفا بذلك على تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، تانجو بيلجيتش، الذي قال فيه: إن نتائج انتخابات مجلس الدوما التي جرت في 17-19 أيلول 2021، فيما يتعلق بشبه جزيرة القرم “ليس لها قوة قانونية بالنسبة لتركيا”.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية: إن “تركيا تعلم جيداً أن القرم هو جزء سيادي من الاتحاد الروسي، وتعلم جيداً أننا لن نترك من دون اهتمام مثل هذه التصريحات”.
وفي الشأن الدولي، صرّح سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، في مقابلة مع صحيفة “أرغومنتي أي فاكتي” بأن تحالف أوكوس أصبح كتلة عسكرية أخرى موجهة ضد الصين وروسيا.
وفي حديثه عن المجموعة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والهند وأستراليا واليابان، وصفها باتروشيف بأنها “الأنموذج الأولي لنظير الناتو الآسيوي”، لافتاً إلى أن: “واشنطن ستحاول استمالة دول أخرى إلى هذه المنظمة، بشكل أساسي، لمتابعة سياسات معادية للصين ولروسيا”.
وقال سكرتير مجلس الأمن الروسي: “قبل أيام قليلة فقط، تم تشكيل كتلة عسكرية أخرى في المنطقة، هي “أوكوس” الأمريكية البريطانية الأسترالية، وهي تسعى إلى تحقيق الأهداف نفسها. من سماتها أثناء إقامتها، أن الأمريكيين ضغطوا حتى على شركائهم الفرنسيين، وانتزعوا منهم صفقة مربحة بشأن بناء غواصات لكانبيرا. ومن الواضح أن التضامن الأطلسي له ثمن. أعتقد أن الكثيرين في باريس يتذكرون الآن قصة ميسترال”.
وعلّقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تشكيل هذا التحالف الرباعي المسمى “أوكوس”، مشيرة إلى أن “إقامة أوكوس أظهر أن الشراكة بالنسبة للدول الأعضاء فيه، تعني التحالف والالتزامات”.
وأشارت زاخاروفا إلى أن هذه الاستراتيجية المشتركة للولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة “فاجأت العالم بأسره”.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى جانب أستراليا شكّلت في الأسبوع الماضي، الشراكة العسكرية الأمنية الجديدة “أوكوس”، الأمر الذي أثار استياء الصين وفرنسا.