في صالة صبحي شعيب.. إبراهيم سلامة يرسم برؤية مختلفة للواقع
اختار الفنان التشكيلي إبراهيم سلامة عنوان “سورية جان دارك العالم” لمعرضه الفردي الذي افتتح يوم الاثنين في صالة اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص “صبحي شعيب” لكي يلخص من خلاله الحالة السورية خلال العشر سنوات الأخيرة، التي يرى فيها سورية أم الحضارات والأبجدية تظلم ويحكم عليها بالموت من عالم لم يقدّر تضحياتها، كما ظلمت وأعدمت ظلماً، البطلة القومية عند الفرنسيين القديسة جان دارك الملقبة بعذراء أورليان التي قادت الجيش الفرنسي في حرب المئة عام مع الانكليز إلى انتصارات عدة، وسورية الجريحة انتصرت على الإرهاب بالنيابة عن العالم، رغم محاولات العالم ظلمها وإعدامها.
نحو ثلاثين لوحة يتغلغل سلامة فيها إلى أعماق النفس ليستخلص منها تعابير وملامح يمزج فيها بين الواقع والمتخيل، ليصل من خلال اللون والأفكار إلى جمالية فنية غنية بالدراما اللونية والرمزية حيناً والتجريدية التعبيرية أحياناً أخرى.
تتنوع موضوعات معرض إبراهيم سلامة وتتنوع التقنيات والأساليب الفنية المستخدمة لديه، رغم سيطرة الزيتي على أكثر اللوحات، لكنه يسعى إلى التفرد والتميّز بتقنية استخدام الطين والماء لتجسيد حالة تعبيرية مشبعة بالملامح الوجدانية في محاكاة لحالات إنسانية واقعية يمرّ بها الإنسان السوري، استخدامه للماء والطين والغراء يرى سلامة فيه عودة إلى أصل الإنسان وتكوينه الخلقي، ليقول لنا إننا من طين وسنعود إلى الطين مهما تجبرنا وتمردنا على إنسانيتنا.
سلامة في معرضه لا يخفي ولعه بالتاريخ والتراث أيضاً من خلال لوحات يستعيد فيها النقوش الأثرية والهياكل العمرانية ليعيد الحياة إليها عبر إكسابها حيوية يضفيها الإنسان بسلوكياته وأنماط حياته المتنوعة.
في المعرض هناك لوحة افتتاحية كما يسميها سلامة وهي التي تعبّر عن العنوان، ويبرز فيها فارسة تعتلي صهوة حصانها وتمخر عباب البحر وأمواجه العاتية وعلى شمالها لهيب يطال السماء ومن يمينها الشمس وحمامة السلام، لوحة رمزية غنية بالأشكال والألوان المعبّرة عن الحالة السورية، هي ما يسميها جان دارك.
يقول سلامة عن هذا المعرض: “إنه يختلف عن كل المعارض الفردية السابقة لأن العشر سنوات الماضية شكّلت لديّ رؤى مختلفة عن الشارع السوري والمجتمع والناس”.
إبراهيم سلامة من مواليد حمص عام ١٩٥٤، تخرج في مركز الفنون التشكيلية بمدينته، وتدرّب على يد كبار الفنانين التشكيليين، في أرشيفه نحو ثلاثة عشر معرضاً فردياً أقامها في مدن سورية عدة.
آصف إبراهيم