تحقيقاتصحيفة البعث

كورونا والأوراق الامتحانية.. الأساتذة خائفون والجامعة تُطمئن!!

أبدى عدد من أساتذة الجامعة تخوفهم من الإصابة بفيروس كورونا خلال تصحيح الدفاتر الامتحانية، على اعتبار أنهم يتعاملون مع آلاف الأوراق التي ربما يكون بعضها حاملاً للفيروس رغم الإجراءات التي قامت بها الإدارات الجامعية داخل القاعات وخارجها!
ودعوا للتعامل بجدية مع هذا الهاجس من أجل ضمان سلامة أعضاء الهيئة التدريسية وموظفي الامتحانات والطلبة أيضاً.

لا داعي للقلق
الدكتورة فاتنة الشعال عميدة كلية الآداب بجامعة دمشق طمأنت أعضاء الهيئة التدريسية بالكلية بأنه لا داعي للقلق، فكل الأمور تحت السيطرة، مشيرة إلى أن الأوراق الامتحانية تسلم مباشره بعد الامتحان ولكن ينبه على أستاذ المادة أن لا يلمسها أو يبدأ بتصحيحها إلا بعد ثلاثة أو أربعة أيام، وبينت الشعال أن غرفة تسليم الأوراق تعقم كل يوم بشكل كامل، وطلبت من أعضاء الهيئة التدريسية ضرورة الحذر والوقاية، ولفتت إلى أن القاعات الامتحانية تعقم هي الأخرى كل صباح امتحاني مع إلزام الطلبة بوضع الكمامة، مؤكدة عدم تسجيل أية إصابة في الكلية.

بعد مضي يومين!
حالة القلق والخوف التي تنتاب أعضاء الهيئة التدريسية من الإصابة بفيروس كورونا مشروعة بحسب الدكتور علي سلطانة “كلية الزراعة – جامعة تشرين”، وخاصة في ظل تزايد عدد الإصابات في سورية، وعن نفسه قال ” أنا لا أقوم بتصحيح الأوراق إلا بعد مضي يومين على الامتحان” وبرأيه هذا إجراء يكفي للوقاية من مخاطر الفيروس في حال كان عالقاً على إحدى الأوراق الامتحانية.

مدة 48 ساعة
وأيده بالرأي عضو الهيئة التدريسية في كلية الحقوق بجامعة دمشق، متمنياً أن تصدر الجامعة تعميماً تمنع فيه تسليم الأوراق الامتحانية إلا بعد مضي 48 ساعة، مشيراً إلى أن هذه الفترة وبحسب الدراسات والتجارب كفيلة بالقضاء على الفيروس، وكإجراء احترازي إضافي تمنى من زملائه أخذ الحيطة والحذر أثناء تصحيح الأوراق (وضع الكمامة، تعقيم اليدين باستمرار وعدم لمس الوجه) إضافة إلى الابتعاد –أثناء التصحيح- عن غرفة جلوس العائلة من أجل حمايتها.

الحل بالأتمتة
وبرأي بعض أعضاء الهيئة التدريسية أن هذا هو وقت “الأسئلة المؤتمتة” فهي برأيهم تمثل حلاً ناجعاً كونها تبعد الأستاذ عن لمس الأوراق، وطالبوا وزارة التعليم العالي والإدارات الجامعية بتهيئة الجامعات لإتباع أسلوب التعليم عن بعد، في حال تزايدت الإصابات ريثما تتم السيطرة على الوباء المرعب.

والبيوت خائفة أيضاً!
حالة الخوف لم تقتصر فقط على أعضاء الهيئة التدريسية، بل أصابت ذوي الطلبة أيضاً جراء الخوف على أبنائهم من التقاط الفيروس في القاعات الامتحانية خاصة مع تزامن الامتحانات مع تزايد عدد الإصابات والوفيات.
وبينت أم محمود أنها تمضي أغلب وقتها بالدعاء لولديها عندما يكونا في الامتحان، مشيرة إلى معاناتها ومعاناة ولديها وخوفهما من “كورونا” متسائلة: ألا يكفيهما القلق من الامتحان ورهبته؟!
وأشار خالد الأسعد الذي يرافق نجله إلى الامتحانات إلى حالة الرعب التي سيطرت على أجواء اليوم الأول في الامتحانات الجامعية رغم الإجراءات التي قامت بها الكليات الجامعية “صدقاً كان هناك رعب حقيقي وقلق ظاهر على وجوه الطلبة الذين كان همهم حماية أنفسهم بدلاً من التفكير بالمقرر الامتحاني”، مشيراً إلى أن إجراءات الحماية والوقاية غير متوفرة بعد خروج الطلبة من قاعة الامتحان حيث يلاحظ التجمعات الكبيرة “الاختلاط” دون أي تدخل من المعنيين بالأمر، متسائلاً: ماذا لو كان أحد الطلبة أو عدداً منهم حاملاً للفيروس؟!!.
بالمختصر، خوف الأساتذة والطلبة من الإصابة بفيروس كورونا هو خوف مشروع، لكن ما باليد حيلة، فالامتحانات لا يمكن تأجيلها أو إلغاءها، لأن المشكلة تزداد تعقيداً، لذا نعول كثيراً على الوعي والسلوك الصحي في الوقاية من الوباء لأن ذلك مهماً وداعماً لنجاح الإجراءات الاحترازية التي لم تقصّر بها الجامعات.

هامش ..
قبل بدء الامتحانات الجامعة وبالرغم من تأجيلها لأكثر من شهر، عاد الطلبة بالمطالبة بتأجيلها لمرة ثانية خوفاً من الوباء، لكن هذه الدعوات لم تستجب لها وزارة التعليم العالي، وحاليا تتصاعد الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تأجيل العام الدراسي “المدرسي والجامعي” على أمل أن ينجح اللقاح “الموعود” بالقضاء على المرض ولو بشكل تدريجي يدخل الطمأنينة إلى ذوي الطلبة والتلاميذ والمجتمع ككل.

غسان فطوم