وهل يُضرب الإنسان؟!
أكرم شريم
الأطفال: أحلى ما نملك في هذه الحياة وأغلى ما نملك!. براءة مطلقة ومفتوحة ودائمة!. والأطفال: طاعة دائمة وفي كل الأمور ودائماً وباستمرار!. ولكن الله سبحانه وتعالى وهو ربّ يُعبد خلق الأطفال يحبون اللعب، وفي كل وقت وفي كل مكان، لأن اللعب وبكل أنواعه وأشكاله يساعد الطفل على الحركة لكي يتمّ النمو عنده متكاملاً، هذا النمو النفسي والعقلي والجسمي والاجتماعي، وسؤالنا الكبير الآن، والذي بحجم الجبل: أين يلعب الأطفال؟! وهل هناك حدائق ألعاب لهم في كل حيّ من الأحياء ومجاناً، لأن اللعب عندهم كثير وهو كما ذكرنا من أسباب النمو الصحيح، النمو النفسي والعقلي والجسمي والاجتماعي، فلماذا لا يجتمع أهل الحيّ، كل حيّ في كل الدنيا، وليس فقط في مدينة ما أو قرية ما، أو بلد ما، وينشئون حديقة ألعاب مجانية، تشرف عليها امرأة متفرغة أو جدة أو شابة، وبالمجان أيضاً، ويلعب الأطفال في هذه الحديقة، أكما يريدون ويرغبون، وذلك بعد الخروج من المدارس وفي أيام العطل المدرسية ودائماً وباستمرار!. ما أجمل ذلك حين يحدث في كل الدنيا!. وما أجمل الحياة حين يحدث ذلك!. وهذا من أجل المستقبل أيضاً، فالطفل الذي ينشأ بشكل صحيح يبقى يعيش ويعمل ويتصرف طوال حياته بشكل صحيح وقانوني واجتماعي وأخلاقي، والتربية وهذا هو الأهم هنا، أن التربية لا تكون بالضرب أو الإهانة والتوبيخ!. رحم الله أيام زمان وما كان فيها من ظلم للأطفال، فقد كان الطفل يُضرب دائماً، وبكل قسوة أحياناً، وكانت هناك قناعة عامة بين الجميع أن الضرب يربي، ولم يكونوا يعرفون أن التوجيه وبكل محبة وتقدير هو الذي يربي، ولا أزال أذكر وأنا في مرحلة الدراسة الابتدائية، وعلى الرغم من أنني كنت في مدرسة خاصة، كانت تُرفع (الفلقة) كل يوم بل (الفلقات) كل يوم ونجتمع في أرتال حول البحرة في باحة المدرسة وينادي المدير على أسماء الأطفال التلاميذ واحداً بعد الآخر، وكنّا في مدرسة مختلطة ذكوراً وإناثاً، وتبدأ (الفلقة) ويصرخ التلميذ المعذب وهم يمسكون به ويرفعون قدميه ويضربونه وبكل قوة بالخيزرانة، وكل قناعتهم بأنهم يربونه!. وكان هذا دارجاً في كل البيوت وفي كل مخافر الشرطة أيضاً!. حيث كانوا يضربون المواطن وكنّا نسمع ونحن نسير في الطرقات أصوات الأطفال يصرخون من الألم هنا أو هناك، وكانت الأم أيضاً هذه الأمومة العزيزة العظيمة، تضرب وبكل قسوة أيضاً، وأكثر من ذلك كانت تقول لزوجها أن يضرب ابنها لأنه فعل كذا أو كذا، ويبدأ الأب بضرب ابنه وهي تمسك الابن لكي يتلقى هذه الضربات.
وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نتبرأ من كل ذلك الزمان وتلك الأيام السوداء في حياة الشعوب، كل الشعوب، وأن نهنأ ونهنئ أنفسنا بعقولنا الجديدة وأخلاقنا الجديدة الحالية ودائماً وباستمرار.