صعوبات جمة تعيق الإنتاج في المنطقة الصناعية بالكلاسة
حلب- معن الغادري
يواجه العمل بالمنطقة الصناعية في الكلاسة صعوبات كثيرة أثرت بشكل مباشر على العملية الإنتاجية، ويلخص رئيس اللجنة الصناعية نديم الأطرش الصعوبات بعدم انتظام الشبكة الكهربائية وساعات التقنين الطويلة، إضافة إلى ذلك عدم توفر المحروقات والفيول وعدم حصول الصناعيين على مخصصاتهم من المحروقات، ما يدفع بهم للجوء إلى السوق السوداء، وبالتالي يؤدي ذلك إلى ارتفاع كلف الإنتاج بالنظر إلى ارتفاع سعر المازوت وبشكل جنوني، ناهيكم عن ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج وأجور الصيانة والإصلاح وصعوبة تأمين القطع التبديلية للآلات.
وحول عزوف بعض الصناعيين عن العمل والتفكير بالهجرة، أوضح الأطرش أن الفكرة قائمة ومتداولة في أوساط الصناعيين بسبب الصعوبات الكبيرة التي تعيق العملية الإنتاجية وهناك حالات فردية، معتبراً أنه بالإمكان الحدّ منها فيما لو وفر الفريق الاقتصادي الحكومي الظروف المناسبة للنهوض بالعملية الإنتاجية والصناعية وتقديم التسهيلات المطلوبة للصناعيين وتوفير المستلزمات الأساسية للصناعة، والعمل على دعم المنتج الوطني وإيجاد أسواق خارجية لتصريفه، وسيساعد ذلك حتماً على عودة الصناعيين من الخارج إلى حلب وليس العكس كما يحصل اليوم.
ودعا الأطرش إلى استكمال إزالة أنقاض الأبنية المتضررة وترحيل ما تبقى من الأنقاض في الشوارع وتركيب أعمدة إنارة الشوارع بالطاقة البديلة، واستكمال تزفيت الطرق وصيانة الأرصفة وإعادة تأهيل الحديقتين وتأمين المزيد من الحاويات وتخفيض سعر متر إشغال الأرصفة لمعامل الرخام.
وفيما يخصّ إلزام الصناعيين بالتوجّه إلى الطاقة البديلة، أشار الأطرش إلى أن تنفيذ مثل هذا المشروع يحتاج إلى قدرة مالية كبيرة لا يمكن تحمّلها من قبل الصناعيين في مثل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة وتراجع القدرة الإنتاجية، مقترحاً أن تدخل شركات استثمارية متخصّصة على هذا الخط وتنفذ مشاريع الطاقة البديلة في كافة المناطق الصناعية كشبكة بديلة، ما يخفّف من التكاليف والأعباء على الصناعيين، مبيناً أن مثل هذا المشروع بالإمكان تنفيذه في منطقة الكلاسة لوجود مساحات كبيرة غير مشغولة وذلك بالتعاون والتنسيق مع مجلس المدينة.
وخلال جولة “البعث” على عدد من المعامل والمنشآت الصناعية والحرفية كان واضحاً وجلياً ورغم كل الصعوبات والأضرار الجسيمة التي ألحقها الإرهاب بها مدى التصميم والإرادة لدى الصناعيين والعمال لاستمرار عمل منشآتهم. ودعا عدد من الصناعيين إلى مضاعفة الجهود لإعادة تأهيل وترميم البنية التحتية وتوفير الخدمات المطلوبة، مطالبين بزيادة التغذية الكهربائية لما لها من أثر وانعكاس إيجابي على زيادة العملية الإنتاجية وتخفيف الأعباء وكلف الإنتاج وتحقيق المنافسة والتوازن في الأسعار. وطلب عدد من الصناعيين إيجاد أسواق خارجية لتسويق منتجاتهم وتقديم التسهيلات لضمان استمرار العملية الإنتاجية، كما طالبت اللجنة وعدد من الصناعيين بتحسين جودة إنتاج الخيوط والغزول التي تصنعها المؤسسة العامة للصناعات النسيجية، وخاصة شركتي اللاذقية والساحل، وإحداث مركز لبيع الغزول في حلب لتوفير الجهد والكلف على الصناعيين كونهم الأكثر استجراراً لهذه المادة.