بنزين وغاز و”شو مابدك”..؟!
من يشاهد أسراب الدراجات النارية التي تجوبُ الطرقات والأوتوسترادات العامة والبسطات والأكشاك المتلاصقة التي تزنّر وتحيط بمنطقة غربي مصفاة حمص وصولاً إلى تلكلخ، وهي محمّلة بأسطوانات الغاز وبيدونات البنزين التي تفترش جانبي الطريق لبيعها للراغبين من السيارات العابرة بأسعار “الفايف ستارز” وبالكميات التي تطلبها طبعاً، يصيبه الذهول والعجب العجاب!!.
والسؤال: من أين وكيف يأتي هذا البنزين والغاز و”شو ما بدك” الذي يباع في رابعة النهار وعلى ضوء القمر البدر أو على ضوء الليدات بلا حسيب ولا رقيب؟!!.
وأمام تلك المشاهد فإننا نعتقد أن الأمر ليس عفوياً أو لتأمين لقمة عيش أبداً، بل هو منظّم ومدروس تديره شبكة من الطفيليين ومصاصي الخيرات والمقدرات ومقتنصي الفرص.
وإذا كان الأمر كذلك، فأين الدولة وأين أجهزتها ومؤسساتها وأذرعها اللينة والحديدية، ولماذا هذا التعامي والتغاضي عن سوق مفتوحة على تجارة السوق السوداء بكل أشكالها وموادها وأصنافها، ولو طلبت لبن العصفور لوجدته مقابل أن تدفع!.
تُرى، من يحمي ويدير ويريد لهذه السوق ولهذه اللعبة القذرة أن تبقى وتستمر وأن تظلّ خارج التغطية؟
والغريبُ أن مواكب السيارات الرسمية الفارهة يكاد لا ينقطع مرورها أمام تلك الأسواق، أتراهم لا يرون بأم العين ما نرى، ولا يعلمون كيف تسرق هذه الطفيليات وطن السوريين لتعتاش وتثري على لقمة الناس وفقرهم ونهش اقتصادهم الذي يتراجع ويتآكل ويتدهور صبيحة كل يوم؟!
لمصلحة من؟… ولماذا لا نتصرف ونضع حداً لهذا الفلتان الذي يستنزفنا على مدار الساعة، أم أنه إقرار بالعجز أو الرضى عما يجري، أم الأمران معاً؟!.
وائل علي
Alfenek1961@yahoo.com