رياضةصحيفة البعث

مع الواقع المرير للرياضة المدرسية.. “الاتحاد الرياضي” يحضر اللجام قبل الفرس

ما إن أعلن الاتحاد الرياضي العام عن إقامة مؤتمر لتطوير الرياضة المدرسية والجامعية المقرر بعد غد تحت شعار: “التربية الرياضية دعامة أساسية في بناء المجتمع لإعداد جيل قوي بدنياً وأخلاقياً وفكرياً”، بدأت مديريات التربية تتسابق بعرض بطولاتها المدرسية من سباحة وجري، وغيرهما من ألعاب لإيهام المتابع أن هناك مواكبة للحركة الرياضية المدرسية مع المؤتمرات، متناسين أن الواقع الرياضي المدرسي ليس مطمئناً، فبعد أن استطاعت الرياضة المدرسية السورية في أعوام التسعينيات الصعود على منصات التتويج عربياً، خف بريق الرياضة المدرسية رويداً رويداً ليصل إلى القاع، خاصة أن القائمين على الرياضة المدرسية لم يولوا الاهتمام بها، بل على العكس أصبحت حصة الرياضة وقتاً للفراغ والتسلية، أو تعبئتها بمادة أخرى كي يريح المدرّسون أنفسهم من الحصص الدرسية الأخيرة.

مدرّسون بالاسم!

هذا الواقع ليس خافياً على أحد، فالمعاناة يدركها المعنيون في وزارة التربية الذين حاولوا ترقيع الصورة من خلال أخبار ونشاطات إعلامية، ولكن لا حياة لمن تنادي، حسب أحد موجّهي الرياضة في ريف دمشق الذي أكد غياب التعاون والتنسيق بما يخص تعيين مدرّسي الرياضة، مبيّناً أن من يأتي ليدرّس الرياضة لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالرياضة على مبدأ تعبئة الحصة للوكلاء غير المختصين.

ولفت الموجّه إلى أن الرياضة المدرسية بحاجة إلى نوايا حقيقية وجادة، والوقوف على أرض الواقع لا من خلال المكاتب والمؤتمرات، وطالب أكثر من موجّه رياضة وزارة التربية بإصدار قرار يلزم خريج معهد الرياضة بالتدريس في المدارس الحكومية، لاسيما أن أغلب خريجي المعهد الرياضي يذهبون إلى القطاع الخاص كونه أفضل مادياً لهم.

واقع مرير

حديث الموجّهين المختصين لم يأت من فراغ، بل من يتابع واقع الرياضة في المدارس يكشف الواقع المرير مع وجود مدرّسات ومدرّسين بالاسم رياضة، ولكن لا الجسم ولا الأساسيات موجودة للأسف.

هذا الواقع لم ينكره عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، رئيس مكتب الرياضة المدرسية والجامعية فراس العزب، مؤكداً أن واقع الرياضة المدرسية غير مرض، وسيتم العمل في المؤتمر لمناقشة المحاور، وفي حال لم يكن هناك تعاون من الجهات المعنية لن نتأخر بالإشارة إلى مواقع الترهل والخلل، مشيراً إلى ضرورة تحقيق رياضة حقيقية تصنع الرياضي الحقيقي، فالرياضة ليست منتخبات فقط، بل هي صحة في المقام الأول.

ولفت العزب إلى دعوة الوزارة والاتحادات والمنظمات المعنية من أجل المشاركة في المؤتمر، والاستماع إلى وجهات النظر والأفكار المفيدة للوصول إلى المبتغى من المؤتمر، والنهوض بالرياضة المدرسية والجامعية، وأضاف العزب بأنه تم الانتهاء من إعداد محاور المؤتمر، وجدول أعماله الذي وزع على يومين، يتخللهما لقاء مع وزيري التربية والتعليم العالي، كما جرى توجيه الدعوات لجميع رؤساء اتحادات الألعاب، ورؤساء اللجان التنفيذية، ورؤساء مكاتب الألعاب الجماعية والفردية، وألعاب القوة في المحافظات، ودعوة المعنيين في الوزارات، واتحادي الطلبة والشبيبة، ومنظمة الطلائع، والجامعات، والمدارس الخاصة.

اعتراف تربوي

من جهته لم يخف مدير التربية الرياضية في وزارة التربية الدكتور عبد الحميد زرير وجود مشاكل كثيرة تعاني منها الرياضة المدرسية، موضحاً أن التربية الرياضية تعتمد على ثلاثة عناصر: “المدرّس، الطالب، الأدوات”، والطالب موجود، ولكن في بعض المحافظات يوجد نقص بمدرّسي التربية الرياضية، إضافة للأدوات، لافتاً إلى أن أسعارها مرتفعة في الأسواق المحلية.

وبيّن زرير أن الهدف الأساسي من المؤتمر الاطلاع على المعوقات التي تقف في وجه الرياضة المدرسية في كل المحافظات، إضافة لإنشاء تشاركية بين وزارة التربية والمنظمات الشعبية والاتحاد الرياضي العام، وماذا سيقدم كل منهم لتطوير الرياضة المدرسية، أي عندما يكون لدينا بطولة بين وزارة التربية واتحاد شبيبة الثورة، كاشفاً أنه في بعض الأحيان يقف المعنيون عاجزين أمام أمور بسيطة كالكؤوس والجوائز والتنقلات بالمحافظات، وإذا وفّرها أحد الاتحادات المعنية سيتم تجاوز عدة عقبات لإقامة هذا النشاط.

تحضيرات متسارعة

مع اقتراب موعد المؤتمر، تسارعت التحضيرات من الجهات المعنية، حيث التقى وزير التربية الدكتور دارم طباع المعنيين من الاتحاد الرياضي الذين أكدوا على أهمية المؤتمر، والتشاركية، وترتيب التعاون المشترك من خلال تحديد محاور أساسية هي: تأليف المناهج الرياضية، والتعليم الرياضي، والأندية المدرسية، والبطولات المدرسية، مع وضع خطة عمل منظّمة ومتكاملة لكل محور، وعقد اجتماع داخلي لوضع التفاصيل، وتنظيم أمور المؤتمر، وتحديد مخرجات واضحة.

علي حسون