اتحاد كرة القدم يطالب الأندية بتسديد الغرامات.. وإلّا؟!
ناصر النجار
في بلاغ حمل الرقم 1128 تاريخ 22/ 9/ 2021، طالب اتحاد كرة القدم سبعة أندية بتسديد الغرامات المفروضة عليها من خلال البلاغات الرسمية حصيلة الشغب والخروج عن الروح الرياضية في مباريات الدوري الممتاز بكرة القدم في أسابيعه الأربعة الأولى، والأندية المعنية هي: الاتحاد المترتب عليه تسديد مليون ونصف المليون، ومثله فريقا الفتوة والنواعير، في حين يترتب على كل من الوحدة والطليعة والكرامة تسديد خمسمئة ألف ليرة سورية، ونادي الجيش مئة ألف ليرة سورية، ليبلغ مجموع المبالغ ستة ملايين ومئة ألف ليرة سورية.
الإجراءات العقابية التي يمكن لاتحاد كرة القدم اتخاذها بحق المتخلّفين عن الدفع تقضي بوقف النادي عن مباريات الدوري حتى يتم التسديد، وهذا ما لا يستطيع اتحاد كرة القدم فعله، رغم أن القانون الذي وضعه بنفسه يجيز له ذلك، وأمام هذا البلاغ وغيره من البلاغات المالية الأخرى التي يصدرها اتحاد كرة القدم نشعر أن الاتحاد صار محصل ضرائب، وهذه الأموال الضريبية لا شك أنها حق ضمن النظام والقانون، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه: أين تذهب هذه الأموال؟ ولمصلحة من؟.
الجواب الذي يصلنا على الدوام أن هذه الأموال المحصّلة من الأندية تصرف على المنتخبات الوطنية، هذا الكلام جيد، لكن الصرف بات غير منطقي، لأن الكرم الحاتمي في هذا المصروف زاد عن حده، وبات من يتمتع بمال الاتحاد فئة قليلة من أعضاء الاتحاد ومن يلوذ بهم، وعلى سبيل المثال فإن البعثات الكروية الخاصة بالمنتخبات باتت تضم ما هب ودب دون أن يكون للبعض منهم أي طائل أو فائدة بوجوده ضمن جسم المنتخب، لذلك لا نجد تفسيراً لهذا إلا أن نقول: إن سفر هؤلاء بغرض السياحة والسفر.
بالمقابل نجد أندية بحاجة إلى دعم لتتابع نشاطها الكروي، ولا نجد يد الاتحاد ممدودة لها بالعون، ونذكر أن كلفة شخص واحد طار مع منتخبنا إلى دبي، ثم إلى كوريا الجنوبية، ومنها إلى الأردن في رحلة استجمام لمدة تتجاوز العشرين يوماً تكفي فريق شباب الجهاد ليخوض الدوري الممتاز وهو يتكبد المشقة والجهد ويستدين المال من هنا وهناك لينفذ أجندة الاتحاد، وعلمنا أيضاً أن الكثير من الفرق باتت تسافر إلى مبارياتها صباح يوم المباريات وتعود باليوم نفسه لتوفر نفقات الإقامة والإطعام، وأكد أحد المعنيين بالأندية لـ “البعث” أن بعض الأندية لا تقدم لفريقها إلا (السندويش) لمرة واحدة بعد المباراة، وقد ألغيت وجبات الفطور والغداء والمشروبات الغازية والفاكهة من القائمة بعد أن كان ذلك معمولاً به في الموسم الماضي، وهذه الأندية ليست فقيرة، بل لديها استثمارات وموارد كبيرة، ولكن أجبرت على ضغط النفقات بسبب الأزمة الاقتصادية، فاتحاد كرة القدم يجب أن يقدم المساعدات لأنديته، وهو يعيش على وجودها، ولولاها لما كانت هناك كرة قدم، ولا اتحاد كرة القدم.