“الاغتراب” بريشة فنانين هواة
حمص- البعث
أكثر من ثلاثين شاباً وشابة تتراوح أعمارهم بين ١٤و٢٨ عاماً يجمعهم المعرض التشكيلي للشباب الهواة الذي تقيمه رابطة أصدقاء المغتربين في حمص تحت عنوان: “الاغتراب” في صالة اتحاد الفنانين التشكيليين “صبحي شعيب”، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، يجسّدون فيه رؤيتهم للغربة والاغتراب، وعلاقتها بأحلام الشباب وطموحاتهم ومستقبلهم في ظل الظروف الراهنة القاسية التي يمرون بها في هذا الأوان.
تتباين الرؤى وأساليب التعبير في تجسيد الموضوع، لكنها تتفق بمعظمها في رسم الواقع التراجيدي المؤلم الذي يجعل من موضوع الهجرة هاجس الكثير من الشباب، وهنا نرى بعضهم يختصر الموضوع برسم طائرة أو حقيبة سفر أو قارب متخم بركابه ينتفخ حتى يكاد ينفجر، لكن بعضهم الآخر يبحث من خلال الاشتغال على رمزية اللون وتموضع المفردات التشكيلية للتعبير عن فلسفته العميقة لما وراء الفكرة والمحرض الموضوعي لها، فالحب والحنين للوطن نراه في لوحات تجسّد الوطن طبيعة جميلة وألواناً زاهية، في حين تغرق لوحات أخرى في رمزية اللون الداكن لإحالة الرائي إلى حالة الإحباط، والأفق الضيق، والمستقبل المجهول الذي يشغل تفكير سواد الشباب الأعظم، حيث نرى لوحات برمزية تراجيدية تجسّد الإنسان بصورة مشوّهة تشي بحالة قلق وتشتت وصراع من أجل لقمة العيش تكتنف تفكيره ورؤيته للواقع، وبالتالي تحيله إلى اغتراب داخلي يشوّه إحساسه بقيمة وطنه ومنبته وارتباطه الروحي بمختلف تفاصيله، لوحات تعبّر عن وجهات نظر عفوية أبدع شباب هواة في استخدام الريشة واللون ومختلف الأساليب والتقنيات الفنية للتعبير عنها بمستويات ومهارات متباينة.
في المعرض تحل الفنانة التشكيلية أنيتا فريج كردوس ضيفة شرف من خلال عرض لوحتين تجريديتين بتقنية الرسم الزيتي تعبّر فيهما من خلال تداخل الألوان الحارة والباردة عن مكنونات النفس، وحالة عدم الاستقرار، وغياب الانسجام مع الواقع.