بايدن يحشر أنفه في ليبيا
تقرير إخباري
انخرطت الولايات المتحدة في الملف الليبي من دون أي مقدمات، حيث تتجه إدارة الرئيس جو بايدن لإعادة بلورة إستراتيجية جديدة في ليبيا تختلف عن تلك التي تبناها الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي اعتمدت لغة غامضة وملتبسة. وعلى عكس ترامب، لا تبدو إدارة بايدن متساهلة تجاه الفوضى في ليبيا وهو ما يدلل عليه تصريح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الذي أكد فيه العمل “على تعزيز المساءلة لأي طرف يسعى إلى تقويض خارطة الطريق الانتخابية التي وضعها الليبيون”.
ويمثل 24 كانون الأول 2021، موعداً جديداً لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية اتفق عليها أطراف النزاع خلال اجتماعهم في تونس في تشرين الثاني الماضي. وتراهن الولايات المتحدة والأمم المتحدة على إجراء انتخابات ليبية ذات مصداقية وتوفير الخدمات العامة الأساسية لإنهاء النزاع من خلال عملية سياسية شاملة، بحسب وزير الخارجية أنطوني بلينكن، الذي أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة.
وحتى الآن تستبعد عدة أوساط أمريكية متابعة للملف الليبي لجوء الولايات المتحدة إلى القوة في ليبيا، لذلك من المتوقع أن تفعل واشنطن أدواتها الدبلوماسية والاقتصادية، إذ يمكن اعتبار أن تجميد إدارة بايدن لصفقة بيع طائرات “إف35” للإمارات جزء من الضغط الأمريكي على أبوظبي لوقف تنسيقها العسكري مع روسيا في ليبيا.
لكن بايدن يواجه انقساماً في رؤية الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالكونغرس تجاه الحلّ في ليبيا. فبينما صادق مجلس النواب الأمريكي على “قانون دعم الاستقرار في ليبيا”، في تشرين الثاني الماضي، ما زال القانون معلقاً على مستوى مجلس الشيوخ ذي الغالبية الجمهورية. وينصّ “قانون دعم الاستقرار في ليبيا”، على إعداد قائمة بأسماء المخترقين للقانون الدولي ولحقوق الإنسان في ليبيا، وفرض عقوبات ضد من ارتكبوا جرائم حرب أو جرائم مالية.
هذا النشاط الذي تقوم به الولايات المتحدة حول ليبيا لا يمرّ دون أن تلاحظه موسكو، فقد أشار مصدر دبلوماسي مطلع على موقف الخارجية الروسية، على قناة تليغرام، إلى تلميح المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند بعد اجتماعه بخليفة حفتر، إلى أن واشنطن مستعدة لرؤيته قائداً للجيش الليبي. فكتب: “فمن إذن، يريد الأمريكيون أن يروه رئيساً للدولة التي دمروها؟”.