مجلة البعث الأسبوعية

على وقع استمرار أزمة المياه في دمشق وريفها.. “الكهرباء” و”المياه” تجترحان الحلول

“البعث الأسبوعية” ــ نور قاسم

رغم وعود كل من وزارتي “الكهرباء” و”الموارد المائية” لجهة اجتراح حلول مناسبة، إلا أن أزمة المياه الخانقة في محافظتي دمشق وريفها لم تلق سبيلاً للحل بشكل تام، فالحال لم يتبدل كثيراً عما كان عليه، وقد رصدت “البعث الأسبوعية” من خلال آراء عدد من المواطنين أن المشكلة لا تزال قائمة، إذ أكدوا أن معاناتهم كبيرة جداً نتيجة انقطاع المياه عند وصل الكهرباء، والعكس بالعكس، وتبين أن المناطق المتضررة في دمشق بسبب انقطاع المياه هي أحياء خالد ابن الوليد، والدحاديل، والميدان، والبرامكة “شارع كلية الهندسات”، في حين أن مناطق مثل صحنايا، وجديدة عرطوز، وحفير الفوقا، والحسينية، وقدسيا، والماجدية، وسعسع، والسبينة، في ريف دمشق تشهد أزمة مياه خانقة.

 

مشاريع منجزة

المدير العام لمؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي في محافظتي دمشق وريفها، سامر الهاشمي، أكد أنه خلال الأشهر الفائتة أُنجزت مشاريع عدة لمخارج مياه معفاة من التقنين بكل من الغزلانية، ومشروع سكة المركزي الذي يغذي قرى البيطارية، والهيجانة، وتل مسكن، بالإضافة إلى آبار تغذي معربا، ومركز العقدة الخامسة الذي يغذي مدينة جرمانا، والخزان الثاني الرئيسي بضاحية قدسيا، ومركز جمرايا الذي يغذي خزان جمرايا العالي، وقسم من قدسيا وجبل الورد والهامة.

 

تكاليف كبيرة

ولفت الهاشمي إلى أن العمل جارِ على إدخال مراكز أخرى معفاة من التقنين الكهربائي، أي تزود مضخات المياه بالكهرباء دون المنشآت السكنية، لتخفيف الأحمال على وزارة الكهرباء ومعظمها في ريف دمشق. ويمكن أن يدخل إلى الخدمة قريباً مركزا الريمة والسومرية، حيث يغذي مركز الريمة كلا من صحنايا، وجديدة عرطوز، وقطنا والبلدات المجاورة، الأمر الذي يرتب تكاليف يمكن أن تكون كبيرة على مؤسسة المياه، فبعض المراكز وصلت كلفتها إلى أكثر من ٢٠٠ مليون ليرة.

 

برامج خاصة

وأشار الهاشمي إلى أنه بالتعاون مع مديرية كهرباء دمشق تم التوصل إلى برامج خاصة للمحطات التي تغذي المناطق المرتفعة بمدينة دمشق مثل مركز الوادي الاستراتيجي في المهاجرين إذ زوِّد بـ ١٦ ساعة كهرباء، ومركز المزة ورود الذي يغذي مزة ٨٦ وأحيائها، والفيلات الغربية الذي يحظى بإعفاء ليلي من الساعة ١٢ مساءً إلى الثامنة صباحاً، مؤكداً أنه في حال ظهور أية مشاكل في إحدى المضخات بدمشق تُزود بعض مراكز الضخ ببضع ساعات من الكهرباء، منوهاً بقلة ورود الشكايات إلى مؤسسة المياه من أهالي مدينة دمشق..!

وبالنسبة لحي خالد ابن الوليد بدمشق، وعدم التوازن بين الكهرباء والمياه، بيّن الهاشمي وجود بعض الصعوبات لإيجاد تنسيق في عدد من الأحياء داخل المدينة وأقل فترة تزويد مياه حوالي سبعة ساعات وبالتالي لا بد أن تتوفر الكهرباء خلال هذه المدة..!.

أما في ريف دمشق، فبيّن الهاشمي أنه يوجد فيها آبار موزعة ضمن الأبنية السكنية مثل بلدات ببيلا، بيت سحم، يلدا، سيدي قداد، التواني، رنكوس، صيدنايا ودف الشوك ولا يوجد فيها مشروع إعفاء من التقنين لذلك يتم اللجوء للتنسيق لساعات تزويد كهرباء إضافية في حال كانت الإمكانيات متاحة لدى مديرية كهرباء ريف دمشق.

 

لا إمكانيات

من جانبه مدير الشركة العامة لكهرباء ريف دمشق إياد الخوري بيّن أنه لا إمكانيات للتغذية الإضافية بشكل يومي، فريف دمشق أصعب من مدينة دمشق نظراً لمساحته الجغرافية الواسعة وحمولاته الكبيرة جداً، لذلك في بعض الأحيان لا قدرة لإعفاء بعض المضخات من التقنين، لافتاً إلى أن التنسيق مع مؤسسة المياه ناجح بنسبة ٩٠٪ ضمن الإمكانيات المتاحة، أي عندما تكون المنظومة الكهربائية والتوليد مستقران، وضغط الغاز جيد، حينها يمكن المساهمة بتزويد مضخات المياه بساعات كهرباء إضافية.

وبيّن الخوري أنه يوجد مشروع لخط معفى من التقنين في خيارة الدنون بالكسوة عبارة عن مضخة مياه لخط مباشر إلى المنطقة ليزود بالكهرباء ٢٤ ساعة، ومن المتوقع إنجازه خلال الأسبوع القادم، بالإضافة إلى مشروع محطة الريمة البالغ طوله حوالي ٨ كيلو متر وسيغذي كل من قطنا، عرطوز، الدروشا، صحنايا، الأشرفية والبلدات المجاورة.

وأشار الخوري إلى وجود احتمال كبير لتحسن الكهرباء في ريف دمشق وتالياً تحسن المياه معها في بداية العام المقبل، إذ سيتم إنجاز صيانة عدد من المحطات من المخطط خلال كانون الأول وستدخل إلى الخدمة في كل من محطتي اللاذقية وحلب ليعود بالنفع على ريف دمشق أيضاً، بالإضافة إلى إمكانية توفر مادة الغاز وبالتالي تحسن التوليد.

 

لا علم لديهم

بدوره، مدير الشركة العامة لكهرباء دمشق، هيثم الميلع، لفت إلى التنسيق مع مؤسسة المياه بشكل يومي، وفي حال وجود أية مشكلة بالمياه يمكن تزويد المنطقة المتضررة لوقت محدد إضافي حسب الإمكانيات المتاحة، مبيناً أنه ليس لديهم عِلم بالساعات المتاحة من المياه لكل منطقة بدمشق؛ ففي حال تغذية المياه لمدة ست ساعات ستتوفر الكهرباء لساعتين وسيتمكن الناس من الاستفادة من ضخ المياه، وهناك مشاريع مخارج خطوط مياه معفاة من التقنين يمكن أن تحل أزمة المياه لعدد من المناطق، وخلال فترة قصيرة يمكن إنجاز خط السومرية، مضيفاً أنه طُرحت أيضاً من قِبل مؤسسة المياه اقتراحات لخطوط معفاة من التقنين في كل من آبار اليرموك، إضافة إلى مخرج خاص بالزاهرة معفى من التقنين، مشيراً إلى أن تكلفة هذه المشاريع جداً تتجاوز الـ٦٠٠ مليون ليرة.

 

تواصل دائم

من جانبه، عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق، سمير الجزائرلي، بيّن وجود مشكلة في بعض المناطق نتيجة عدم الانتظام ما بين مؤسستي الكهرباء والمياه لجهة تغذية محطات الضخ، مشيراً إلى التواصل الدائم مع مدير كهرباء دمشق لتغذية بعض المحطات بالكهرباء لبعض الوقت، وإلى التنسيق مع مؤسستي المياه والكهرباء لإعفاء بعض المخارج من التقنين، فمثلاً في الزاهرة وشارع الـ ٣٠ هناك ١٣ بئر ماء تغذي المنطقة الجنوبية بشكل كامل، منوهاً بأن مؤسسة المياه طلبت من وزارة الكهرباء تقسيط التكاليف، وقد تم إرسال كتاب من المحافظة بهذا الخصوص إلى وزير الكهرباء، ولم يرد أي رد للموافقة على التقسيط لهذين المخرجين لإعفائهما من التقنين علماً أنهما سيساهمان بحل أزمة لكثير من المناطق.