النظام التركي يستبق الجولة المقبلة من المباحثات مع قبرص بافتعال أزمة
عاد التوتر بعد أشهر من الهدوء النسبي، إلى منطقة شرق المتوسط، إذ أعلن النظام التركي أنه أبعد سفينة قبرصية بزعم دخولها “الجرف القاري” لأنقرة.
إعلان أنقرة جاء عبر بيان لوزارة دفاع النظام الإثنين، أكد إبعاد سفينة أبحاث قبرصية إلى خارج ما تقول إنه جرفها القاري في البحر المتوسط، أمس الأحد، “بعد أن دخلت المنطقة دون إذن”.
وقالت وزارة الدفاع التركية: تم إبعاد السفينة “نوتيكال جيو”؛ وهي سفينة أبحاث قبرصية ترفع علم مالطا، من الجرف القاري لتركيا، في مطلع الأسبوع بعد تحذيرها من أنها متجاوزة.
وأضافت الوزارة: إن أنقرة أجرت اتصالات دبلوماسية مع مالطا وإيطاليا؛ بلد مالك السفينة، و”رغم هذه المبادرات من تركيا حاولت سفينة الأبحاث نوتيكال جيو دخول الجرف القاري التركي دون إذن. عند هذا الحد، استجوبتها وحذرتها سفينة تابعة للبحرية التركية”، وفق البيان.
ومضى البيان في سرد الرواية التركية قائلاً: “عقب دخول السفينة الجرف القاري دون إذن رغم ذلك، تم إبعاد سفينة الأبحاث من الجرف القاري التركي”.
ولم تعلق السلطات القبرصية على الحادث، الذي يتوقع أن يعقّد الجولة المقبلة من المحادثات بين الدولتين، في العاصمة التركية أنقرة الأربعاء المقبل.
ومنذ عقود، تختلف تركيا مع اليونان وقبرص بسبب تعارض مطالب السيادة في شرق البحر المتوسط والمجال الجوي والطاقة، ووضع بعض الجزر في بحر إيجه.
وبعد توتر استمر أشهراً في العام الماضي وأثار مخاوف من مواجهة مباشرة بين عضوي حلف شمال الأطلسي تركيا واليونان، اتفق الجانبان في كانون الثاني، على استئناف المحادثات لحل خلافاتهما بعد توقف استمر خمس سنوات.
في سياق آخر، كشف الكاتب الأمريكي في مجلة فورين بوليسي ستيفن كوك أن هناك مؤشرات متزايدة على أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان ربما يكون مريضاً لدرجة تمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية في تركيا المقررة عام 2023.
وأشار كوك في مقال له إلى أنه منذ عام 2019 تتجه أنظار الخبراء الأتراك والصحفيين نحو الانتخابات العامة في تركيا المقررة بعد عامين وربما يعود ذلك إلى الهزيمة المهينة التي مني بها مرشحو حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية عام 2019 ببلديات رئيسية من بينها اسطنبول.
كوك أشار إلى أن استطلاعات الرأي التركية كشفت منذ تلك الانتخابات أن شعبية أردوغان باتت ضعيفة رغم هيمنته على المؤسسات السياسية والإعلامية التركية كما أن نسبة قبول أردوغان بين صفوف الشباب تراجعت.
وتابع الكاتب: إن أردوغان قد يبدو بالفعل ضعيفاً قبل انتخابات 2023 لكن ليس بالضرورة إلى الحد الذي يعتقده معظم الناس، لكن هناك مؤشرات على أنه مريض جداً لدرجة لن يكون فيها قادراً على الترشح للانتخابات، مبيناً أنه خلال الأشهر الأخيرة ظهرت مقاطع فيديو تثير التساؤلات بشأن صحته.
وعدّد كوك بعضاً من هذه المقاطع بما فيها فيديو يظهر فيه أردوغان وهو بحاجة إلى مساعدة زوجته وأحد المساعدين خلال نزوله الدرج، ومقطع آخر بدا أنه يواجه صعوبة في المشي وفيديو ثالث حظي بانتباه الكثيرين في تموز الماضي وبدا فيه وكأنه فاقد التركيز وكلماته غير واضحة.
وحسب كوك فقد افترض بعض المحللين أن تركيا في مرحلة ما بعد أردوغان ستشهد انقساماً في حزب العدالة والتنمية بشكل كفيل بأن يفتح طريقاً لانتخابات تنافسية قد يكسبها أي من سياسيي المعارضة التركية الرئيسية مثل منصور يافاس أو أكرم إمام أوغلو الذي أصبح عمدة لاسطنبول.
وتساءل الكاتب الأمريكي: في حال كان أردوغان مريضاً بالفعل وليس الأمر مجرد شائعات فماذا سيحدث، ورأى أن المسؤولين ورجال الأعمال الأتراك لن يخاطروا بمكاسبهم عبر إخضاع أنفسهم لحالة عدم يقين مرتبطة بالسياسات.