نـبـض ريـاضـي.. القرارات الحاسمة قبل التخطيط!
“البعث الأسبوعية” ــ مؤيد البش
بينما تنشغل مختلف المفاصل في رياضتنا بالتحضير لمؤتمراتها السنوية التي ستعقد بعد غياب استمر لنحو عامين، برز خلال الأسبوع الماضي اجتماعان مهمان لرئيس الاتحاد الرياضي العام مع اتحادات الألعاب الفردية ورئيس المكتب المشرف، إضافة لاجتماع آخر مع اتحادات ألعاب القوة ورئيس المكتب المشرف أيضا. وعلى الرغم من أن العنوان العريض للاجتماعين كان دراسة خطط المشاركات الخارجية وإمكانية تحقيق نتائج متميزة إلا أن بعض التفاصيل كانت مهمة لتحديد شكل المرحلة القادمة لهذه الألعاب.
فوفقا لمصادر “البعث الأسبوعية”، فإن كلام رئيس الاتحاد الرياضي أعطى تفاؤلا عاما بنظرة مختلفة للألعاب الفردية وألعاب القوة من حيث الاهتمام والرعاية وتقديم كل مستلزمات النجاح، إضافة لتوفير فرص الاحتكاك اللازمة والمعسكرات التي دائما ما تكون مصدر شكوى ومعاناة، لكن الأمر الملفت – وفق ذات المصادر – كان تأكيد رئيس الاتحاد الرياضي على ضرورة وجود استقلالية في القرار بالنسبة للاتحادات، بعيدا عن سطوة بعض أعضاء المكتب التنفيذي ومحاولتهم فرض رؤيتهم على الاتحادات والتأثير على قراراتها، حيث تمت مطالبة رؤساء الاتحادات بالتمسك بآرائهم بعيدا عن كل الضغوطات.
وهنا، لابد من التنويه بوجود الكثير من المشاكل في بعض الاتحادات التي تم الاجتماع معها منذ فترة طويلة، دون وجود حلول حاسمة من المكتب التنفيذي ورؤساء المكاتب المختصة تحديدا؛ كما يمكن لأي متابع مشاهدة الانقسامات الحاصلة وتحول بعض الاتحادات إلى عناصر متفرقة كل منها يشكو الآخر دون التفات للغاية الأساس، ألا وهي التفكير في مصلحة رياضة الوطن.
وفي ذات السياق، يمكن فهم الاجتماع على أنه اعتراف بجدوى الألعاب الفردية والقوة وقدرتها على حمل رياضتنا إلى منصات التتويج، لكن الأمر في هذا المجال يتطلب أيضا تغييرا سريعا في المعايير وطريقة التعامل، فمن غير المنطقي إيجاد المبررات لمنتخبات كرتي القدم والسلة عندما تخسر في بطولات أو تصفيات قارة آسيا، ولا يسمح لبعض الألعاب أن تشارك في البطولات القارية بسبب تفاوت المستوى وصعوبة تحقيق نتائج، كما أن الحكم على هذه الألعاب لا يمكن أن يحصل من مشاركة وحيدة خلال العام، وبالتالي الوعود بفرص احتكاك يجب أن يشمل أيضا إعطاء الفرص المتعددة قبل الحساب والتقييم.
كما قلنا سابقا، الاجتماعان وما سبقهما هما مجرد خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن الموضوعية تقتضي أن نشير إلى أن التغيير في بعض الاتحادات بات واجبا لا يقبل التأجيل، فإذا كانت الخطط جاهزة والفكرة قائمة لإطلاق مشروع مستقبلي للألعاب الفردية والقوة فإن بعض الاتحادات ليست مستعدة لا للتنفيذ ولا حتى للتفكير بعيدا عن مصالح أعضائها.