مذكرة تفاهم لتأمين المواد الأولية الرئيسية التي تدخل في صناعة مادة الإسمنت
دمشق – محسن عبود
وقعت وزارة الصناعة ممثلة بالمؤسسة العامة للإسمنت ومؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية مؤخراً مذكرة تفاهم في مجال التعاون في تأمين المواد الأولية الرئيسية التي تدخل في صناعة مادة الإسمنت.
المثنى السرحاني مدير عام المؤسسة أكد أنه يجوز التعاقد بالتراضي مع الشركات العامة والمؤسسات العامة والمنشآت العامة مع المؤسسة بما يعود بالفائدة على المصلحة العامة، حيث تم إعطاء الأولوية من خلال توقيع هذه المذكرة لمؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية لتنفيذ الأعمال التي يمكن تقديمها من قبل المؤسسة (تعهيد المقالع – نقل المواد – تجريع كلنكر ) لصالح الشركات التابعة لمؤسسة الإسمنت بموجب عقود بالتراضي بين الجهتين على أن تقوم مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية بتقديم مذكرة تحليلية للأسعار المقدمة من قبلها للأعمال المطلوبة من قبل شركات الإسمنت التابعة للمؤسسة التي بدورها تقوم باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لدراسة هذه الأسعار وفي حال عدم ملائمتها يتم التواصل مع المؤسسة للوصول إلى اتفاق حول تلك الأسعار وفق القوانين والأنظمة النافذة بما يضمن سير العملية الإنتاجية لدى شركات الإسمنت وضمن المدة الزمنية المحددة.
“البعث” استطلعت آراء القائمين على شركات الإسمنت حول أهمية هذه المذكرة وقال المهندس هادي المحمد مدير شركة إسمنت عدرا أن هذه المذكرة كان لها أثر إيجابي كبير في زيادة نسبة الإنجاز في العقود المبرمة مع المؤسسة بما فيها مقالع شركة إسمنت عدرا في مواد الغضار والحجر الكلسي من حيث السرعة في تنفيذ العمل المطلوب وتأمين المواد من كلا المقلعين في الشركة بشكل مستمر ومتجانس من حيث نوعية المواد الداخلة في صناعة مادة الإسمنت. وبين المحمد أن التعاون من خلال هذه المذكرة كان له فائدة كبيرة من حيث الحفاظ على استمرارية وحسن سير العملية الإنتاجية في الشركة من خلال العقود المبرمة بين الجهتين واستمرارية تأمين مستلزمات العمل والمواد الأولية التي تدخل في صناعة المادة.
وأكد مدير إسمنت عدرا أنه تم مؤخراً توقيع عدة عقود بين الطرفين وهي: عقد لتأمين 210 آلاف م3 من مادة الغضار من مقلع الشركة الكائن في عدرا, عقد لتأمين 600 ألف طن من مادة الحجر الكلسي وهي المادة الرئيسية الداخلة في صناعة الإسمنت, عقد نقل 100 ألف طن من مادة الكلنكر من شركة إسمنت طرطوس إلى شركة إسمنت عدرا، ليصار إلى طحنها وإنتاج الإسمنت منها ضمن المواصفات القياسية السورية المطلوبة.
وأشار المحمد إلى أن الشركة في طور توقيع عقد لتأمين 200 ألف طن من مادة البازلت من مقلع الشركة، وأنه في ظل أزمة المحروقات في ضوء الحصار الاقتصادي الظالم على بلدنا لوحظ الفرق بين هذه العقود مع المؤسسة وبين العقود السابقة من حيث السرعة في تأمين المواد الأولية وسرعة النقل لموقع العمل وتنفيذ العمل المطلوب، خاصة أن مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية تمتلك آليات هندسية حديثة جداً وخاصة العفاسات المتنقلة، مما يسهل تنفيذ العقود المبرمة بين الطرفين بأقصى سرعة بما ينعكس إيجاباً على الإنتاج والعمل وزيادة الطاقة الإنتاجية نتيجة الخدمات التي تقدمها المؤسسة لقطاع الإسمنت.
المهندس علي جعبو مدير عام الشركة السورية لصناعة الإسمنت ومواد البناء بحماه بين أن المذكرة الموقعة مع مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية ساهمت في تحسين تأمين المواد الأولية الداخلة في الطاقة الإنتاجية وتأمين المواد بأقصى سرعة، حيث تم رسم علاقة تشاركية من قبل الجهات الوصائية مع القطاعات العامة الأخرى مثل مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية التي تقوم بتوريد أغلب المواد الأولية مع قدرتها على تأمين جميع المواد الأولية للشركة بالشكل الأمثل، وخاصة بهذه الظروف وأهمها مادة المازوت، لافتاً إلى أن الشركة أنتجت خلال تسعة أشهر من هذا العام 585 ألف طن من مادة الكلنكر, وأنتجت800 ألف طن من مادة الإسمنت بحيث بلغت كمية الإسمنت المباعة 815 ألف طن بقيمة قاربت 100 مليار ليرة، وبلغت نسبة التطور في مادة الكلنكر بعد توقيع المذكرة 112 % عن العام 2020 ونسبة التطور بإنتاج مادة الإسمنت 106 % للعام 2020 .
وبين أن الشركة تنتج بالطريقة الجافة الكلنكر العادي والمقاوم للكبريتات والآباري (إنتاج كامل) وتنتج أيضاً الإسمنت البورتلاندي العادي والإسمنت المقاوم للكبريتات والإسمنت الآباري والإسمنت البورتلاندي البوزولاني وصنف 42.5 ، مبيناً أن لدى الشركة مشاريع جديدة أهمها الاستفادة من مخلفات الإنتاج في الشركة وإنتاج وبيع عدد من المنتجات التي تعود بريعية اقتصادية جيدة على الشركة ومنها إنتاج البلوك بمقاسات مختلفة وبكمية إنتاج يومية تزيد عن ألف بلوكة، حيث بلغ عدد الوحدات المنتجة والمباعة حتى تاريخه حوالي 700 ألف بلوكة والشركة بصدد زيادة طاقتها الإنتاجية لوحدة إنتاج البلوك نظراً لتحقيقها ريعية اقتصادية جيدة للشركة كما أننا نبيع المواد الحصوية التي من منتجات العفاس. هذا الإنتاج حققته الشركة بفضل العاملين فيها بالرغم من الصعوبات التي تعترض العملية الإنتاجية وفي مقدمتها صعوبة تأمين مستلزمات الإنتاج الخارجية نتيجة الحصار, والانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي الذي أدى إلى خسائر كبيرة في المعدات والإنتاج بسبب تأثيرها السلبي على التجهيزات والمعدات في الشركة, وصعوبة تأمين مادة المازوت, مع النقص الشديد في عدد العمال وخاصة على خطوط الإنتاج.
وأشار جعبو إلى أن لدى الشركة توجيهات سيتم تطبيقها في المرحلة المقبلة أهمها تحسين المواصفات الفنية للمنتج وتحديث وتطوير الآلات لمواكبة التطورات الفنية والتكنولوجية في مجالات الصناعة وإنتاج أنواع جديدة من الإسمنت وزيادة الحصة السوقية للشركة وتنويع الاستثمارات في الشركة وتنمية الموارد البشرية مما يؤدي إلى تطوير العمل.
وللوصول إلى هذه الأهداف وضعت الشركة برنامج زمني لتطوير العملية الإنتاجية والفنية للشركة وأهمها: أتمتة قسم الفرن في المعمل رقم 2 وأتمتة قسم مطحنة المواد الأولية وسيلوات التخزين في المعمل رقم 2 وأتمتة قسم مطحنة الإسمنت في المعمل رقم 2.