الواجهة البحرية للاذقية حلم مفقود خارج الأولويات والتخطيط
اللاذقية- مروان حويجة
بعد أن باتت الواجهة البحرية لمدينة اللاذقية حلماً مفقوداً، فإن استعادة ما يمكن من ملامح هذه الواجهة، والحفاظ على ما تبقى منها، يشكّلان التحدي الحقيقي لهذه المدينة التي ضاعت واجهتها البحرية وانحسرت لأنها كانت ولاتزال خارج أولويات الطابع البحري والسياحي والبيئي في الخطط والمشروعات والدراسات، وهذا يشير بوضوح إلى تعثّر في التخطيط الذي يحقق هذه المواءمة، وعدم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على الواجهة البحرية لمدينة اللاذقية على المدى الزمني الطويل .
لمعرفة الواقع التقت “البعث” نقيب المهندسين في محافظة اللاذقية المهندس حاتم حاتم للاستيضاح أكثر حول هذه القضية المحورية التنموية والعمرانية والسياحية، حيث أكد أن اللاذقية تعاني من عشوائية واجهتها البحرية من خلال حرمان الناس من الإطلالة، وكذلك الاستثمار غير المدروس للشواطئ الذي حرم الناس من الوصول للبحر، ونظام بناء جائر أعطى ارتفاعات عالية للأبنية المطلة بشكل ما على البحر.
وأشار نقيب مهندسي اللاذقية إلى العوامل التي أثّرت سلباً على الواجهة البحرية، مبيّناً أنه بعد توسع مرفأ اللاذقية في ثمانينيات القرن الماضي، والاستثمار العشوائي للشواطئ، وغياب التخطيط العمراني عن إيجاد مخططات لتنظيم الواجهة البحرية، سواء من خلال أنظمة البناء القاصرة، أو من خلال عدم استثمار الشواطئ بشكل صحيح، فقد ساهم ذلك في حرمان أهالي اللاذقية من التمتع بالواجهة البحرية، أو التغنّي بها، وحلم الكثيرين بإعادتها كما كانت سابقاً، أو إيجاد دراسة جديدة للواجهة البحرية تعيد الألق لمدينة اللاذقية.
وعن مدى إمكانية استعادة مدينة اللاذقية لواجهتها البحرية أوضح المهندس حاتم أنه لابد من إعداد دراسة تخطيطية شاملة لواجهتنا البحرية تشمل إعادة النظر بوجود المرفأ، أو الاكتفاء بما هو قائم، واستثمار ما يمكن استثماره من أراضي المرفأ لصالح تسهيل وصول الناس إلى البحر، وتعديل أنظمة البناء من خلال مخطط تنظيمي لكامل الواجهة البحرية لينظم الاستثمار السياحي، ويسهّل وصول الناس إلى الشواطئ والاستمتاع بها.
وعن دور نقابة المهندسين ومساهمتها في طرح هذه القضية، وتقديم الحلول الممكنة، بيّن حاتم أن النقابة ليس لها دور تنفيذي، ولذلك تم تنظيم أكثر من ندوة علمية ومحاضرة حول أهمية مدينة اللاذقية وواجهتها البحرية لتسلّط الضوء على واجهتنا البحرية، وتضع العديد من المقترحات والتوصيات التي تصلح لتكون البداية لدراسات جدية حول تحسين الواجهة البحرية.