“خواطر قد تسر الخاطر”
حمص- سمر محفوض
ضمن نشاطات الملتقى الثقافي اليسوعي في حمص ألقى الدكتور قصي الأتاسي محاضرة بعنوان: “خواطر قد تسر الخاطر”، تضمنت مجموعة من الخواطر نشرها الدكتور الأتاسي في الصحف السورية، حملت عناوين: “ماذا ومتى؟”، و”الدبلان والمتنبي”، و”خواطر دائرية”، و”مدير الناحية والعفاريت”، قدمها بأسلوبه الأدبي، حيث عرّف الخاطرة بأنها نوع أدبي نثري تتميز عن المقالة بأن موضوعها حياتي واجتماعي راهن، بالإضافة إلى الخفة والسرعة والرشاقة، أسلوبها سهل وسلس وعذب، لا غرابة ولا صعوبة فيه، وأشار إلى أن ما يميّز الخاطرة أنها لا تطول كما تطول المقالة، هي ابنتها المظلومة على الساحة الأدبية، لافتاً إلى أن الظروف الراهنة أدبياً لا تشجع الأدب الحقيقي، وربما هي في بعض حالاتها تقف ضد الشعر وبقية الأنواع الإبداعية، ومن جملتها الخاطرة، مضيفاً بأنه مع الأسف قلّ كتّاب الخاطرة قلة محزنة، ولذلك يندر أن نرى خاطرة تبلّ الخاطر، وهي على الأغلب لا تشغل إلا عموداً أو عمودين، ولفت إلى وجود الكثير من الكتّاب السوريين الذين برعوا في كتابة فن الخاطرة أمثال: محمد الماغوط، وزكريا تامر، كما طرح الأتاسي مجموعة أسئلة في الخاطرة والمقالة مفادها: نحن مطالبون بالفرز والانتخاب، منوّهاً بأن كاتب المقالة يجب أن يكون سريع البديهة، خفيف الظل.
ثم عرض المحاضر أربع خواطر قارن في الأولى “المعري في الحديقة” بين حديقتي المعري والجاحظ، ليصل إلى المقارنة بين الكاتبين، وفي الخاطرة الثانية “الدبلان والمتنبي”، وكيف أطلق اسم المتنبي على الشارع الذي يصل بين الساعة الجديدة ومقهى الدبلان بحمص، وكيف غلبت التسمية الشعبية “الدبلان”، لتظهر الخاطرة الثالثة التي حملت اسم “خواطر دائرية” أهمية الدائرة من حيث إنها الكمال والغنى والإحاطة وليس الإغلاق، ليس لها أول ولا آخر، هي المسيرة الحياتية الخالدة من ميلاد وحياة وموت عند الإنسان والحيوان والنبات، راصداً بعض الظواهر التي تتخذ شكلاً دائرياً مثل: دوران الأرض وحولها الأفلاك، والرحى، ودائرة المعارف، وخاتم الزواج، والدورات التعليمية، ودورات الطباعة، والدوران في حلقة مفرغة، لتحمل الخاطرة الرابعة عنوان: “مدير الناحية والعفاريت” التي قدم فيها شرحاً لأسباب عزل وزير الداخلية لمدير الناحية لإيمانه بالخرافات والأوهام وترويجها، ولضعفه في إتقان اللغة الفصحى.
الدكتور قصي الأتاسي، ولد في مدينة حمص، وحصل على إجازة في اللغة العربية عام ١٩٥٣ في دمشق، ودرّس في جامعة البعث لسنوات عديدة، وصدر له (12) كتاباً في الترجمة عن الفرنسية، كما صدرت له مجموعة شعرية بعنوان: “لهاث السؤال”، وستصدر له قريباً مجموعة ثانية بعنوان: “ومايزال السؤال يلهث”، وعمل في تدريس اللغة العربية في سورية ولبنان.