صحيفة البعثمحافظات

مناهج اللغة “ايمار” بين عدم الرضى والتسرّع.. و”التربية” تختار التأليف كي لا تدفع ٣٠ ملياراً

لم تلق مناهج اللغتين الانكليزية والفرنسية لهذا العام رضى المدرّسين، ومن ثم الطلاب، لاسيما بعد أن قامت وزارة التربية بطباعة سلسلة ايمار لهذا العام وفق رؤية تربوية من خلال مركز تطوير المناهج في الوزارة.

اصطدام بالواقع 
عدم الرضى والاعتراض جاءا على لسان مدرّسين ومختصين في اللغة الانكليزية، معتبرين في حديثهم لـ “البعث” أن وزارة التربية لم تراع عملية التدرج رويداً رويداً في عملية التأليف، ليصطدم المنهاج بأرض الواقع، وصعوبة فهم وشرح المفردات بالنسبة للصفوف الدراسية، خاصة في المرحلة الثانوية.
وتساءل مدرّسون: هل من المعقول أنْ يزج بمنهاج لأول مرة، ويقدم مباشرة بلا مقدمات أو ممهدات، إذ إن المدرّس لا يعرف كيف سيتعامل معه، في ظل صعوبة الكلمات والجمل التي سيق بها إلى الطلاب بطريقة غير مفهومة؟.
وكشف مختصون عن تسرّع وزارة التربية في إدراج هذه المناهج بكل الصفوف الدراسية من دون إقامة دورات تدريبية للمدرّسين، والاطلاع على المناهج ومناقشتها معهم.

مجبر أخوك لا بطل 
مديرة مركز تطوير المناهج في وزارة التربية الدكتورة ناديا الغزولي أوضحت أن الوزارة قامت بتنزيل نسخة تجريبية على صفحة المركز لأكثر من شهر، وطلبت من جميع المختصين والمدرّسين الاطلاع عليها، وإبداء الملاحظات، وبناء عليه تمت طباعة المناهج بعد الأخذ بجميع الاقتراحات البناءة التي تصب في صالح التطوير الصحيح.
وزارة التربية عندما أقدمت على طباعة هذه السلسلة لمادتي اللغة كانت مجبرة بعد تحكم أصحاب دور النشر والحقوق بسعر نسخ المناهج السابقة التي تعجز التربية عن تأمين المبالغ المطلوبة، إذ كشفت الغزولي عن مبلغ ٣٠ ملياراً تقريباً قيمة النسخة الكاملة لهذا العام، ما وضع التربية أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الشراء وهذا مستحيل، أو تأليف مناهج خاصة بوزارة التربية، علماً أن وزارة التربية اشترت النسخة من أصحاب حقوق النشر منذ سنوات بـ ٨ مليارات، قيمة ٤ ملايين نسخة فقط.

تعميم على الكل 
وبحسب الغزولي، بادرت الوزارة بتأليف سلسلة ايمار لهذا العام التي تدرّس في أغلب المحافظات وفق ما أوضحته مديرة مركز التطوير.
ولفتت الغزولي إلى تعميم المنهاج على المحافظات المتبقية، خاصة المنطقة الشرقية ليكون منهاجاً معتمداً في كافة المدارس السورية في جميع المحافظات اعتباراً من العام القادم.

مدرّسون ومصالح 
وحول صعوبة المنهاج وعدم فهم المفردات من قبل المدرّسين والطلاب، لم تخف الغزولي وجود بعض المدرّسين لم ترق لهم هذه العملية، لاسيما أنهم يدافعون عن المناهج السابقة لمصالح شخصية، وارتباطات مع أصحاب حقوق النشر، المناهج المعتمدة على مدار السنوات الماضية، مؤكدة أن المناهج سلسة ومؤلفة بعناية فائقة بعد التشاور مع خيرة المختصين والموجّهين الأوائل في الوزارة، داعية المدرّسين إلى تكثيف الجهود والمتابعة وعدم الوقوف على أطلال المعلومات السابقة، فالمدرّس مطلوب منه مواكبة عملية تطوير المناهج، والكلام لمديرة المركز.

النسختان متطابقتان
وحول تضارب المعلومات ما بين النسخة الورقية والنسخة الالكترونية الموضوعة على صفحة المركز، بيّنت غزولي أن النسختين متطابقتان، لكن هناك مدرّسين دخلوا إلى النسخة التجريبية الأولى قبل التعديل .
ورحبت الغزولي بأي ملاحظة أو فكرة أو رأي حول المناهج بشكل عام، وستتم دراستها والأخذ بها في حال كانت تتماشى وتواكب عملية تطوير المناهج، وتصب في صالح العملية التعليمية.

علي حسون