هموم المواطن تتوالى مع تقلب الفصول وشتاء قاس بجيوب خاوية
اللاذقية – رانيا قادوس
تتوالى هموم المواطنين وتزداد معاناتهم وأزماتهم المادية مع تقلب الفصول إذ يودعون صيفا” حارقا” بأزمة مياه ليستقبلوا خريفا” حزيناً” ضاغطا” بأسعاره الكاوية، من أحذية وحقائب للمدارس وألبسة إضافة إلى شهر “الميم” والمتطلبات الكثيرة مع ارتفاع الِأسعار وخاصة لوازم الشتاء .
ومع كل هذا فالحكاية لم تنته بعد لأن المواطن المغلوب على أمره يقابل كل هذه التحضيرات والتجهيزات لموسم الشتاء الثقيلة الثمن، بجيوب مفلسة لا تصمد أمام ارتفاع الأسعار الجنوني لأغلب هذه المستلزمات الضرورية .
واجهات متخمة
تمتلئ هذه الأيام واجهات المحلات التجارية بالألبسة الشتوية، بكافة أنواعها وألوانها وأزيائها مع اقتراب قدوم الشتاء ، لكن أسعارها الكاوية تلجم المواطنين عن الشراء إلا للضرورة القصوى وتحت رحمة الحاجة، فسعر الجاكيت لا يقل عن 50 ألف ل. س للصغار ، أما الكبار فحدث ولا حرج يصل مايقارب 80 ألف ل. س ، وسعر البيجاما الولادي 25ألف والكبار 40 ألف ناهيك عن سعر الأحذية التي تتراوح بين 40 و 70 ألف ل.س ، هذا الارتفاع الفاحش للأسعار في كافة السلع والمنتجات الضرورية، التي تتطلبها الأسرة خلال فصل الشتاء أدى إلى انخفاض القوة الشرائية لدى المواطنين ، إذا لم نقل انعدامها فالشتاء القاسي ببرده وأمطاره وعواصفه الثلجية القادمة، لن يكون أشد قسوة من هذه الأسعار الباهظة لمستلزمات الأسرة خلال موسمه، كالتدفئة والحرامات والسجاد التي فاقت أسعارها كل تصور فبلغ سعر متر السجاد في السوق بين ( 55000 و 95000 ألف) أما المدافىء فقد بلغ سعر المدفئة صغيرة 90 ألف ، ليشكل عبئا” ثقيلا” على دخل المواطن المحدود خاصة الموظف الذي يعتمد في عيشه بشكل أساسي على راتبه الشهري.
آراء أرباب الأسر
يقول العم أبو محمد – ربّ أسرة : لا يمكن تخيل الحالة الصعبة التي وصل إليها المواطنون ، مع هذا الارتفاع الجنوني للأسعار فنحن في البيت مثلا” ، كان جلّ اعتمادنا على مؤون الشتاء نعدها للأيام القادمات من مكدوس ولبنة وزيت وزيتون وبرغل .. إلخ ، هذا العام لم نحضر شيئا” يذكر وإن فعلنا فهي تكفي لشهر أو أثنين ليس أكثر ، لأن تكلفة تصنيعها يفوق طاقتنا المادية، ولم نتحدث عن التدفئة وتوفير المازوت وشراء الألبسة الشتوية للأولاد ، وسؤالنا برسم الجهات المعنية أين دورها الفعال في ضبط أسعار الأسواق وكبحها .
وتتساءل السيدة لمياء قبرصلي كيف نتدبر أمورنا في ظل الغلاء الجنوني للأسعار وخاصة المواد الغذائية إذ وصل سعر بيدون الزيت إلى 250 ألف ل.س حتى الزيت البديل (الأونا) فقد من الأسواق، مستغربة كيف يكفي خمسون ليترا” من المازوت حاجة الأسرة خلال الشتاء ولاسيما أبناء الريف الجبلي والبرد القارس فهذه الكمية لا تكفي أسبوعاً واحداً.
المواطن مصطفى غانم قال: الراتب لا يتجاوز 70 ألف ل.س وسعر الجاكيت أقل مايمكن 50 ألف ل.س ، والبيجاما الولادي لاتقل عن 25 ألف ل.س أما للكبار فأقلها 40 ألف ، والأحذية الشتوية لاتقل عنها غلاء” ولم نتحدث عن الطعام والشراب والأدوية وبقية الالتزامات الأخرى ، حتى المؤونة التي كانت الداعم الأساسي لنا في شتاء الأيام الباردة وهي أبسط حاجيات الأسرة المجهزة يدويا” والمحضرة للشتاء ، لم تعد متوفرة لدينا باختصار بيوتنا خاوية لا مؤونة فيها .
التدخل الإيجابي !
مجد قرقماز مدير مجمع أفاميا للسورية للتجارة أوضح أنه في كل سنة مع بداية فصل الشتاء يفتتح معرضا” للسجاد والمدافئ ، بهدف كسر سعر السوق والتدخل الإيجابي لصالح المواطنين، حيث توضع أسعار مدروسة بدقة تخدمهم وتلبي احتياجاتهم التي يتطلبها موسم الشتاء ، بأسعار مخفضة بنسبة 25 إلى 30 % ، وكذلك بالنسبة للمدافئ فهي مخفضة عن السوق بفارق 15 % .
دور “حماية المستهلك”
حول دور التموين وأهميته في مراقبة الأسعار وضبطها أفادنا المهندس أحمد زاهر رئيس دائرة حماية المستهلك باللاذقية بأنه يتم مراقبة الأسواق لضبط أسعارها ومعاقبة المخالفين ، من خلال تسيير دوريات مكثفة وموزعة على كامل جغرافية المحافظة ، حيث تتم متابعة الفواتير وبيانات الكلفة سواء للمنتج أو للمستورد ، وكذلك يتم مراقبة الإعلان عن الأسعار ومطابقة الفواتير لبائع المفرق وبائع الجملة وللمستورد أيضا” ، لمعرفة مدى مطابقة السعر للبيانات المقدمة وفي حال وجود أي خلل يتم تنظيم الضبط التمويني اللازم ، وإحالته إلى القضاء أصولاً