في قضية نادي الوحدة.. البحث عن المؤسسة أم البحث عن الأشخاص؟!
ناصر النجار
حسمت القيادة الرياضية موقفها من إدارة نادي الوحدة الرياضي، أكبر الأندية في سورية، وأكثرها استثمارات، ومواقع جيدة، ومساحات كبيرة، فتمت إقالة الإدارة وتعيين لجنة مؤقتة تدير شؤون النادي ريثما تتم الدعوة لانتخابات جديدة، أو يتم تعيين إدارة بديلة، والأسباب الظاهرة، حسب القرار الذي أصدرته القيادة الرياضية، أن حل الإدارة جاء نتيجة استقالة ستة أعضاء منها قبل ثلاثة أشهر، واستقالات الأعضاء جاءت بسبب تفرد رئيس النادي بالقرار، وعدم عقده اجتماعات دورية لمجلس إدارة النادي، وإبرامه العقود والصفقات وتحرير النفقات دون علم أحد من أعضاء النادي.
قضية نادي الوحدة أخذت حيزاً كبيراً من الجدل والنقاش، خاصة أن إدارة النادي تعتبر معطلة منذ ثلاثة أشهر بسبب الاستقالات التي تحدثنا عنها، وضمن هذه الفترة، أبرم رئيس النادي الكثير من العقود مع الكوادر واللاعبين، وأنفق من المال الكثير دون أن يكون ذلك ضمن الأطر القانونية، لذلك فإن البعض يضع اللوم على المكتب التنفيذي الذي استمهل اتخاذ قرار الحل في هذه الأشهر دون أي وجه قانوني.
ودوماً كانت الحجة ظهور نتيجة التفتيش المالي وتقرير الرقابة والتفتيش بقضية عمر خريبين، والأموال التي أضاعها رئيس النادي من خلال تصرفه الفردي، وعدم مراعاة المصلحة العامة، أو مشورة أعضاء مجلس إدارة النادي، وعلى كل حال أن تأتي متأخراً خير من أن يستمر الحال معطلاً إلى ما لا نهاية، وكانت غلطة الشاطر بألف قد ارتكبها رئيس النادي بتصرفاته الفردية فألحقت الأذى بالنادي، ولو أنه بقي في ذاكرة الناس لاعباً دولياً لكان خيراً له، ولكن على ما يبدو، كان العمل الإداري أكبر من حجمه، خاصة أنه ترك إرثاً ثقيلاً من الديون على النادي، وهناك الكثير من العقود للاعبين والكوادر، إضافة للرواتب الشهرية التي لم تسدد سابقاً، ستضع النادي في حرج ما بعده حرج!.
ومن الأمور التي ليست خافية على أحد تعاقده مع عدة لاعبين بكرة القدم منتهي الصلاحية، ومنهم من يحمل إصابة مزمنة بمبالغ عالية جداً، وما هو مؤكد أن فريق السيدات بكرة القدم كلّف النادي مئتي مليون ليرة سورية، وهو ما يعادل كلفة ثلاثة فرق بالممتاز، وعشرة فرق بالدرجة الأولى، فالهدر كان عنوان النادي وهو على شفير الإفلاس، فضلاً عن سياسة التهجير الممارسة لأبناء النادي من اللاعبين والكوادر الذين لم يدينوا لرئيس النادي بالولاء والتبعية.
نادي الوحدة ناد كبير بتاريخه وإنجازاته والبطولات التي يحملها، ولم يضف رئيس النادي أي إنجاز جديد له، فمن الطبيعي أن تكون فرق الوحدة بين الأوائل في كرات القدم والسلة والطائرة، استناداً إلى الصرف الخيالي المبالغ به، ولكن من غير المنطقي أن يكون الفريق كلّف أكثر من مليار ليرة ويخرج الموسم الماضي خالي الوفاض من البطولات بكرة القدم، فحامل كأس الجمهورية جبلة لا يملك ربع ما يملكه الوحدة، ومثله بطل الدوري تشرين، وفضلاً عن ذلك، كاد فريق الشباب أن يهبط للدرجة الأدنى، ولم تكن فرق الناشئين والأشبال أفضل حالاً، وهناك الكثير من الأشخاص بطبيعة مصلحية يجدون أن النادي خسر برحيل رئيس النادي، ونحن لن نعلّق على هذا الموضوع، ولكن بقناعتنا أن نادي الوحدة مؤسسة كبيرة لا ترتهن لأشخاص.