ليندا بيطار: أنا حريصة على التنوع لأرضي كل الأذواق
نثرت ليندا بيطار العطر على جمهور الأوبرا، في الحفل السنوي الذي أُقيم على مدى يومين، واتصف بالجماليات على صعيد الغناء والموسيقا والغرافيك التعبيري والتوثيقي والإضاءة المبهرة بمشاركة الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، وحضور البيانو-العازف إياد جناوي- في أغلب الأغنيات ودور النحاسيات الخاص والناي والأكورديون في مواضع إضافة إلى تشكيلة الفرقة، التي قدّمت أيضاً مقطوعة للموسيقا الآلية من تأليف المايسترو عدنان فتح الله.
وقد نوّعت بيطار بترتيب الأغنيات من قوالب غنائية مختلفة ومدارس متعدّدة بين المعاصرة والتراث والطربية، فحيّت الجمهور بمرافقة الفرقة والكورال بأغنية فيروز “ارجعي يا ألف ليلة” وعلى تأثير صولو الناي ثم الأكورديون توقفت “لو كان قلبي معي” ثم تابعت مع الفرقة. ومع نغمات البيانو ومن ثم البزق والغيتار والأكورديون والفرقة غنّت أغنيتها الشهيرة “ملبك” لتصل إلى الجملة الرائعة صوتاً وموسيقا “قولها أنا بحبك”.
وضمن المعاصرة أيضاً غنّت لجوليا بطرس “البحر الهادي”، ثم انتقلت للغناء باللغة العربية الفصحى لقصيدة ابن الفارض “أخفي الهوى ومدامعي تبديه” ألحان وتوزيع المايسترو فتح الله تابعت من خلالها دعم المواهب الشابة، فقدّمت عازف الكمان الطالب في السنة الخامسة في المعهد العالي للموسيقا فادي فركوح ليرافقها على الكمان، فبدأ بالعزف المنفرد ثم تابع مع الفرقة، وأبدعت بيطار بالانتقال بمستويات طبقات الصوت، ولاسيما في “واعطف على قلبي لأنك فيه” لتأتي القفلة مع فركوح وشفافية الكمان.
الأميرة الحاضرة الغائبة
قدمت في الحفل صور توثيقية لمسيرة الراحلة ميادة بسيليس والتعليق الصوتي على فنها الكبير الذي تفتخر به سورية، فغنّت بيطار للأميرة الحاضرة رغم الغياب “على عيني” وسُبقت بصولو الأكورديون والإيقاعات. وبدا دور النحاسيات والموسيقا المختلفة لزياد الرحباني وتداخل البيانو مع الجمل الموسيقية القصيرة والمتلاحقة في أغنية “انشا الله ما بو شي”.
وقدمت بيطار لوحة منفردة شكّلت مع نغمات الساكسفون ونغمات البيانو وصوت التشيللو الرخيم توليفة رائعة مع صوتها بغنائها أغنيتها “ورد ونيسان” متلك متل نيسان عطر ودفا وورد بتبلش بكذبة، وغنّت “يمة يا يمة” تخللها فاصل إيقاعي، ومنها إلى وصلة من التراث السوري سمّتها “مزيج شامي” تتالت فيه المقتطفات “عالمايا، عا الروزانا، ومن الشباك” وغيرها.
وأعاد الغرافيك التوثيقي الجمهور إلى موسيقا الزمن الجميل ومحطات من مسيرة كوكب الشرق تزامنت مع صوت بيطار في رائعة “عودت عيني على رؤياك” وفي الختام أهدت جمهورها أغنية “مسيناكم” لصباح بمشاركة الارتجالات الإيقاعية.
تخلّلت الحفل مقطوعة للموسيقا الآلية وهي أحدث ما ألّفه المايسترو عدنان فتح الله، وربما تكون بداية سلسلة لمقطوعات قادمة بعنوان “دبكة رقم 1” موزعة أوركسترالياً، وتُبنى على ضربات الطبل الكبير والمجموعة الإيقاعية المتداخلة مع التوزيع على مساحة آلات التخت الشرقي تمهيداً لامتدادات الوتريات، وفاصل التشيللو والكمان والقفلة القوية مع الطبل الكبير والفرقة.
التنوع بالبرنامج
على هامش الحفل الذي قدّم له الإعلامي باسل محرز، أوضحت ليندا بيطار في حديثها مع “البعث” بأنها في كل عام وفي الموعد ذاته تلتقي جمهورها المحب. وتابعت: أكون حريصة جداً على برنامجي الذي أنوّع فيه لأرضي أذواق جميع الأجيال، وأحاول أن أقدم الأغنيات بطريقتي الخاصة.
وعن غنائها للراحلة الكبيرة ميادة بسيليس أضافت: لقد تركت لنا إرثاً كبيراً لا يمكن أن ننساه ولا يمكن إلا أن يكون أثّر بكل شخص سوري، فمن واجبنا أن نغني لها وحاولت أن أغني الأغنية كما هي حتى أنقلها بأمانة، وأتمنى أن نحمل جميعاً رسالتها. أما عن مشروعاتها القادمة فتستعد لإطلاق أغنيات جديدة، منها لرواد زكور وتوزيع ناريك عبجيان، كما يوجد تعاون مع إلياس كرم توزيع المايسترو فتح الله.
وتحدث المايسترو عدنان فتح الله عن مقطوعته دبكة رقم 1 القائمة على وزن وميكسات الدبكة وعالجها أوركسترالياً بطريقة مختلفة، وهذا واجب على كل موسيقي سوري أن يأخذ من التراث دون تشويهه وتقديمه أوركسترالياً.
ملده شويكاني