المشافي تتجاوز نسبة الـ25% المسموح بها عالمياً في العمليات القيصرية
دمشق- لينا عدره
ازداد في الفترة الأخيرة عدد الولادات القيصرية التي تفرض العديد من الأعباء المادية، سواء على الأسرة أو على المؤسّسات الطبية، نتيجة إجراء هذه العمليات، هذا عدا عن الأخطار والمضاعفات الصحية التي قد تتعرّض لها الأم والجنين.
ووصلت النسب العالمية لإجراء هذا النوع من العمليات تقريباً إلى 25 بالمئة، تمّ تحديدها من قبل منظمة الصحة العالمية، وهي نسبٌ لا ينبغي تجاوزها، وفق ماقاله الدكتور رفائيل عطا الله مدير مشفى الزهراوي، الذي أشار إلى أن النسب التي حدّدتها منظمة الصحة العالمية غير مطبقة في سورية رغم أن الهدف الأسمى لعمل أطباء التوليد هو خفض معدل مرض ووفيات الأمهات، وخاصةً مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في العمليات القيصرية، ليس في سورية فحسب وإنما في منطقة الشرق الأوسط “ككل لبنان مصر العراق إيران.. الخ”، لافتاً إلى أن زيادة العمليات القيصرية عالمياً جاءت لأسباب كثيرة كزيادة معدلات البدانة عند النساء، إضافة إلى تأخر سن الزواج الذي يزيد احتمال إجراء القيصرية، هذا إضافة إلى التطور الكبير الذي شهده طفل الأنبوب، وما نتج عنه من زيادة معدل حدوث الحمول المتعدّدة، الذي ينتهي بقيصرية.
واعتبر الدكتور عطا الله مشفى الزهراوي المشفى الوحيد في سورية الذي يعمل ضمن النسب العالمية للعمليات القيصرية، بمعدل يتراوح بين 20 إلى 25 بالمئة، ليماثل بذلك النسب المحدّدة عالمياً، مضيفاً أن نظام عمل المشفى الأساسي هو نظام الولادة الطبيعية، ولا يتمّ إجراء أية عملية قيصرية إلا باستطبابها.
وهنا يضيف عطا الله أن أحد أهم الأسباب التي لا يمكن إغفالها في إجراء العمليات القيصرية هو رغبة المريضة إضافة إلى التوجّه الطبي لدواعي تجارية، فتكلفة وأجرة الطبيب في الولادة الطبيعية أقل بكثير من القيصرية، عكس ما هو موجود في الغرب الذي يشجّع على الولادة الطبيعية، مضيفاً أن الخلل بالموضوع يكمن في أن السيدة وخلال فترة الحمل لا تكون مهيأة ولا مستعدة نفسياً لموضوع الولادة الطبيعية.
ويرى عطا الله أنه يتوجّب علينا أن نوسّع ثقافة السيدات بموضوع الولادة الطبيعية، ورعاية الحمل حتى تصل السيدة لموعد ولادتها مهيأة بشكل جيد للولادة الطبيعية.
وأشار إلى أن أحد أهم أسباب وفيات الأمهات خلال فترة الولادة يعود إلى وجود المشيمة المندخلة التي يسبّبها ازدياد عدد القيصريات، حيث وصلت معدلات الوفيات عالمياً بالمشيمة المندخلة إلى 8 بالمئة!، ومن هنا تأتي أهمية التشجيع على الولادة الطبيعية.
وأوضح عطا الله أن إدارة مشفى الزهراوي تلتزم بنظام الولادة الطبيعية، لأنه الأساس في عمل المشفى، وقد عملت إدارة المشفى على إجراء الولادة الطبيعية بعد سوابق قيصرية، وحقّق ذلك نتائج مميزة فيه، حيث وصلت النسبة إلى 60 بالمئة من نسبة السيدات اللواتي يلدن ولادة طبيعية بعد ولادة قيصرية، وهو ما يخفّف من عدد القيصريات، التي يتراوح عددها يومياً بين 4 عمليات قيصرية إلى 8 قيصريات، مقابل نحو 16 ولادة طبيعية.