إثراء مفهوم المثقف إنسانياً.. ندوة في “كُتّاب دير الزور”
دير الزور- خالد جمعة
لعلّ المثقف في مفهومنا ناقدٌ اجتماعيٌّ، “همُّه أن يحدِّد، ويحلِّل، ويعمل من خلال ذلك على المساهمة في تجاوز العوائق التي تقف أمام بلوغ نظام اجتماعي أفضل، نظامٍ أكثر إنسانية، وأكثر عقلانية”، كما أنه الممثِّل لقوَّةٍ محرِّكةٍ اجتماعياً، يمتلك من خلالها القدرةَ على تطوير المجتمع، من خلال تطوير أفكاره ومفاهيمه الضرورية، هذا ما استهل به الأستاذ أحمد العلي مدير الثقافة بدير الزور حديثه خلال إدارته لندوة بعنوان “المهام الإنسانية للثقافة والمثقف”، أقامها فرع اتحاد الكتّاب العرب بدير الزور.
تحدث رئيس فرع اتحاد الكتّاب العرب عدنان العويد في محوره بالقول: يبقى مفهوم المثقف إشكالياً في طبيعته وسماته وخصائصه، والدور المنوط به تاريخيّاً كحامل للمعرفة، وممارس لها في هذه الحياة كقوة ليس لها حدود، إلا حدود قيم المثقف ذاته ومدى ارتباطه بالإنسان وقضاياه المصيريّة، والمثقف في سياقه العام، هو من امتلك المعرفة وتعامل معها عقلانيّاً.
وأضاف العويد: دور المثقف هو تنمية الثقافة التنويريّة العقلانيّة، وتأصيلها في عقول المواطنين، فالمثقف عموماً يقرّ بأن المعرفة سلاح يجب أن يكون له وظيفته في هذه الحياة من أجل تقدم الإنسان عموماً وتحقيق سعادته وتخليصه من أوهامه وضياعه واستلابه والقهر الذي مورس عليه ولم يزل.
بدورها عرّفت طليعة الصيّاح أستاذة التاريخ العربي الحديث والمعاصر في جامعة الفرات المثقف ومهامه ومسؤولياته ودوره في الأزمات والحروب والوسائل والأساليب التي يستخدمها لإيصال رسالته قائلةً: المثقف يملك الكثير من الثقافة تؤهله للنظرة الشمولية، وقدرٍ من الالتزام الفكري والسياسي تجاه مجتمعه، ويستطيع المثقف الفصل بين تهذيبات القول وتجليات الفكر، بين الثقافة وعدم الثقافة، بين التحضر والتطور.
وتابعت الصياح: يتجلّى مفهوم المثقف بشكل عام في الدور الإيجابي الذي يلعبه، ومن شأنه تسليط الضوء على كل مايخالف انكسارات المجتمع خلال فترة الأزمات، لذلك مهمته عميقة ومتزنة، وتتجلّى رسالة المثقف اجتماعياً في تنمية الوعي وتحريك عجلة التطور، فهو الحامل الرئيسي لمكونات المجتمع وبالتالي النهوض به فكرياً واجتماعياً واقتصادياً.