جناح المؤلفين: احتضان مكتبة الأسد للكتّاب المستقلين
يحتضن جناحُ المؤلفين في معرض الكتاب السوري مؤلَّفات الكتّاب المستقلين الذين أصدروا كتبهم على حسابهم الشخصي دون تبنيها من دور نشر حكومية أو خاصة، وتشير لمى خولاني مديرة الجناح إلى أن جناح المؤلفين تتبناه مكتبة الأسد الوطنية، وهو موجود في كل المعارض التي تُقام في المكتبة، ومخصّص لإصدارات المؤلفين الجدد والمخضرمين الذين يصدرون مؤلفاتهم على حسابهم الشخصي دون تبني دور النشر لهم، موضحة أنه دائماً ومع بداية الإعلان عن معرض الكتاب يتقدّم الراغبون بالتعريف بكتبهم بغية المشاركة في المعارض ضمن جناح المؤلفين، مبينة أنه لا شروط خاصة للمشاركة ضمن هذا الجناح سوى أن تكون هذه المؤلَّفات قد طُبِعَت على حساب أصحابها ولم يسبق أن قامت دار نشر بنشرها أو عرضها، إضافةً إلى الشروط العامة التي تنطبق على أي إصدار، مع الأخذ بعين الاعتبار الخطوط الحمراء المعروفة.
وأشارت خولاني إلى أن الجناح هذا العام يضمّ 12 مؤلَّفاً، بعضها لأسماء معروفة مثل د. فوزي الشعيبي، والشاعر سليمان السلمان، والباحث معن النقري، إضافة إلى مجموعة من الكتب لناشئين في مجال الكتابة قاموا بتدوين أفكارهم الجميلة ليتمّ عرضها حصرياً عبر هذا الجناح مثل الكاتبة نيفين عبد الرؤوف التي لها عدة مؤلَّفات ضمن هذا الجناح، إضافةً إلى كتاباتٍ أخرى مثل كتاب “كيف تهزم البكالوريا” وفيها يلخص الكاتب تجربته مع البكالوريا والنجاح فيها رغم ظروف صعبة مرّ بها ليستفيد منها طلاب آخرون في هذه المرحلة. كما يضمّ هذا الجناح إصدارات مكتبة الأسد من ببلوغرافيا وكشافات تحليلية، وفهارس المخطوطات العربية التي تصدر على مدار العام فتُعرض في المعرض لبيعها للباحثين والمهتمين.
أصغر روائية
وتشير الكاتبة نيفين عبد الرؤوف التي تشارك في معرض الكتاب السوري ضمن جناح المؤلفين، وقد حافظت على لقب أصغر روائية في المعرض إلى أهمية وجود هذا الجناح في كل معرض، حيث أتاحت مكتبة الأسد من خلال وجوده للمؤلفين السوريين غير التابعين لدور النشر عرض مؤلفاتهم، وهي اليوم تشارك للمرة الرابعة ضمن هذا الجناح، حيث شاركت في السابق ضمن معرض الكتاب الدولي في مكتبة الأسد، واليوم تشارك من خلال كتابها “تكلمي” وهو عبارة عن نصوص متفرقة (خواطر ومقالات) بالإضافة إلى رواية “كنتُ أنا” التي تتحدث عن رغبة المرأة في أن تكون رجلاً وسط مجتمع شرقي، وقد قامت بتوقيعها العام الماضي ضمن هذا الجناح، في حين سيشهد هذا الجناح في المعرض الحالي توقيعها لكتابها “تكلمي” بحلته الجديدة، مؤكدة حرصها ككاتبة على وجودها في المعارض لأنها فرصة لأن يلتقي الكاتب مع القارئ، إضافةً إلى شعوره أنه في المكان المناسب الذي يحتويه والذي أُقيم من أجله ومن أجل القارئ وهي الشريحة التي يستهدفها الكاتب، مشيرة إلى الإقبال الجيد على بيع الكتب، حيث دور النشر تقدم حسومات تختلف عن السوق، مؤكدة أن أسعار كتبها زهيدة مقارنةً بالأسعار الأخرى لأن هدفها ليس مادياً بل نقل العمل لكل شرائح المجتمع، والمعرض بالنسبة لها هو وسيلة لترويج الكتاب إلى جانب وسائل الترويج الأخرى التي تتمثل بالسوشال ميديا، وأنها تحضّر لعمل ثالث هو رواية لكن لم تختر لها عنواناً وهي تضمّ قصصاً واقعية من المجتمع أثّرت قصصهم في المجتمع السوري وخارجه وقد التقت بشخصياتها وتحدثت معها، وهي قصة نجاح في الحرب وتخطي الصعوبات التي تواجه الإنسان.
المعرض فرصة مناسبة
كما يضمّ جناح المؤلفين تقنية جديدة يقدمها الشاب عامر الحصري تقوم على تحويل الكتاب الموجّه للطفل تحديداً من مادة ورقية إلى مادة تفاعلية باستخدام تطبيق على الموبايل تحت مسمّى “منارتي”، حيث يقوم الطفل بتحميله على الاي باد أو الموبايل أو اللابتوب ولا يمكن استخدام التقنية دون الكتاب للتأكيد على أن الكتاب هو الأصل ولا يمكن الاستغناء عنه ليكون الهدف الأول من هذه التقنية إعادة طفلنا للكتاب الذي هجره، مشيراً إلى أنه كان من الضروري أن يُشارك بمعرض الكِتاب ليكون انطلاقاً له بهذه التقنية باعتبار أن المعرض فرصة مناسبة للتعرف على ردود الأفعال على هذا الاختراع وتلمّس مدى تقبّل هذا التطبيق لدى الطفل والعائلة. وبيّن الحصري أن هذا المشروع هو نتيجة شراكة بينه وبين لؤي الأسدي وملهم المالح، وهم خريجو كلية الهندسة المعلوماتية وقد ولِدت فكرته نتيجة مشاهداتهم لتعلق الأطفال بالموبايل والاي باد وهي أجهزة باتوا اليوم لا يستطيعون التخلص منها، لذلك كان التفكير من قبلهم بتقديم ما هو مفيد لهم عبر هذه الأجهزة التي يتعلقون بها وتغريهم لخطورة ما يتابعونه فيها من عنف وأفكار مُرسلة لغايات معينة، مع التأكيد من خلال هذا التطبيق للطفل وعائلته أنه لا يمكن الاستغناء عن الكتاب الذي هو الأساس والأصل، مع إشارته إلى أن التطبيق يمكن أن يتناول جميع أنواع الكتب، لكنهم في هذه المرحلة سيركزون على كتب الأطفال.
أمينة عباس