منشطات الرياضيين .. مخاطر تؤدي إلى الموت..
البعث الأسبوعية- عماد درويش
لم يعد يفصل معظم اتحادات الألعاب عن انطلاق أنشطتها المحلية في الموسم الجديد سوى أسابيع قليلة، وهذا يتطلب من تلك الاتحادات والأندية على حد سواء مراقبة لاعبيها بشكل جيد وفحصهم طبيا بشكل لائق خاصة وأن البعض من الرياضيين يلجأ إلى تعاطي المنشطات محاولة منهم لسلك كل الطرق التي تؤدي إلى الفوز، حتى ولو كان على حساب صحته، وهذا يعتمد على الأفكار التي يزرعها المدربون أو الأندية بعقول اللاعبين للحصول على نتائج جيدة والفوز بالبطولات المحلية، أو يكون الدافع ذاتي من قبل الرياضيين إضافة إلى أن الجهل يلعب دوراً كبيراً في تناول المنشطات. وتعتبر الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (wada) هي المنظمة العالمية المسؤولة عن تنفيذ وتنسيق وإدارة عملية مكافحة المنشطات في الرياضة بكل أشكالها، أما في سورية فلا يوجد أي منظمة يتم اللجوء إليها في حال ثبت أن بعض الرياضيين يتعاطون المنشطات ، فمن الضروري تواجد مثل هذه المنظمة لكي يتم تقديم التوعية والتثقيف للشباب الرياضي السوري، وعدم تواجد هذه المنظمة من شأنه أن يؤثر على التعاون والتنسيق مع بقية اللجان الأولمبية العالمية في حال مشاركة أبطالنا وبطلاتنا في المناسبات والبطولات العالمية. مسؤولية الأندية إدارات الأندية مطالبة بمنح موضوع مكافحة المنشطات أولوية قصوى من خلال ورش العمل الواجب عملها بداية كل موسم، لتوعية اللاعبين بأهمية عدم تناول المنشطات، ويجب أن تنصب كافة الجهود لحماية اللاعبين من الوقوع في تناول المواد المحظورة، كما يجب على اللاعبين أخذ هذا الأمر على محمل الجد، والانتباه جيداً لحياتهم الخاصة والتحلي بالمسؤولية، تحديداً فيما يتعلق بنوعية الأغذية العقاقير الطبية التي يتناولونها، فهناك أدوية بها مواد يمنع تناولها للرياضيين باعتبارها تقع في طائل المواد المنشطة للجسم، فالحلقة الأهم هي الوعي لحماية اللاعبين من الوقوع في تناول المنشطات بالخطأ، لذلك يجب عليهم إيلاء هذا الأمر أهمية خاصة، فهو يرتبط بحياتهم فكم من لاعب في دورينا والمنطقة عامة فقد حياته الكروية بسبب تناوله منشطات بالخطأ عن طريق وجودها في أغذية أو علاج تناوله. لذلك لا بد من القول أن الأندية و المدرب يجب أن يكونوا الأحرص على حماية اللاعب من نفسه، فهو الشخص المتضرر الأول سواء كان متعمداً أو بالخطأ. تأثير كورونا يخوض العالم منذ نهاية عام 2019 معركة ضد جائحة “كورونا” التي تركت أثرها على مختلف الصعد، واليوم تدور تساؤلات حول تأثير هذا الفيروس على الرياضيين، فقد ودّعت الرياضة عدداً من روّادها البارعين الذين خسروا معركتهم ضد الفيروس، فكيف يؤثّر «كورونا» على صحة الرياضيين؟ وما دور المنشطات في هذا الإطار؟. يوضح بعض الأخصائيين أن أعراض فيروس كورونا تتشابه لدى الرياضيين تماماً كما غير الرياضيين، إلا أن الفرق يظهر من خلال حدة الأعراض ومدى تفاقمها، ففيروس كورونا عند دخوله الجسم يصيب بداية الجهاز التنفسي بالكامل، ويترك أثره الواضح على الرئتين، فيضعف وظيفتهما، وفي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي إلى تليّفهما، وبالتالي يسبّب ضيقاً في التنفس، وفي حال ضعفت وظيفة الرئتين، يمكن لأعضاء أخرى في الجسم أن تتأثّر، مثل الدماغ والقلب، نتيجة نقص الأوكسجين، ونتيجة هذه الأضرار على الجسم ،يصعب على الرياضي ممارسة نشاطه البدني المعتاد، لكنه في المقابل ، يفترض أنه يتمتّع بمناعة قوية نتيجة إتباعه نمط حياة صحي، سواء من حيث نوع الأطعمة التي يتناولها أو النشاط البدني المستمر، إلا أن الرياضيين الذين يتناولون المنشطات (كالستيرويد والمنشطات الأندروجينية) أو منتجات تكبير العضلات (منشطات كمال الأجسام)، يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وهذا ما يعرّضهم لخطر تفاقم أعراض الفيروس ومضاعفاته على الجسم. ثلاثة أشهر الاختصاصي في الطب العام الدكتور جمال باجي أكد ل”البعث الأسبوعية” أن الخطر الأكبر للفيروس يظهر بعد التعافي منه إذ تستمر أعراضه وتزداد مضاعفاته لدى الرياضيين الذين يتناولون المنشطات، كونهم يعانون من ضيق في التنفس لمدة شهرين أو 3 أشهر، وينصح باجي أن يتفادى الرياضيون بشكل عام استعادة نشاطهم الرياضي قبل مرور أسبوع كامل على الأقل من دون ملاحظة أي أعراض مرتبطة بعدوى “كورونا”، موصياً الرياضيين الذين أصيبوا بالفيروس بالتريّث قبل استعادة نشاطهم الرياضي ليمنحوا أعضاء أجسامهم الوقت الكافي للتعافي بالكامل من أثار الفيروس، أي حوالي 21 يوماً بعد التعافي من العدوى، فالرياضي يحتاج إلى الراحة التامة خلال فترة الإصابة، أمّا بعد التعافي، فعليه أن يعود تدريجياً إلى نشاطه البدني، فاستعادة نمط الحياة المعتاد للرياضي يمرّ بخمس مراحل، حيث يبدأ بالمشي البطيء، ثم ينتقل إلى سرعة أكبر، وبعدها الركض، وصولاً إلى ممارسة رياضته المحددة بشكل تدريجي. مفيد وفعّال في ظل انطلاق حملات التلقيح حول العالم ضد الفيروس يشير د.باجي إلى أن اللقاح يبقى الحل الأمثل لمواجهة هذه الجائحة، وعلى مر العصور شكّلت اللقاحات العنصر الأقوى لمواجهة الأوبئة، مشدداً على أهمية التلقيح بالنسبة إلى الرياضيين الذين يتناولون المنشطات أو من يمارسون الرياضات الجماعية، بهدف تعزيز مناعتهم والتخفيف من أثر الفيروس على جسمهم في حال التقاطه، في الوقت نفسه يقسم الرياضيين إلى فئتين من حيث فعالية اللقاح على الجسم، منبهاً إلى أن الرياضيين الذين يعتمدون على مكمّلات البروتين سيحظون بفعالية لقاح مماثلة لتلك التي يحصل عليها الأشخاص غير الرياضيين، أمّا في ما يخصّ الرياضيين الذين يتناولون المنشطات ومنتجات تكبير العضلات فتضعف فعالية اللقاح لديهم على خلاف الأشخاص الآخرين، نتيجة ضعف مناعتهم، فينتج جسمهم نسبة أقل من الأجسام المضادة لمحاربة فيروس كورونا. ويوصي د.باجي الرياضيين الراغبين في تعزيز الحماية لأجسامهم بالابتعاد عن كل ما يتم تصنيعه واعتماد المنتجات الطبيعية للحصول على النسبة الضرورية من الفيتامينات والبروتينات والمعادن للجسم، محذراً من أن كل ما هو مصنّع يؤثّر، عند دخوله إلى الجسم، على وظائفه بشكل عام، وعلى الجهاز المناعي بشكل خاص. ومع ارتفاع خطر الفيروس على صحة الرياضيين الذين يتناولون المنشطات، كشف د.باجي إلى أن مكمّلات البروتين لا تشكّل خطراً على الصحة، إنما يجب تناولها باعتدال لتفادي زيادة نسبة البروتين في الجسم مقارنة بالكمية التي يحتاجها، وهي شبيهة بالبروتين الذي يمكن الحصول عليه من خلال الطعام، أمّا المنشطات ومنتجات تكبير العضلات، فهي عبارة عن حقن يتلقاها الرياضي، وعند حقن السترويد في الجسم يعمل على إضعاف الجهاز المناعي، ويؤثر على الجهاز الهرموني في الجسم، ما يعرّض الرياضي للكثير من المخاطر الصحية، على خلاف مكمّلات البروتين. سكتات وجلطات أما الدكتور جهاد حاج إبراهيم رئيس الجمعية السورية للجراحة العظمية فبين أن موضوع المنشطات بحث طويل جداً وهو موجود في رياضتنا خاصة في البيوتات الرياضية، وحتى في الأندية، رغم أنها غير قانونية وتحمل مخاطر صحية كبيرة على الجسم حيث تكون الهرمونات أو العقاقير الصناعية مضرة بهرمونات الجسم الطبيعة كونها تزيد أنسجة العضلات وتؤدي إلى زيادة فرز الخلايا الحمراء بالجسم وتحمل الأوكسجين وتجعل العضلات تحتمل قدرة عالية على الأداء، كما لها مخاطر على القلب وتؤدي إلى الجلطات والسكتات الدماغية واضطرابات نفسية سلوكية. وكشف حاج إبراهيم أن المنشطات المتواجدة بكثرة بين رياضيينا وليس هناك إمكانية لضبطها رغم أن هناك محاولات كثيرة من قبل الاتحاد الرياضي العام واتحاد الطب الرياضي للسيطرة على هذا الموضوع، على الرغم أن هذه المواد غير متواجدة في الصيدليات ويتم إحضارها من قبل اللاعبين بطرق غير شرعية. “حبوب الطاقة” وتطرق د.حاج إبراهيم لوجود بعض اللاعبين الذين يأخذون المنشطات أو المقويات أو مايعرف “حبوب الطاقة”، وهو أمر غير صحي عكس اللاعبين المحترفين بالعالم الذين يخضعون لـ”الدوبينغ” أي اختبارات المنشطات وهم يبتعدون عنها كي لا يتعرضوا للإيقاف. وأردف د. حاج إبراهيم: للأسف يوجد لدينا في بعض الأندية والمعالجين من يشجع لاعبيه على تعاطيها لتحسين أداء اللاعبين، وهذا يقع بالدرجة الأولى على عاتق المدربين المطالبين بتمييز اللاعب “المتعاطي” عن غيره، لذلك لنكن واقعيين وواضحين ليس لدينا ضوابط لهذا الموضوع كون “الدوبينغ” مكلفة جداً، ولم نستطع في سورية تأمينها حتى الآن، فالمفروض أن تقام فحوص المنشطات بعد كل مباراة بالدوريات المحلية أو الأنشطة الرياضية بكافة الألعاب وقد تؤخذ عينة من البول وفي بعض الأحيان من الدم لفحص الحالات المشتبه بها، وهناك إجراءات قانونية تتخذ بحق من يثبت تعاطيه للمواد المنشطة، وتتم على مراحل بدءاً من العقوبة بإيقافه سنتين عن المشاركة المحلية والخارجية وتغريمه ماليا للمرة الأولى وفي حال التكرار للمرة الثانية يتوقف عن ممارسة الرياضة لمدة 5 سنوات مع زيادة الغرامة المالية، أما المخالفة الثالثة فيتوقف عن اللعبة مدى الحياة ويعاقب النادي الذي يلعب فيه بالإيقاف لمدة سنتين.