صباح فخري ثقافة موسيقية مزدهرة باستدامة حضارية
حلب-معن الغادري – غالية خوجة
لازال الرقيم الأول لأول أبجدية حروفية وموسيقية يشهد على الحضارة السورية، ولربما، في هذا الرقيم الطيني كانت مخبوءة نصوص المبدعين السوريين على مر الأزمنة، ومنها الزمن الآتي، ومخبوءة، أيضاً، أصوات الفنانين السوريين العمالقة عبر الزمان، ومنهم صوت صباح فخري، لأنه أحد أحفاد صانعي “النوتة” الموسيقية الأولى التي تشارك حالياً في جناح سورية في إكسبو دبي 2020، بعنوان “معاً..المستقبل لنا”.
صباح فخري الإنسان والفنان والاستثناء ملأ المكان والزمان ونسج من خيوط الشمس ألحاناً وأغانٍ حُفرت على أسوار المدن وجدران قلاعها لحناً خالداً وصوتاً عذباً اهتزت له القلوب والأفئدة وحفرت حروفاً وكلمات من ذهب ممزوجة بالحب والعشق والسلام.
هو ذا الفضاء الرحب والصوت الذي أزهر وتوشح بالعلم السوري مودعاً بكرم وحفاوة لا مثيل لها ولا تليق إلا بالعظماء.
في يوم الوداع الأخير احتفت به دمشق الفيحاء كما استقبلته حلب الشهباء محمولاً على الأكتاف وملفوفاً بعلم الوطن ومآذن جوامعها ومساجدها تبث آذان العصر بصوته المسجل، فكانت روحه ترفرف في فضاء المكان والزمان تدمع بحزن وفرح، وتسمو حضارة وتاريخاً وتراثاً وانتماءً وهوية بسوريتنا.
تابوته يصدح مزهراً
هكذا كان كل شيء في سورية يردد مع حجارة المشافي والمقابر والأشجار والطيور، يردد مع صوت صباح فخري من تابوته المزين بعلمنا العربي السوري، وهو يتجول في شوارع دمشق، بموكب مهيب حضرته شخصيات رسمية وثقافية وفنية، يتجول في دمشق للمرة الأخيرة، ليصل إلى محبوبته حلب، ويتجول في شوارعها التي أمطرت فصل الخريف بالدموع، ثم ليستقر في بيته الأخير في المقبرة الحديثة.
أمواج من الآراء والشهادات
جموع غفيرة تماوجت بالمحبة التي زرعها صباح فخري بين الناس، فحضرت تشييع الجنازة واقعياً بين دمشق وحلب، وجموع مثلها في كافة المحافظات، وكذلك في عالم الوسائل الالكترونية والإعلامية المحلية والعربية والعالمية، هذه الجموع الغفيرة ما زالت تعزّي ما فقدته من ذاتها بفقدان المبدع صباح فخري “أوركسترا الشرق”.
ملأ الدنيا وشغل الناس
عن هذا الحدث الحزين، صرحت د.لبانة مشوح وزيرة الثقافة: فقدنا قامة وطنية فنية ثقافية أثرت الثقافة العربية ونشرتها في أرجاء العالم، الجميع يعرفونه وفنه وما قدمه للثقافة العربية والعالمية، اسم ملأ الدنيا وشغل الناس، قامة كبيرة وسورية ولادة، نفقده ونحزن على فقدانه ولا نفقده روحاً وعطاء، وللجيل أن يحذو حذوه في التراث والتجديد لأن التراث هو الهوية والوطن، ودرجت سورية على توثيق التراث المادي واللامادي، وهذا التراث يتم توثيقه كالعادة.
يبقى سيد الموشحات
وعلى صفحته الافتراضية، كتب بشر يازجي المستشار في رئاسة الجمهورية العربية: يرحل صباح فخري جسداً ويبقى حيّاً بإرثه العظيم في ذاكرتنا، يبقى ملكاً للقدود، وسيداً للموشحات، بكل ما قدمه عبر مسيرة إبداعه من أصالة ربطت اسمه بأعرق مدن العالم طرباً.
وصية فخري حضارتنا
بدوره، عبّر الفنان صفوان العابد أحد رواد الطرب الحلبي وأستاذ موسيقي ومؤسس فرقة كورال نادي شباب العروبة عن ألمه بقوله: هذا الحدث مؤلم جداً، لأنه خسارة كبيرة لسورية والوطن العربي، رحمه الله، وثّق التراث، وعمل عليه، وطوره، ونشره في كافة المكتبات الموسيقية في العالم.
وتابع مؤكداً: إنه أستاذنا، وكان، دائماً، يوصي أن نحفظ التراث خوفاً من الاندثار والتشتت والضياع، لأنه جزء من حياتنا وهو حضارتنا، لذلك، يجب أن يكون في أيد أمينة، وكان يردد مكرراً: التراث إلاّ التراث، تراث بلدنا وحضارتنا، وروحنا الفنية الماضية والحاضرة والمستقبلية.
وأضاف: صباح فخري هو الذي حرث التراث وجمعه وأزهر مع صوته سنابل وغيوماً وفصولاً ومخيلة ومحبة وشفافية وعمقاً فنياً وإنسانياً تدركه القلوب الصافية، والأرواح الباقية، ولذلك، لا بد أن نكون جميعاً على قدر هذه المسؤولية والأمانة لحمْل لواء هذا التراث -القضية، لأن تراثنا قضيتنا أيضاً، وهي قضية كبيرة إنسانياً وفنياً ووجدانياً وحضارياً.
الرجل القلعة والظاهرة
وعن رحلته مع صباح فخري أخبرنا الفنان جلال جوبي من استوكهولم-السويد: عاصرت صباح فخري وكنت من فرقته لمدة 22 سنة، والحقيقة شهادتي مجروحة جداً، أستاذ صباح لروحه السلام، هو جزء كبير من حياتي وتفكيري وشخصيتي ومن العلم الذي نهلته منه، وبدأت من معهد حلب للموسيقا مع فنانين وأساتذة كباراً أمثال يوسف حجة، نديم درويش، محمد قدري دلال، حسن بصال، عبد القادر حجار، ثم أصبحت في فرقة صباح فخري 1994، مسيرة كبيرة، وشهادتنا بهذا الرجل القلعة، الرجل الظاهرة، التي لا تتكرر، صباح فخري الإنسان الطيب الودود والوفي جداً، العالم بملعبه، الذي يعرف ما يريد وماذا يفعل وسيفعل، صباح فخري الذكي جداً أسس مدرسة لتراثنا الموسيقي وقدمه على طبق من ذهب لكل من يغني في مدرسته، وله الفضل على جميع الفنانين والموسيقيين والمطربين، إنه قيمة وطنية لا تقدر بثمن، خسارة كبيرة لكنها الأقدار، طبعاً العظماء لا يرحلون ولا يموتون، ويظل قيمة رمزية وفنية وظاهرة موجودة لآلاف السنين.
وحين سألته عن أهم الأسرار الإبداعية التي تمتع بها صباح فخري؟
أجاب جوبي: ليكون ظاهرة لا بد أن تكون له أسرار، ومنها: التخطيط الصحيح الشامل، ثانياً: صباح فخري كان يعرف ما يريد وكيف ينجز ما يريد، ثم.. ما أهم التقنيات وكيف يجعل تفاصيلها في حالة انسجام هارموني تام؟ رابعاً: كيف يوظف طاقات الفرقة الموسيقية؟ وأجاب عن هذه الكيفية الإبداعية بعمله الفني الإبداعي من خلال تشديده التام على الدقة المتفاعلة ليكون متقناً مبدعاً لحواس الموسيقا، مثلاً تشديده على “الدوزان”، وهندسة الصوت، والبروفات، وغيرها إلى أن يطمئن إلى وصوله للتناغم.
وأكد جوبي: أكبر سر بصباح فخري هو قراءة الجمهور، كان يتمتع بفراسة قراءة الجمهور من خلال وقفته على المسرح، حيث كان -رحمه الله- يستطيع الغناء لساعات طويلة، ومع نهاية كل حفلة مهما طالت، كان الجمهور لا يسمح له بالمغادرة، بل يطالبه بالمزيد، فما السر أن يطالب الجمهور باستمرار فخري لأكثر من 10 ساعات، هو أثبت أنه يستطيع الغناء لمدة زمنية طويلة، لكن السؤال كيف يحتمل الجمهور أن يغني الفنان لساعات طويلة ويظل متفاعلاً بالحيوية ذاتها التي بدأ فيها بالاستماع؟
ولهذا سره أيضاً، لأن صباح فخري مبدع في اختيار التسلسل المقامي للحفلة، مثلاً، أن يبدأ من المنطقة العريضة ويستمر بالارتفاع والصعود من أجل الوصول إلى الذروة، ولهذا سر أيضاً، كونه كان يعرف كيف يوظف جمهور كل حفلة في نسقه الموسيقي، فيختار التوقيت المناسب لكل أغنية لتتناسب مع وجدان الجمهور المستمع في هذه الحفلة.
وأضاف جوبي: وهناك سر آخر، ألا وهو لا وجود لاستراحة له حتى وإن كانت مدة الحفلة لساعات، لماذا؟ لكي لا يتشتت الفضاء التناغمي بين المطرب والفرقة والمسرح والحضور.
إذن، هذه بعض أسرار النجاح واستمراره وتطويره لأنه كان مبهراً في قراءة التفاعل التكاملي لعمله بينه وفرقته وأدواته وما يقدمه وبين المستمعين، وهذا التكامل بين العناصر الفنية هو السر الكبير للرمز الظاهرة صباح فخري.
شخصيته هارمونية
وحدثنا العازف على العود عامر محمد عموري المقيم بدبي: عملت مع الأستاذ صباح فخري رحمه الله 20 عاماً متتالية كعازف على آلة العود، إنه فنان وأستاذ كبير يعشق فنه ويعشق الغناء لكي يسعد الجمهور، ويتميز بكونه نظامياً جداً في عمله المتسم أيضاً بالبروفات الطويلة، لأنه يعشق الإتقان جداً، كما أنه ماهر في كيفية إنجازه لهذا العمل ليكون لوحة فنية وشعرية وموسيقية، لذلك، هو مهتم بجميع التفاصيل التي تبدأ قبل العمل، وأثناء العمل، وبعد العمل، وذلك ليكون ما يقدمه من الموشحات والقدود والقصائد في أبهى صورة متفاعلة مع الموسيقا والحضور، ومعروف أن هذا النوع من الغناء صعب جداً، ويتطلب صوتاً قوياً، وقدرة على الحفظ، وموهبة استثنائية، واستطاع صباح فخري أن ينجز من هذه العوامل وبتضافر فني حالة هارمونية مميزة.
وتابع: أمّا على الصعيد الإنساني، فقد كان صباح فخري الإنسان إنساناً طيباً وحنوناً وصاحب دعابة، وكان يجلس معنا كثيراً، وخصوصاً في السفر، وكنا في الفرقة أسرة واحدة، وهو الأب الروحي للفرقة، ونسافر معاً وقد يطول سفرنا أحياناً لمدة شهرين، وكم كان يهتم بنا ويخاف علينا، وقد سافرنا إلى دول كثيرة في العالم، مثل أمريكا وكندا وأوروبا، وأقمنا معه حفلاته في جميع دور الأوبرا في العالم، بدءاً من دمشق الحبيبة، عبوراً بمصر، وصولاً لسلطنة عُمان.
هرم موسيقي
بينما أجابنا الفنان زهير اسكيف عازف كمان ومدرس في معهد صباح فخري: صباح فخري الراحل إلى ربه، يظل خالداً في ذاكرتنا، إنه هرم موسيقي وفني كبير، وصرح للتراث الفني الأصيل، ومن أهم صفاته أنه يتمتع بذكاء خارق وفطنة لا مثيل لها، وبمجرد نظره لأي شخص يريد مقابلته يستطيع قراءة أفكاره ويعرف ماذا يريد منه، إضافة إلى دقة اهتمامه بالتفاصيل وتفاصيل التفاصيل الفنية، فهو يشرف على هندسة الصوت شخصياً، وتستغرق “بروفة” الصوت عدة ساعات أحياناً، ويكون بمنتهى الجدية، أمّا على المسرح فيكون مطمئناً لدقة عمله لذلك يتسم بالمرح، وهذه من مقومات نجاحه المختلف.
رحل مطمئناً
ورأى الفنان والمخرج المسرحي غسان دهبي أن صباح فخري أيقونة الغناء العربي والعالمي، وهو ذاكرة موسوعية للتراث الموسيقي وتنويعاته المختلفة من موشحات أندلسية وقدود حلبية ومواويل وأناشيد، لأكثر من نصف قرن، اسمه ارتبط بحلب المحروسة، واسم حلب ارتبط بصباح فخري، حلب العظيمة التي قدمت أسماء كبيرة.
واسترسل: هو صاحب مواقف إنسانية ووطنية، وكان رجلاً بكل معنى الكلمة، فلم يقبل، ذات حفلة، في الأردن، أن يكون أحد الصهاينة جالساً على أحد الكراسي في حفلته تلك، لأنه عندما علم بوجوده طرده، وهذا يدل على انتمائه الوطني، وهويته الأصيلة، ويدل على اهتمامه بمن يحضر حفلاته، وبأدق التفاصيل المتعلقة بحفلاته على صعيد هندسة الصوت والحضور والناس التي من الممكن أن تستمع إليها بتسجيلات صوتية بوسائل مختلفة، وكل هذا أصبح من دفاتر الذكريات المتعلقة بصباح فخري وابن حلب وسورية الغالية.
واستذكر متألماً: المشهد الأخير الذي رأيته فيه بعد تحرير حلب وانتصارها، كان في حفلة “خفق الفؤاد”، على مسارح القلعة، وبلا شك، روحه اطمأنت بعودة مدينته حلب إلى ذاكرتها، وعودة الذاكرة إلى حاضرها من خلال مرحلة إعادة التأهيل والإعمار والبناء، روحه رحلت عن حلب وهو مطمئن بالانتصار والسلام والأمان، اطمأن لأنه رأى أسواق حلب تعود، ومدينتها القديمة تعود، وأشجارها تعود، وحياتها الجميلة كموشح أندلسي حلبي تعود، وقلعتها التي غنى فيها تعود إلى صفائها، وإلى إصغائها لصوته الذي ما زال يصدح بين مسرحها وحجارتها ويعبر شوارع حلب، ودمشق، ويعبر وسائل التسجيل المختلفة، والفضاء الالكتروني، ما زال صوته يغني “يا رايحين ع حلب حبي معاكم راح”.
وأضاف دهبي: كان نقيبنا وأستاذنا، وله مواقفه الإيجابية لمصلحة الأعضاء، وضعنا على السكة المناسبة، وصحّح مسارات العمل النقابي، وأضاف رؤيته الجديدة للعمل والموسيقا والحياة معاً، وكان مدافعاً حقيقياً عن الإنسان والفنان دائماً، واتسم بالصفات الإيجابية ذاتها عندما كان نائباً لرئيس اتحاد الفنانين العرب.
أقدم “نوتة” للسلام
وأكد عبد القادر بدور رئيس الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون أن القامات لا ترحل، لأن أثرها الطيب يبقى، وصباح فخري رمز من رموز الفن في سورية، وأحد أعمدة الفن العربي والشرقي في العالم، ويسير على دربه كل محب للفن والحياة والسلام، وهذا الحب يميز السوريين لأنهم من أقدم بشر في العالم، وفي سورية وأوغاريت، خصوصاً، أقدم لغة وأقدم “نوتة” موسيقية في التأريخ، أي قبل فيثاغورس بـ1500 سنة، ووجود أقدم نوتة موسيقية في سورية تعني أن السوريين دعاة السلام، لأن أول نوتة موسيقية معناها بلد السلام الأول في العالم.
ولفت إلى أن المميز في صباح فخري ليس فقط أنه غنى، بل طور الغناء، لأنه لحّن أيضاً، وهذا أمر هام، لأن الإنسان عندما يعرف طاقته في الجملة الغنائية والعلامة الموسيقية، يكون قادراً على كتابة الكلمة وموسيقاها، كما أنه يعرف كيف يوجد لحناً مناسباً لخامته الصوتية من طبقات وإمكانيات ومساحة صوتية، وأهم ما يتميز به أنه لم يقتبس كما يحدث غالباً من نسخ ولصق لأي لحن من ألحانه، بل كان يلحنها بشكل مميز، وبذلك تظل الإبداعات عالقة في النفوس، وتتوارثها الأجيال، وخصوصاً، صباح فخري الذي نبش في التراث ووثقه وطوره ونشره عالمياً، وعرفته عن قرب من خلال زيارته لنا في جمعية العربية المتحدة للآداب عام 1985، و1990، و1995، زيارات جميلة ليرى أنشطتنا بحضور أحد مؤسسي هذه الجمعية القدير أحمد نهاد فرا.
فنه بحجم أمّة
وبحزن قال ماهر موقع رئيس مجلس نادي شباب العروبة: ودعت حلب قلعتها الفنية الكبيرة الفنان صباح فخري، وهناك مقولة عرفتها الإنسانية منذ قديم الزمان: “إن العظماء لا يرحلون”، لذلك، فإننا أمام حقيقة واقعة وهي أن هذا الراحل عنا جسداً سيبقى بيننا روحاً وفناً وعطاء.
وتابع: لقد أعطى الفنان الراحل للموسيقا الشرقية بعداً وفهماً خاصاً، وقدم التراث الفني بقوالب جديدة أغنت المكتبة الموسيقية العربية بتراث متجدد قابل للحياة باستمرار وقادر على التكيف مع التطورات التي شهدتها الموسيقا العربية، وسيذكر التاريخ له حفظه للتراث الموسيقي الذي كان سيندثر لولا التوثيق والتسجيل الذي قام به الفنان الكبير صباح فخري، لأنه كان موروثاً شفاهياً تناقلته الأجيال السابقة بشكل سماعي دون أي توثيق، لذلك، فإن حلب التي تودع فقيدها الكبير هي مطمئنة إلى الجهود التي بذلها لخدمة الفن والتراث الحلبي والعربي، وإن هذا التراث حفظته التسجيلات والحفلات التي قدمها للعالم والتراث الإنساني خدمة لفنه ووطنه وأمته التي اعتز بها وعمل على رفع شأنها عالياً عبر فنه المتميز الذي هو بحجم وطن وأمة أراد لها الخير والأمان طوال حياته الفنية والإنسانية.
منارة للأجيال
الفنان الموسيقي محمد قدري دلال والذي عاصر الفنان فخري ورافقه في حفلاته أكد أن ما تركه الراحل من أسلوب في الغناء سيبقى منارة وزاداً للأجيال المتعاقبة، والراحل صباح فخري تفرد بالغناء العربي الأصيل وبالموشحات والقدود ليغدو أيقونة الغناء العربي على مدى العصور كافة وقيمة فنية لا توازى ولا تبارى.
بدوره الموسيقي وعازف الكمان خالد غادري المقيم في دبي، قال: رحل معلم الغناء وصناجة العرب، رحل قامة من قامات سورية والوطن العربي وقامات العالم، مضيفاً بأن الله حبا صباح فخري صوتاً ملائكياً، فترك إرثاً لا يقدر بثمن لكل الأجيال المتعاقبة وكان حارساً أميناً على التراث والفن الأصيل.
من جانبه عازف الكمان عماد جدعان، وهو أحد الذين تتلمذوا في مدرسة صباح فخري قال رحل عنا خير أساطين الفن العربي وبقي في أرواحنا ووجداننا وترك لنا إرثا فنيا غنياً، وكان سفير سورية والعرب حمل إلى العالم أجمع رسالة الحب والجمال والإنسانية بصوته وغنائه الفريد.