الأمن القومي العربي والعدوان على اليمن في ملتقى البعث للحوار في جامعة البعث
حمص- عادل أحمد:
استضاف ملتقى البعث للحوار الخامس الذي أقامه مكتب الإعداد والثقافة والإعلام بفرع جامعة البعث، سفير جمهورية اليمن بدمشق عبد الله علي صبري ليتحدث حول الأمن القومي العربي والعدوان على اليمن.
بداية أشار السفير اليمني إن الخوض في هذا الموضوع ذو شجون لأن حالة الأمة العربية تفاقمت فيها الانقسامات مع العدوان على اليمن والحرب على سورية، وبعد ست سنوات من العدوان مازال السؤال قائماً لماذا العدوان على اليمن؟
ليجيب أن العدوان على اليمن بني على التضليل والزيف وكان العنوان المرافق حماية الأمن القومي العربي فما العلاقة بين العدوان وحماية الأمن القومي العربي …!!
وأكد أن السبب الرئيسي للعدوان ما شهدته اليمن من خلال ثورة 14 تشرين الأول التي وضعت حدا للقوى التقليدية التي حكمت اليمن لأكثر من ثلاثين عاماً ،كما وضعت حداً للوصاية السعودية التي استمرت لأكثر من 50 عاماً لذلك، تضافرت الجهود الداخلية والخارجية لإيقاف الثورة من خلال التدخل العسكري، وقد عملت السعودية بالتعاون مع الولايات المتحدة لتهيئة الواقع للتدخل العسكري بهدف تفكيك اليمن والخطر الأكبر تشكيل قوة عربية لحماية الأمن القومي العربي، وتم إعلان تشكيل التحالف العربي وإطلاق عاصفة الحزم من خلال مؤتمر صحفي لوزير الخارجية السعودية في نيويورك رافقها تصريحات متضاربة تدل على إنهم لا يعرفون تدخلوا في اليمن ومنهم من قال استعادة الشرعية وتهديد الأمن السعودي، ومنهم من قال لحماية المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة وهناك من قال مواجهة النفوذ الإيراني في اليمن ومنهم من قال أيضاً حماية الأمن القومي العربي، وجاءت القمة العربية في شرم الشيخ التي عقدت بعد بدء العدوان لتشرعنه تحت ذريعة حماية الأمن القومي العربي، وتناغمت أمريكا مع إعلان القمة العربية لتعمل على إصدار قرار مشابه في مجلس الأمن فوض دول التحالف بتفتيش كل البضائع القادمة لليمن تحت ذريعة السلاح فاستغله التحالف العربي لحرمان الشعب اليمني من الغذاء والدواء.
وأشار صبري إلى الآثار السلبية للحرب على الأمن القومي العربي من حيث استنزاف دول المنطقة وزجها في حروب داخلية وإقليمية لإضعافها في مواجهة الكيان الصهيوني، وساهمت في هدم الدولة الوطنية العربية وتوجيه العداء لإيران بدلاً من “إسرائيل”، وإستنفار الشارعين العربي والإسلامي لمواجهة الخطر الإيراني.
وأكد لقد ظنوا أن الحرب ستكون خاطفة ،لكن بعد ست سنوات وما رافقها من قتل وتدمير وانتهاك حقوق الإنسان وحصار مطبق على الشعب اليمني تضرر منه 25 مليون يمني، ظهرت النتائج على الأرض إذ جاءت لعنة هذه الحرب لترتد على الدول المشاركة فيها وارتدت كل الدول المشاركة وانسحبت من التحالف، وظهرت أهداف العدوان من خلال تهافت المشاركين في العدوان للتطبيع مع “إسرائيل”.
وأختتم أن سورية صمدت وانتصرت وكان موقفها صريحاً وواضحا ووصفت الحرب بأنها عدوان سافر وأكدت على احترام سيادة اليمن ووحدة أراضيه واستقلاله، وأن من سعى لتجميد عضوية سورية في الجامعة العربية هو من شن العدوان على اليمن لأنها رأس الحربة في مواجهة العدوان الصهيوني واليوم نرى تباشير النصر وعودة العرب إلى سورية .
وأشار الرفيق الدكتور فائق شدود أمين فرع جامعة البعث للحزب أن للعرب عدو أساسي وهم أساسي، فلسطين ،والعدو الصهيوني وكل ما يحصل في المنطقة يندرج تحت هذا العنوان، وتجميد عضوية سورية في الجامعة العربية سياسي بحت ،وعندما نعول على سورية لأنها العروبة ولأنها الحزب والقائد المؤسس وقيادة الرئيس بشار الأسد، والشعب العربي يؤمن بعروبته ويعرف اتجاه البوصلة وإن عدونا واحد وإن ما يفتعل من حروب وهمية هو خدمة لـ”إسرائيل”، ويعرف أيضاً جيداً أن سياسة الاستعمار فرق تسد والجزء القاسي في الحربين في سورية واليمن اقتصادي وفي سورية كسبنا الرهان واليمن قادم إلى النصر ولا خلاص للعرب إلا بتوحدهم وهاهم يعودون إلى سورية.