أخبارسلايد الجريدةصحيفة البعث

مباحثات سورية روسية للتعاون في المجالات الإنسانية والإعمار ومكافحة التطرف

دمشق _  بسام عمار – ريم ربيع :

تركزت لقاءات الجانبين السوري والروسي في قصر المؤتمرات بدمشق حول تنفيذ مشاريع مشتركة في مجال إعادة البناء والإعمار والتعاون في المجال التجاري والاقتصادي والصيد البحري ومكافحة التطرف وذلك على هامش أعمال الاجتماع السوري الروسي المشترك لمتابعة أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين.

مساعدات إنسانية 

وقع وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف والسيدة لاكينا اولغايوريفنا نائب مدير شؤون رئاسة روسيا الاتحادية مذكرة تقديم المساعدات الإنسانية المقدمة من الشعب الروسي الصديق إلى الشعب العربي السوري.
وقال المهندس مخلوف ان توقيع المذكرة ياتي في إطار العلاقات الأخوية والصداقة بين الشعبين والتي تعبر عن الدعم والمؤازرة منوها الى أن العلاقات بين البلدين قديمة وطريقة ووثيقة والتحالف استراتيجي وهي مبنية على المحبة والاحترام المتبادل والقيم منوها الى أهمية التعاون بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية و الثقافية والانسانية وان هذا التعاون يتطور وهذه العلاقات ضمن توجيهات قيادة البلدين مؤكدا أن الشعب العربي السوري سيذكر دائما مواقف الشعب الروسي وتضحيات جيشه ومحبة قيادته.

إعادة إعمار  ومكافحة التطرف

كما بحثت معاون وزير الأشغال العامة والإسكان المهندسة راما ظاهر مع عدد من مديري الشركات الروسية مواضيع تخص تنفيذ مشاريع مشتركة في مجال البناء وإعادة الإعمار ودراسة المقترحات المقدمة من الجانب الروسي في هذا المجال.

كما ناقش ممثلون من وزارة الأوقاف برئاسة مدير التوجيه والإرشاد أيمن السيد ووفد من الجانب الروسي برئاسة مستشار رئيس الوكالة الفيدرالية للشؤون القومية “أنا بلجافيا” سبل توحيد جهود مكافحة التطرف وتبادل الخبرات في هذا المجال كما أوضح حسان نصر الله مدير أوقاف دمشق.

وتركز لقاء مدير هيئة الثروة السمكية عبد اللطيف علي  مع رئيس وكالة صيد الأسماك الروسية فاسيلي سوكولوف حول تعزيز التعاون المشترك في الصيد البحري.

مدير الحماية والاستثمار بالهيئة الدكتور هيثم ديب أوضح لـ سانا أن الاجتماع ناقش بنود مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين السوري والروسي والتعاون في مجال الصيد البحري وتربية الأحياء المائية بهدف التحضير لاتفاقية موسعة في هذا المجال مشيراً إلى أن الجانب الروسي عرض المساعدة في مجال تنمية الخبرات واستقبال طلاب عن طريق المنح.

تعاون تجاري 

إلى ذلك بحث رئيس غرفة تجارة حلب محمد عامر حموي ورئيس غرفة التجارة والصناعة في إقليم كراسنودار تكاتشينكو ألكسندر يوريفيتش سبل تطوير وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية وإنشاء مشاريع مشتركة والترويج لمنتجات وخدمات الشركات والمنظمات ورجال الأعمال العاملين في البلدين وتبادل العروض والمعلومات التجارية والاستثمارية بين الطرفين.

حموي أوضح أن أهمية الاجتماع تأتي لكونه يسهم بتوسيع التعاون الاقتصادي بين الطرفين ولا سيما بوجود رغبة حقيقية في العمل المشترك فيما قال يوريفيتش: لدينا رؤية إيجابية وناقشنا مواضيع تتعلق بإعادة إعمار البنى التحتية والتعاون الصناعي والتجاري مع سورية بصورة عامة وحلب خاصة.

تعاون جمركي 

في سياق متصل، وقعت مديريتا الجمارك السورية والروسية اليوم على خارطة طريق للتعاون الجمركي المشترك بهدف تعزيز التجارة وتسهيل حركة البضائع بين الجانبين وعلى خطة عمل في مجال مكافحة التهريب والجرائم الجمركية.

وأجرى الجانبان السوري والروسي مباحثات مكثفة أعقبها التوقيع على خارطة الطريق وخطة العمل المشتركة حيث أوضح نائب مدير مكافحة التهريب والجرائم الجمركية الروسية أوليك باكانوف في تصريح لـ سانا أن المباحثات مع الجانب السوري تناولت آليات تعزيز التبادل التجاري والبضائع ومكافحة الجرائم الجمركية.

وبين باكانوف أن توقيع خارطة طريق وخطة عمل مشترك مع الجانب السوري يشكل أساساً لتطوير التعاون التجاري وتبادل البضائع في المستقبل وفتح باب جديد في إطار العمل الجمركي بين البلدين.

من جانبه أكد ممثل مديرية الجمارك العامة مدير مكافحة التهريب غياث حمدان في تصريح مماثل أن توقيع خارطة الطريق يأتي نتيجة تعاون مكثف مع الجانب الروسي لتسهيل انسياب حركة البضائع وعبورها وفق الأولويات مبيناً أن خطة العمل الموقعة مع الجانب الروسي تهدف إلى تبادل المعلومات والخبرات بمكافحة الجرائم الجمركية والجرائم المتعلقة بالملكية والغش التجاري للارتقاء بالعمل الجمركي وتطويره.

وأوضح حمدان أنه وفقاً للخارطة الموقعة يتم تقديم الدعم للجانب السوري وتعزيز تبادل المعلومات عن طريق وجود قاعدة بيانات مركزية إلكترونية مشتركة مؤكداً أن الخارطة تشجع على تعزيز التعاون التجاري وزيادة الفرص أمام الصادرات الروسية.

تعاون بين جامعتي (ستانكين) والبعث

وضمن فعاليات الاجتماع السوري الروسي المشترك بحث الدكتور عبد الباسط الخطيب رئيس جامعة البعث بحمص اليوم مع وفد روسي من جامعة موسكو الحكومية التكنولوجية “ستانكين” ممثلاً بالدكتورة بوبوفا ناديجتا يوليفنا رئيسة مركز التعاون الدولي بجامعة ستانكين آليات التعاون المشترك بين الجامعتين من خلال تنفيذ بنود الاتفاقية الموقعة مسبقا بينهما عام 2019.

وأكد الدكتور الخطيب خلال الاجتماع أن هذه الزيارة تأتي استكمالاً لتطوير العلاقات العلمية والثقافية التي تربط بين سورية وروسيا وقال: “نتطلع إلى تزويد جامعاتنا السورية باختصاصات جديدة وإغنائها بالكوادر والتعاون العلمي المشترك في مجال التبادل الطلابي والأساتذة الزائرين وإجراء البحوث العلمية المشتركة مع روسيا”.

بدورها الدكتورة بوبوفا ناديجتا يوليفنا قالت: رغم جميع الظروف من إرهاب وجائحة كورونا لن تثنينا أي عقبات عن الاستمرار بالتعاون والتواصل الدائم مع جامعة البعث ونحن سعيدون بأن المركز السوري الروسي فيها يطور عمله ويتابع نشاطاته مؤكدة أن جامعة ستانكين ستبذل ما بوسعها لإنجاح هذا التعاون وتطويره.

وفي نهاية اللقاء قدمت رئيسة مركز التعاون الدولي في جامعة ستانكين للجامعة 20 جهازاً لفلترة وتعقيم الهواء للإسهام في الوقاية من انتشار جائحة كورونا ضمن القاعات الدراسية.

وضع حجر الأساس لمركز تعليم اللغة الروسية في اللاذقية

وضمن برنامج أعمال الاجتماع السوري الروسي المشترك تم اليوم في مدرسة المنير الخاصة بمحافظة اللاذقية وضع حجر الأساس لبناء مركز تعليم اللغة الروسية لمرحلة ما بعد الثانوية في إطار التعاون بين جامعة بيلوغرود الروسية للتكنولوجيا والعلوم ومدرسة المنير.

ويتألف المركز الذي سيتم بناؤه خلال 30 شهراً من 5 طوابق كل منها مساحته ألف متر مربع ويحتوي على صالة رياضية متعددة الأغراض ومطبخ ومطعم ومسبح وملاعب وروضة.

وقال رئيس مجلس إدارة مدرسة المنير الخاصة عهد أصلان في كلمة له عقب وضع حجر الأساس إن هذا التعاون ترسيخ لعلاقات البلدين في المجالات العلمية والثقافية حيث تسعى المدرسة للارتقاء بالمستوى التعليمي لطلبتها بهدف إنشاء جيل واع مثقف قادر على بناء سورية الحديثة منوها بما تقدمه الجامعة الروسية من خبرة وثقافة.

بدوره أكد البروفسور كارين سومباتيان ممثل وزارة التعليم في روسيا الاتحادية إن العلاقات السورية الروسية أخوية وهناك تعاون بينهما في جميع المجالات ولا سيما في قطاع التعليم حيث ساهمت روسيا في أعداد الكوادر العلمية السورية وهناك سنويا أكثر من 2500 طالب سوري يدرسون في الجامعات الروسية موضحاً أن المركز الذي تم وضع حجر الأساس له اليوم سيفتح الآفاق أمام الطلاب السوريين في المستقبل سواء بالدراسة في روسيا أو في التعرف بعمق على الشعب الروسي وتاريخه وثقافته وآدابه.

من جهته قال البروفسور غلاغوييف سيرغي نيكولايفيتش رئيس جامعة بيلوغرود الروسية للتكنولوجيا والعلوم في كلمته إن المركز سيكون صرحاً عظيماً ودليلاً على التعاون المثمر بين البلدين وفرصة لنشر الثقافة واللغة الروسية وهو خطوة لإعداد الشباب الذين سيبنون سورية وسيحمل اسم العالم فلاديمير تشوخوف وهو مصمم أول ناقلة نفط في العالم ومصمم لـ 500 جسر حول العالم.

تعاون في مجال البحوث الزراعية

كما بحث وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا اليوم مع وفد من المركز العلمي الوطني لأكاديمية العلوم الزراعية الروسية سبل التعاون في مجال البحوث العلمية الزراعية وتنمية الثروة السمكية. وأكد الوزير قطنا أهمية التعاون وتبادل الخبرات مع الجانب الروسي في التقانات الحديثة في جميع مجالات الزراعة مبيناً أن لدى سورية خبرات كبيرة في مجال البحوث العلمية الزراعية.

واستعرض أعضاء الوفد الروسي المجالات التي يعنى بها المركز واستعداده لتقديم ما يلزم لتطوير التعاون مع الجانب السوري.

ويأتي اللقاء ضمن أعمال الاجتماع السوري الروسي المشترك الذي يعقد في قصر المؤءتمرات بدمشق لمتابعة أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين.

تعزيز التعاون الإعلامي

في حين بحث معاون وزير الإعلام أحمد ضوا مع مدير إدارة الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام الروسية يكاترينا لارينا سبل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الجانبين وذلك ضمن برنامج أعمال الاجتماع السوري الروسي المشترك لمتابعة أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين.

ضوا بين خلال اللقاء الذي عقد في قصر المؤتمرات بدمشق اليوم أن الحصار الاقتصادي المفروض على سورية أدى إلى صعوبة توفير المعدات التقنية والفنية للمؤسسات الإعلامية ومواكبتها للتطور الحاصل عالمياً.

وفي تصريح للصحفيين أوضح ضوا أن الجانبين بحثا سبل تعزيز التعاون الإعلامي بشكل عام ولناحية تدريب الإعلاميين خاصة مبيناً أن التعاون بين وسائل الإعلام الروسية والسورية قائم في مجال تغطية الحرب الإرهابية على سورية وتوضيح الحقائق وتفنيد الأخبار المضللة.

بدورها أكدت لارينا استعداد الجانب الروسي لتوقيع مذكرة تفاهم مع سورية في المجال الإعلامي وتبادل الخبرات مبينة أنه جرى خلال الاجتماع بحث المشاكل التي تواجه وسائل الإعلام خاصة في التصدي ومواجهة الأخبار الكاذبة والمضللة.