رياضةصحيفة البعث

في أسوأ موسم وحصيلة.. كرتنا لم تطل عنب الشام ولا بلح اليمن

ناصر النجار

من المؤسف حقاً أننا نعيش أسوأ موسم لم تعرفه كرتنا منذ عقود من الزمان، فعلى الصعيد الإداري استقال اتحاد كرة القدم، ودخلت كرتنا في نفق مظلم مع دخول اللجنة المؤقتة التي لا تستطيع قيادة كرتنا على الشكل المطلوب لأن مهامها مؤقتة، وصلاحياتها محدودة، ولم تأت هذه اللجنة بالمفيد حتى الآن، ونشعر أننا أضعنا زمناً مهماً بأصعب الأوقات والالتزامات والنشاطات دون جدوى.

على صعيد المنتخبات الوطنية لم نحقق المطلوب حتى الآن، فالمنتخب الأولمبي خرج من مولد البطولات بلا حمص، سواء في بطولة غرب آسيا أو التصفيات الآسيوية، وها هو منتخبنا الأول لم يحقق ما تطمح إليه جماهير كرتنا، ويقبع في المركز الأخير في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم.

أما على الصعيد المحلي، وهنا بيت القصيد، فإن الموسم الكروي مهدد بالعثرات والتوقفات، فضلاً عن أن الموسم لم ينجز من مراحل الدوري الممتاز أكثر من أربع مراحل، وإذا نظرنا إلى جدول النشاط الخارجي لرأينا زحمة في المواعيد والمباريات والتوقفات الدولية.

التوقفات المستمرة للدوري الكروي الممتاز أثرت بشكل سلبي على الأندية واللاعبين من كل الاتجاهات، ومن الناحية المالية فإن التوقف مرهق لخزينة الأندية التي يستمر مصروفها كما هو دون تغيير، وسيؤدي هذا التوقف إلى تمديد نهاية الموسم إلى أجل مسمى، وهذا سيلزم الأندية بدفع تكاليف إضافية غير محسوبة، خصوصاً للاعبين الذين تنتهي عقودهم قبل نهاية الموسم الكروي بموعده الجديد.

من الناحية الأخرى تمديد الموسم الكروي لشهر أو شهرين سيجعل اللاعبين في شرود ذهني، خصوصاً أن الكثير منهم في هذا التوقيت يبحث عن ناد آخر، وعقد أدسم، وهذا سيؤدي بطبيعة الحال إلى عدم التركيز، وغير ذلك من الأمور، وهذا ما لمسناه في المواسم السابقة بالأسابيع الأخيرة من الدوري عندما تصبح العديد من المباريات (شوربة)، وهذا ليس خافياً على أحد.

أما من الناحية الفنية فإن هذه التوقفات الطويلة والمتعددة تؤثر على الفرق من ناحيتي الجاهزية الفنية والبدنية، لأن هذه التوقفات تعيق كل الخطط والبرامج الموضوعة من قبل المدربين، وتورث اللاعبين الملل، وكما نعلم ونشاهد فإن أغلب اللاعبين في هذه الفترة يخرجون عن مفهوم الانضباط الاحترافي، فعدم الالتزام بالمعسكرات والمباريات الرسمية يجعل اللاعبين يميلون إلى السهر وما فيه، وهو بشكل عام يؤثر على إعداد اللاعب وجاهزيته، فضلاً عن أن بعض اللاعبين يمارسون بعض الطقوس الرياضية مع فرق الأحياء الشعبية.

وفي الحديث مع العديد من مدربي الدوري أكد أغلبهم أن هذه التوقفات مضرة للغاية، ومن المستحيل أن تبقى جاهزية أي فريق مكتملة طوال هذه الفترة، ومن الصعب أن يضع المدرب خطته بناء على توقف، ثم إقامة مباراة أو مباراتين، ثم توقف طويل، وهكذا، وهذا يؤدي بالمجمل إلى ضعف الدوري.

السؤال الذي يطرح نفسه حالياً: لماذا كل الدول العربية والعالمية مواعيدها مقدسة، وبرنامج الدوري والكأس وغيرهما من المسابقات تسير بانتظام دون أي تغيير أو تعديل رغم كثافة المشاركات الخارجية؟ ومن هنا ندرك أننا نسير عكس التيار، وأن الفوضى وسوء الإدارة هما أساس العمل في كرة القدم عندنا، ولهذه الأسباب لن نحصل على دوري متميز، ولن نشهد كرة متطورة تضاهي المنتخبات الأخرى القريبة منا أو تنافسها.

أخيراً نقترح على لجنة اتحاد كرة القدم أن تقيم الدور الثالث من مسابقة كأس الجمهورية بغياب لاعبي المنتخب الوطني، كون غياب اللاعبين الدوليين عن أنديتهم في هذه المباريات سيؤثر عليها، خصوصاً أن الفرق التي ستلعب معها فرق الدرجة الممتازة ستكون من فرق الدرجات الدنيا.