أدب تشرين ذاكرة لتضحيات أنارت طريق النصر
يتفقُ أهل العقل على أن الأدب منبر للتعبير عن آمال وتطلعات الحضارات، وهو أنجع سبيل لحفظ تاريخها، وتوثيق أمجادها، ذلك أن ملكة الإبداع بشتى أشكالها استطاعت أن تقهر الموت والزوال، فكيف إن أرادت أن تخلّد وقائع أقسى محنة مرت بها، وهي الحرب.
من هذا المنطلق، أقامت جمعية الشعر في اتحاد الكتّاب العرب ندوة ثقافية أدبية بعنوان “تشرين في الفكر والأدب”، وأدارها مقرّر جمعية الشعر، الشاعرة هيلانة عطا الله.
تقدم الباحث نجدة زريقة الندوة بكلمة تحدث فيها عن بطولات التصحيح وحرب تشرين التحريرية، ودور المؤسّسة الثقافية في سورية آنذاك في توجيه الأدب نحو محبة الوطن والذود عنه والدفاع عن قضاياه، من حيث أن للقلم ما للبندقية والمدفع في الحروب. وأتبعت الشاعرة سمر تغلبي كلمة زميلها بلاميّة بعنوان “وعاد نزار في تشرين”، خاطبت خلالها الشاعر الكبير نزار قباني، ودعته إلى زيارة دمشق ليستذكر أفراح تشرين وزغاريده، فيطفئ نار الشوق، ويضرم شعلة حب الوطن.
أما الباحث الإعلامي ديب علي حسن، فقد استعرض في كلمته ما جرى على ألسن الإعلاميين وأقلامهم إبَّان حرب تشرين وبعدها، مبيناً أن الإعلام حينذاك كان مقتصراً على الصحف الورقية والإذاعة والتلفاز، وكان من الحرفية أن قلّ فيه التحريف وقلب الحقائق، لا كعصر الإعلام العنكبوتي الذي نعيشه، وهذا ما جعل نصر تشرين يتردّد في أنحاء المعمورة، وكسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
وأما الشاعر غالب جازية، فقد أتحف الحاضرين بقصيدة مدح فيها الشام وبطولات حرب تشرين، ومشيداً بتضحيات شهداءٍ بشرّت بالنصر الذي “أزهر بالتلال والربى” وصنعتِ “الأقدار”.
وأكد رئيس اتحاد الكتّاب العرب، الدكتور محمد الحوراني، أن حروب السوريين ودفاعهم عن وطنهم بوجه الغزوات كانت محرضاً لقصائد عصماء أمست منارات تضيء بمعاني التضحية والكفاح.
علاء العطار