تربية النحل تواجه تحديات إنتاجية و مناخية
اللاذقية – مروان حويجة
ألقت الأضرار المباشرة و الكبيرة التي لحقت بقطاع تربية النحل و إنتاج العسل جراء الظروف الراهنة و آثار الحرائق الكبيرة التي اجتاحت ريف المحافظة لتلقى بظلالها القاتمة المباشرة على هذه الثروة الاقتصادية و إنتاجيتها و مردود المربين و أيضاً على العدد الكبير من الأسر التي تشكّل تربية النحل مصدر عيش لها ، ولا يخفى ما سبب التردّي الإنتاج من ارتفاع كبير و مضاعف في سعر العسل إلى الحدّ الذي لم يعد المستهلك قادرا على شرائه إلا في حالات الضرورة الطبية الاستشفائية ، إذ يأتي عسل الحمضيات في المرتبة الأولى بين أصناف العسل يليه الزعتر والعجرم والشوكيات التي تنتشر في المناطق الجبلية ، و تتوفر في محافظة اللاذقية الظروف الملائمة لنجاح تربية النحل ولا سيما لناحية تنوع الغطاء النباتي وانتشار النباتات الرحيقية في مختلف المناطق وهو ما يتيح الفرصة أمام المربين لإنتاج العسل بكميات جيدة وتحقيق عوائد مادية جيدة.
و حول الواقع الراهن لتربية النحل في محافظة اللاذقية أوضح رئيس دائرة الوقاية في مديرية زراعة اللاذقية المهندس ياسر محمد حول الواقع الراهن لمؤشرات تربية النحل في محافظة اللاذقية أوضح المهندس محمد أنّ عدد خلايا النحل في المحافظة ٩٠٠٠٠ تسعين ألف خلية موزّعة على المناطق كما يلي : منطقة اللاذقية ٣٥٠٠٠ خمس وثلاثون ألف خليّة ، جبلة ٣٠٠٠٠ ثلاثون ألف خليّة ، الحفة ١٥٠٠٠ خمسة عشر ألف خليّة ، القرداحة ١٠٠٠٠ عشرة آلاف خلية ، و يبلغ عدد المربين في المحافظة ٣٥٠٠ ثلاثة آلاف وخمسمئة مربٍّ موزعين على مناطق المحافظة كما يلي اللاذقية : ١٣٠٠ ألف وثلاثمئة مربًّ في جبلة ١٠٠٠ ألف مربًّ ، الحفة ٧٥٠ سبعمائة وخمسون مربًّ ، القرداحة ٤٥٠ أربعمئة وخمسون مربًّ و وصل عدد المربين المتضررين من الحرائق ٨٦٧ و بلغ عدد الخلايا المحروقة ١٦٥٠٣ بنسبة ضرر كعدد مربين ٢٥ % من العدد الكلي للمربين و نسبة ضرر كخلايا محروقة ١٨ % من عدد الخلايا الكلّي
أن قطاع النحل تراجع كثيراً خلال السنوات الأخيرة بسبب الظروف الراهنة و عدم قدرة المربّين على نقل نحلهم ، يضاف إلى ذلك الظروف الجوية غير المناسبة و بالأخص الجفاف و الحرائق التي حدثت العام الماضي التي أدت إلى خروج مساحات كبيرة من الأشجار والشجيرات والأعشاب التي كانت تشكّل مرعى جيداً للنحل في الكثير من مناطق المحافظة .
و أوضح المهندس محمد أنّ هذا القطاع الإنتاجي الغذائي الهام تراجع أيضاً جراء إهمال تأصيل النحل السوري والجهل سابقاً بأهمية سلالة النحل السوري كسلالة متأقلمة مع ظروف منطقتنا و إدخال سلالات من النحل الأجنبي من قبل البعض وخاصة مجهولة المصدر بطريقة غير شرعية أدت إلى حدوث خلط وراثي وانتشار العديد من الأمراض و السلالات الأجنبية المدخلة والهجن الناتجة عنها و الخلط و الانعزالات الوراثية التي أصابت السلالات الموجودة فكان لها دور سلبي جدا أدى الى تراجع قطاع النحل هذا القطاع الزراعي المهم الذي يعتبر مصدر دخل لآلاف الأسر الزراعية .
و عن إمكانية إيجاد حلول تكفل التخفيف من هذه المشكلات التي تواجه قطاع النحل قال رئيس دائرة الوقاية: بناء على ماسبق كان لابدّ من البحث عن حلول و خطط ومشاريع لإعادة تأهيل هذا القطاع وتقويته لتأمين مصدر دخل دائم لآلاف الأسر الزراعية وخاصة أن أغلبية المزارعين في محافظة اللاذقية وعموم المنطقة الساحلية هم من أصحاب الحيازات الصغيرة التي لاتكفي لسدّ احتياجات المزارعين اذا ما استثمرت فقط بزراعة الخضار أو الاشجار لذلك تعتبر تربية النحل مشروعاً إنتاجياً و اقتصادي ناجحاً يمكن أن يعزّز الأمن الغذائي لهذه الأسر الزراعية الفقيرة
و حول إجراءات مديرية الزراعة لدعم هذا القطاع المتضرر و التخفيف من الأضرار بيّن م. محمّد أنّ
دائرة الوقاية في مديرية الزراعة و من خلال شعبة النحل والحرير اتخذت منذ بداية العام مجموعة من الإجراءات لدعم قطاع النحل و أنه لوحظ في نهاية الموسم تحسّن كبير عن العام الماضي و من أهم الاجراءات التي اتخذتها المديرية في هذا المجال : العمل على إعادة تأهيل مركز الرحملية و اختيار كادر علمي تمّ تكليفه بجمع عيّنات النحل السوري والعمل على تأصيل هذه السلالة ويتم حالياً تجهيز الموقع
وقد تم شراء غرف مسبقة الصنع خاصة بالمشروع
و اختيار الموقع جغرافياً ليكون مناسباً للعزل و الانتخاب لتأصيل السلالة الصافية وهذا العمل نوعي ويحتاج الى جهد كبير كما أنه مُكلف . و لفت إلى
إنتاج عدد كبير من الخلايا الخشبية و أجزاء الخلايا في منشرة الصنوبر باستعمال خشب السوّيد لدعم المربين الجدد وخاصة ذوي الشهداء وجرحى الجيش وتم بيعهم الخلايا بأسعار أقل بكثير من سعر السوق وضمان حصول المربّين على خلايا جيّدة تقيهم من تلاعب التجار بالسعر والنوعية ، و أشار إلى أن المديرية أدرجت في خطط التحريج زراعة الأشجار الحراجية الرحيقية كالخرنوب والروبينيا والكينا بالإضافة لتشجيع زراعة النباتات الطبية والعطرية وذلك من خلال التنسيق المدروس بين دوائر الحراج والوقاية والمرأة الريفية
وقد تمّ إنشاء وحدات تقطير لانتاج مقطّرات من النباتات الطبية لاستعمالها في مكافحة طفيل الفاروا كمقطّر الزعتر والنعناع و كمعقّم معوي و منشّط للنحل
و تم التعميم على المراكز الزراعية التي تتداول مواد النحّالين لعدم استعمال مادة الأميتراز في علاج طفيل الفاروا واستعمال المستخلصات النباتية كالمنتول والتيمول . و هناك – بحسب رئيس دائرة الوقاية- خطوات هامة يجري العمل عليها حاليا تمّ تعميمها لتجهيز النحل لفصل الشتاء و أهمها العمل على ضغط النحل و تنظيف الخليّة من الداخل من بقايا شرائح الفاروا أو اكياس الكاندي و وضع إطار سدّ و إغلاق الفراغ الواقع بين براويز النحل والجزء الفارغ من الخلية و الإبقاء على كمية من العسل تتناسب مع كمية النحل الموجود في الخلايا و وضع غطاء فوق الغذّايات ويفضّل أن يكون ماصّاً الرطوبة وعازلاً للبرد و تصغير مدخل الخلية بمادة الفلّين أو أي مادة