بعد كسر الحصار وبمواصفات عالمية.. صالة الفيحاء تستقبل لقاء رجال سلتنا مع كازاخستان
تأكيداً لانتصار سورية على كل المؤامرات، سيكون عشاق السلة السورية متواجدين عند السادسة من مساء اليوم في صالة الفيحاء بدمشق لمتابعة مباراة رجال منتخبنا الوطني مع نظيره الكازاخستاني في مباراة الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم.
عودة سورية لاحتضان المنافسات الدولية واستضافتها لمباريات منتخبنا الدولية على أرضه وبين جماهيره، تأتي بعد غياب استمر لأكثر من عشر سنوات عانت فيه رياضتنا من اللعب خارج أرض الوطن، وها هي كرة السلة تنجح في انتزاع موافقة الاتحاد الدولي ومكتبه الإقليمي لقارة آسيا بالسماح لها باللعب رسمياً على أرضها في البطولات والمسابقات المنبثقة من الاتحاد الدولي.
هذا الحدث الهام جعل كافة المعنيين يستنفرون لإعادة تأهيل صالة الفيحاء لتكون بمواصفات دولية قادرة على استضافة أي حدث عالمي.
مدير الصالة خلال المباراة، الحكم الدولي ورئيس لجنة حكام سورية ماهر أبو هيلانة كشف لـ “البعث” أن الصالة شهدت الكثير من التعديلات بدءاً من خارج الصالة ومداخلها، وصولاً إلى داخلها وفي كل تفاصيلها ومرافقها وخدماتها العامة، وقد بدأ العمل بالتعديلات بعد زيارة وفد المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي في آسيا، وتحديد المعايير المطلوبة لإقامة مباراة دولية رسمية على أرضنا، وتمت متابعة ورشات العمل من قبل القيادة الرياضية واتحاد اللعبة، وقمنا باستلام الصالة رسمياً يوم السبت الماضي للتأكد من تأمين وتنفيذ كل شيء وفق المعايير الدولية، ولم يقتصر التعديل فقط على أرض الصالة، بل طال المدرجات، حيث خصصت السدة الرئيسية للشخصيات الشرفية المدعوة، كما تم تحديد المكانين الجانبيين للسدة للجلوس ببطاقة سعرها عشرة آلاف ليرة سورية، والمنطقة المقابلة للسدة في المدرج المواجهة لها سوف يكون سعر التذكرة فيها خمسة آلاف، وعدد المقاعد لهذين المكانين (١٤٤) مقعداً، وفيما عدا ذلك من الأماكن في مدرجات الصالة فهي متاحة للجمهور بقيمة ألفي ليرة سورية (خلف بانيهات السلة).
وأضاف أبو هيلانة: تسهيلاً لدخول الجمهور فقد تم تخصيص إشارات وأسهم للدلالة لتحديد مكان جلوس كل متفرج، وسيتم فتح ستة أبواب من كل جنبات الصالة من أجل تسهيل وتسريع دخول وخروج الجمهور، أما بالنسبة لأرضية الصالة فتم صقلها وإعادة طلائها بشكل جيد وحضاري، كما طالت التغييرات إضاءة الصالة واللوحة الالكترونية وساعات التوقيت، وللمرة الأولى في تاريخ السلة السورية سوف يستخدم جهاز الإعادة الفورية، أما اللوحة الالكترونية فهي من أهم اللوحات الأربع المعروفة عالمياً والمعتمدة دولياً، وهي لوحة تقدم الخدمات الرقمية والمعلوماتية المطلوبة خلال المباراة بطريقة جميلة، كما يمكنها التحول لشاشة عرض رسمية لعرض بعض المشاهد عليها، ويمكن أن يتم ذلك على شاشة واحدة، أو شاشتين، وبالنسبة للإنارة تم حل المشكلة التي كانت تعاني منها الصالة، بحسب تعليمات الاتحاد الدولي، والمطلوب ألا يرى اللاعب ظله بأرض الملعب، وهذا يتطلب إضاءة قوية ومدروسة وموزعة بترتيب معين، ولأول مرة سوف تظهر في صالاتنا لوحات إعلانية الكترونية من خلال شاشات وضعت حول أرضية الصالة بطريقة حضارية وجميلة قادرة على تقديم إعلانات بشكل متتال وجميل، وطاولة الحكام بقيت على حالها، وسوف يجلس عليها 6 أشخاص يتولون المهام التحكيمية، وشملت التعديلات الأخيرة للصالة (أيضاً حسب التعليمات الدولية) التدفئة، وسوف يتم التحكم بها، وستكون تجهيزات التدفئة والتبريد جاهزة، وعند امتلاء الجمهور بالصالة يجب ألا تقل درجة الحرارة عن 26م، وفي حال كانت باردة سوف تتم تدفئتها، وفي حال كانت حارة يمكن تبريدها، المهم أن تكون ضمن الحدود الطبيعية، وشملت التعديلات الجديدة المشالح أيضاً، وباتت ضمن المواصفات الدولية بكل تفاصيلها بين (المنطقة الجافة والمنطقة الرطبة)، وهناك قاعة لفحص المنشطات تقام لأول مرة في صالاتنا بطلب من الاتحاد الدولي، كما تم تركيب أبراج جديدة لتقوية الأنترنت في الصالة كي لا تقل عن 90 ميغا لخدمة العمل في الصالة، وتأدية المطلوب بأقصى سرعة، حيث يمكن للإعلامي تحميل الخبر والصورة والفيديو بسرعة.
وبيّن أبو هيلانة أنه تم تحويل الصالة الموجودة تحت المدرجات (الخاصة بلعبة المصارعة) إلى صالة للإحماء للاعبين قبل المباراة، وضمنها سلتان مثبتتان في السقف من أجل تقليل الحمل والضغط على الصالة الرئيسية.
وبالنسبة للوسائل الإعلامية أشار أبو هيلانة إلى أنه تم تخصيص طاولة لجلوس الإعلاميين بأرض الملعب في زاوية الصالة بعدما تم تنظيم اعتمادية الإعلاميين الراغبين بالتغطية من خلال تسجيلهم عبر الموقع الالكتروني للاتحاد الدولي، وهو الذي سيقوم باعتمادهم للمباراة، ومنحهم بطاقة الإعلام الخاصة بها، والجلوس على الطاولة المخصصة لهم، علماً أن الطاولات والخشبيات الموجودة ضمن الصالة لن تبقى بلونها الحالي، فالتعليمات تفرض تغطيتها ببوسترات خاصة بالاتحاد الدولي، وتحمل شعاره وشعار التصفيات، وبعد المباراة تمنع اللقاءات الإعلامية ضمن الصالة، ولن تكون بأرض الملعب سوى كاميرات الجهة الناقلة، وكاميرا التصوير الفوتوغرافي للاتحاد الدولي، وبعد المباراة يتجه الإعلاميون إلى قاعة المؤتمرات خلف الصالة وقد أعدت لهذا الغرض، وهي تضم طاولة للمتحدثين، ومقابلها منصة لتموضع الكاميرات، إضافة لكراسي الإعلاميين، ويمنح كل فريق عبر ممثّليه التحدث لمدة ٢٠ دقيقة، والمقابلات مع اللاعبين وبقية أعضاء الفريق محصورة ضمن منطقة (ميكس زون)، وهي مساحة موجودة بين مشلحي الفريقين، وتوجد فيها بوسترات كبيرة خاصة بالحدث وتحمل شعارات الاتحاد الدولي والبطولة، وأمامها يمكن إجراء كل اللقاءات، ولا يمكن إجراء اللقاءات خارج هذه المنطقة.
وبالعودة للمباراة فإنها تعتبر مصيرية لمنتخبنا الوطني إذا ما أراد مواصلة مشواره بالتصفيات والتأهل ليكون بين كبار القارة الآسيوية لمواصلة المشوار نحو التأهل لكأس العالم، وتعوّل الجماهير السورية على منتخبنا لرد الدين للمنتخب الكازاخستاني، إذ خسر الذهاب بنتيجة (٧٤-٨٤)، حيث لم يكن منتخبنا في أفضل (فورمة)، وعلى الكادر الفني تدارك الأخطاء التي ظهرت في مباراة الذهاب، وإيجاد الحلول المناسبة لتحسين الشق الدفاعي، وإيقاف عناصر القوة التي يمتلكها منتخب كازاخستان، والعمل على اللعب عبر الهجوم السريع لتحقيق الفوز أمام الجماهير الكبيرة التي تتمنى أن تكون الفرحة حاضرة في أول لقاء لسلتنا على أرضنا بعد غياب طويل.
عماد درويش