طهران: مباحثات فيينا تسير على المسار الصحيح
أكدت الخارجية الإيرانية أن فريق التفاوض الإيراني بشأن الملف النووي وصل إلى فيينا لضمان رفع العقوبات، وأن ما يحدث في العاصمة النمساوية يركز على رفع العقوبات المفروضة على إيران.
وقال المتحدث باسم الخارجية، سعيد خطيب زادة: “ما يحدث في فيينا يركز على رفع العقوبات..لا نقبل أي شيء أقل من هذا، ولا نتعهد بأي التزام أكثر مما ورد في الاتفاق النووي”. وأضاف زادة: “لا مكان في حوارنا لقضايا مثل المباحثات التدريجية والالتزامات الجديدة”.
وتابع قائلا: “الحكومة دخلت مباحثات فيينا بتصميم جاد مع وفد كامل الاستعداد للتأكد من أن ما يحدث في فيينا هو رفع العقوبات.. بالطبع إذا دخل الطرف الآخر فيينا بنية صحيحة لرفع العقوبات، بدلا من إضاعة الوقت والتمديدات والأعذار الطفولية، يمكننا القول إن المباحثات تسير على المسار الصحيح”
في الأثناء، جدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان التأكيد على أن بلاده دخلت في مباحثات فيينا مع مجموعة أربعة زائد واحد بجدية وحسن النوايا وتسعى للوصول إلى اتفاق جيد.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية ارنا عن عبد اللهيان قوله خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الليلة الماضية إنه رغم عدم الالتزام ونكث العهد من جانب أمريكا والدول الأوروبية الثلاث فإن طهران دخلت مباحثات فيينا بجدية وحسن النوايا وتسعى للوصول إلى اتفاق جيد.
وحول خصائص الاتفاق الجيد أكد عبد اللهيان ضرورة عودة الأطراف الأخرى إلى كامل التزاماتها في الاتفاق النووي لتقوم بلاده فيما بعد بوقف إجراءاتها التعويضية موضحاً أن اي نوع من الاتفاق الذي يتم الوصول إليه يجب أن يكون قابلاً للتحقق بصورة مؤثرة مشيرا إلى أن بلاده لا تتجاهل جولات المباحثات الست السابقة التي عقدت في إطار اللجنة المشتركة للاتفاق النووي مع مجموعة أربعة زائد واحد وقال نحن”لا نتجاهل تلك المباحثات لكننا بصفة حكومة جديدة نعتبر أن لنا الحق بأن نناقش ونتباحث حول القضايا الخلافية وفقاً لاعتباراتنا.
من جهته رحب غوتيريش باستئناف مباحثات فيينا بين إيران ومجموعة أربعة زائد واحد معرباً عن دعمه الكامل لإحياء الاتفاق النووي داعيا جميع الأطراف إلى بذل جهود لبناء الثقة فيما بينها مشدداً على الدعم الكامل لذلك من قبل الأمم المتحدة.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن المشاركين في الجولة السابعة من محادثات إحياء الاتفاق النووي في فيينا اتفقوا على استئناف عمل فريقي الخبراء بشأن العقوبات المفروضة على إيران والمسائل النووية.
ونقلت وكالة تاس عن الخارجية الروسية قولها في بيان اليوم: إن المشاركين في اجتماع اللجنة المشتركة حول الاتفاق النووي الإيراني في فيينا أكدوا التزامهم بجهود العودة إلى التنفيذ الكامل للاتفاق كما أعربوا عن رغبتهم في مواصلة التفاعل المكثف لحل المسائل التي لا تزال دون حل منذ الانتهاء من الجولة السادسة السابقة من المفاوضات والوصول إلى نتيجة في أسرع وقت ممكن.
وأعربت الخارجية الروسية عن تفاؤلها بنتائج الجولة الحالية من المباحثات مشيرة إلى أن بدءها تم تقييمه من قبل المشاركين على أنه إيجابي وبناء.
وطالب وانغ تشيون ممثل الصين الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في فيينا الولايات المتحدة برفع جميع العقوبات غير القانونية عن إيران والأطراف الأخرى ومن بينها الصين.
ونقلت وكالة شينخوا عن وانغ قوله إنه مع استئناف المحادثات النووية في فيينا نأمل أن تنتهز جميع الأطراف المعنية الفرصة وتلتزم بمسار الحلول السياسية والدبلوماسية وتظهر النية الحسنة والمرونة بصورة كاملة وتحترم المصالح الخاصة بكل منها وتخلق مناخاً جيداً وتحل بشكل خلاق كافة القضايا العالقة من خلال المفاوضات.
ورحب وانغ بالمشاركة الأولى لنائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كنى في المفاوضات على رأس وفد الحكومة الإيرانية مضيفا إن على الولايات المتحدة وبصفتها المصدر الأساسي للأزمة الحالية بشان الاتفاق رفع جميع العقوبات غير القانونية ذات الصلة ضد إيران والأطراف الأخرى ومنها الصين من أجل استعادة ثقة المجتمع الدولي.
وأضاف إن الصين ستواصل الدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة بشأن رفع العقوبات والجوانب الأخرى لافتاً إلى أن بلاده كانت دائما ملتزمة بدعم الاتفاق النووي الشامل وعملت جاهدة لتعزيز استئناف المحادثات النووية مع إيران.
وقال إن الصين أجرت أيضاً اتصالاً وتنسيقاً مكثفاً مع روسيا وإيران وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأطراف المعنية الأخرى على مستويات مختلفة بهدف تعزيز استئناف المفاوضات وإحراز تقدم في أقرب وقت ممكن معرباً عن عزم بكين على مواصلة ممارسة التعددية الحقيقية والمشاركة في المرحلة التالية من المفاوضات بطريقة بناءة والعمل مع جميع الأطراف لتعزيز تحقيق نتائج في هذه المفاوضات في وقت مبكر.
واستؤنفت أمس فى العاصمة النمساوية فيينا مباحثات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي الإيراني بين إيران والقوى الكبرى مع التركيز على إلغاء الحظر الأمريكي المفروض على إيران.
يذكر أن الاتفاق النووي تم التوصل إليه في الـ 14 من تموز عام 2015 في فيينا بعد مفاوضات شاقة استمرت عدة سنوات بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد إلا أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعلن في الثامن من أيار عام 2018 الانسحاب من الاتفاق والعودة إلى سياسة فرض العقوبات على إيران بينما شددت باقي الأطراف الموقعة عليه على ضرورة بقاء الاتفاق والالتزام به نظراً لما يمثله من حاجة دولية.