طفلك انطوائي؟! دفعه لمزيد من العلاقات لن يجعله أكثر انفتاحاً!!
يطمح الآباء دائماً إلى تربية طفل سعيد ومتوازن، ويبذلون قصارى جهدهم لمساعدة أطفالهم على الاندماج في بيئتهم والاستعداد لمواجهة الحياة.
كما قد يقرؤون الكتب التربوية؛ للتعرف على أفضل الاستراتيجيات لتربية الأطفال، ويستمعون لكثير من النصائح من الأصدقاء والعائلة وحتى خبراء التربية.
لكن العديد من النصائح التربوية العامة لا يمكن تعميمها بالمطلق، خاصةً أن للأطفال شخصيات مختلفة، مثلنا تماماً. وقد يشعر الأهل بالإحباط عندما يجدون أن طفلهم يحب قضاء وقت بمفرده أو في منزله، فيما تخبرهم العديد من النصائح التربوية بأهمية اللعب الجماعي والوجود في الطبيعة للطفل.
غالباً ما يتم وصف الأطفال الانطوائيين بأنهم أطفال خجولون، لكن الانطواء والخجل ليسا الشيء نفسه. قد يرى الآباء أن طفلهم لا يتفاعل اجتماعياً كما يفعل العديد من الأطفال الآخرين. وقد يفضل طفلهم قضاء الوقت بمفرده في القراءة أو الانخراط في أنشطة فردية أخرى بدلاً من البحث بشغف عن رفقة الأطفال الآخرين.
فما هي سمات الأطفال الانطوائيين والطريقة الصحيحة للتعامل معهم.
يستمتعون بوقتهم وحدهم
يحب الأطفال الانطوائيون اللعب التخيلي، ويفضلون اللعب بمفردهم أو مع طفل واحد أو اثنين فقط. وغالباً ما يقضون وقتاً في غرفتهم الخاصة مع باب مغلق، ويقومون بأشياء فردية مثل القراءة أو الرسم أو ألعاب الكمبيوتر.
يلاحظون أولاً ثم يقومون بالتنفيذ
بشكل عام، يفضّل الأطفال الانطوائيون مشاهدة الألعاب والأنشطة قبل الانضمام إليها، ويتميزون بملاحظة التفاصيل بدقة. وأحياناً قد يظهرون مترددين وحذِرين، ويتراجعون عن المشاركة وينضمُّون إلى الأنشطة الجديدة ببطء.
لكن في المقابل قد يكونون أكثر نشاطاً واندماجاً في المنزل، حيث يشعرون براحة أكبر.
يتخذون القرارات بأنفسهم
يتخذ الأطفال الانطوائيون القرارات بناءً على معاييرهم الخاصة بدلاً من تقليد الآخرين دون فهم. يمكن أن يكون هذا جانباً إيجابياً للغاية في طبيعتهم، لأنه يعني أنهم أقل عرضة لأن يقارنوا أنفسهم بالآخرين.
يحتاجون وقتاً للاندماج
تماماً مثل البالغين الانطوائيين، فإن الأطفال الانطوائيين يحتاجون وقتاً لكي يألفوا الناس الجدد مِن حولهم. قد يكونون هادئين ومتحفّظين عند مقابلتهم أول مرة، ولكن عندما يشعرون بالراحة مع الشخص، فإنهم يندمجون في الحديث واللعب والمشاركة في أي نشاط.
مستمعون جيدون
مثل البالغين الانطوائيين، فإن الأطفال الانطوائيين عموماً مستمعون جيدون، فهم ينتبهون ويتذكرون ما يقوله الشخص الآخر.
قد يتحدثون بهدوء، ويتوقفون أحياناً للبحث عن الكلمات المناسبة، ويتوقفون عن الكلام إذا تمت مقاطعتهم. وقد ينظرون بعيداً عند التحدث؛ لجمع أفكارهم، لكنهم يقومون بالاتصال بالعين عند الاستماع.
يتواصلون اجتماعياً بشكل مختلف
قد يكون لدى الأطفال الانطوائيين صديق أو اثنان فقط من الأصدقاء المقربين، لأنهم يسعون إلى العمق في العلاقات بدلاً من زيادة العدد. وربما لن يقضوا وقتاً طويلاً في التواصل الاجتماعي مثل الأطفال المنفتحين، وسوف يحتاجون إلى الخروج بمفردهم أيضاً ليشعروا بالتوازن.
حتى إن قضاء كثير من الوقت في التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى البكاء والانهيارات والحالات المزاجية السيئة لديهم.
التعامل مع الطفل الانطوائي؟
من المهم جداً التعرُّف على تفضيلات طفلك وما يحب القيام به، واحترام قرارته. على سبيل المثال، يميل الأطفال الانطوائيون إلى الحاجة لقليل من الأصدقاء. لذلك، لا تجبر طفلك على تكوين عدد كبير من الصداقات إن لم يُرِد ذلك.
إنَّ إجبار طفلك على قضاء وقت أطول مما يريد مع الأطفال الآخرين ومحاولة دفعه إلى تكوين مزيد من العلاقات، لن يجعلاه أكثر انفتاحاً. سيؤدي ذلك إلى استنزاف مزيد من الطاقة منه وجعله أكثر انفعالاً وتوتراً.
من المهم أيضاً أن تُظهر لطفلك أنك تقبله وتحبه كما هو. فكِّر فيما قد يشعر به طفلك من خلال ردود فعلك تجاه سلوكه. من المهم أن يشعر طفلك بأن سلوكه طبيعي وليس مشكلة بالنسبة لك، لأنه قد يفسر محاولاتك تغييره بأنك لا تحبه.
قد يخبرك المعلم بأن طفلك يعاني مشكلة في التواصل الاجتماعي، لأنه لا يستمتع باللعب مع الطلاب الآخرين في الأنشطة الجماعية. حاول أن تشرح للمعلم سبب عدم تمتع طفلك بالأنشطة الجماعية وكيف يمكن أن يساعده على القيام بأنشطة تناسبه مع أصدقائه المقربين دون الضغط عليه.